قصيدة يوم الأرض محمود درويش ، نحتفل اليوم مع شعب فلسطين بيوم الأرض الفلسطيني، 30 آذار / مارس. ويعود سبب الاحتفال به إلى ما حدث في آذار 1976، بعد قيام السلطات الصهيونية بمصادرة الأراضي الفلسطينية الخاصة. الملكية أو المشاعات داخل حدود المناطق ذات الأغلبية السكانية الفلسطينية. وحدث إضراب عام ومسيرات من الجليل إلى الحفر، واندلعت مواجهات أسفرت عن مقتل ستة فلسطينيين وإصابة المئات واعتقالهم.

نقرأ معا قصيدة الشاعر العربي الكبير محمود درويش التي يقول فيها

محمود درويش

في شهر آذار، عام الانتفاضة، أخبرتنا الأرض

أسرارها الدموية. في شهر آذار مررت

البنفسج والبندقية خمس فتيات. وقفوا عند الباب

مدرسة ابتدائية مضاءة بالورد والزعتر

بلدي. فتحوا نشيد التربة. دخلوا عناق

النهائي – يأتي مارس إلى الأرض من تحت الأرض

يأتي، ومن رقص الفتيات – البنفسج القليل من المال

دع صوت الفتيات يسمع. تمد الطيور مناقيرها

في اتجاه النشيد وقلبي.

أنا الأرض

والأرض أنت

خديجة! لا تغلق الباب

لا تدخل في الغياب

سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل

سنطردهم من حجارة هذا الطريق الطويل

سنطردهم من هواء الجليل.

وفي شهر مارس، مرت خمسة وخمسة أمام البنفسج والبندقية

بنات. لقد سقطوا على باب مدرسة ابتدائية. للطباشير

لون العصافير فوق الأصابع.

في شهر آذار قالتا لأرض لها أسرارها.

-1-

أعلى تربة هي امتداد لروحي

أعلى يدي رصيف الجروح

أعلى الحصى هي الحبوب

اسماء الطيور لوسا والتين

أعلى ضلوع هي الأشجار

وأرسم غصنًا من شجرة التين للصدر

ورميها كحجر

وتفجير دبابة الغزاة.

-2-

في شهر آذار قبل ثلاثين عاما وخمسة حروب

ولدت على كومة من حشائش المقبرة المضيئة.

كان والدي في قبضة الإنجليز. أمي ترفع جديلة لها

وامتدادي على العشب. أحببت “الجراح”

محبوب. ” أجمعهم في جيبي وهم يذبلون ظهراً.

مر الرصاص فوق قمر أرجواني ولم ينكسر

ومع ذلك، يمر الوقت بقمري البنفسجي، ويقع في داخلي

القلب بدون قصد …

وفي شهر آذار نمتد في الأرض

في شهر آذار تنتشر الأرض بيننا

مواعيد غامضة

احتفال بسيط

واكتشف البحر تحت النوافذ

والقمر الليلي على السرو

في شهر مارس ندخل السجن الأول وندخل الحب الأول.

الذكريات تتساقط على قرية في السياج

ذهبنا إلى هناك ولم نمر بظلال السفرجل

كيف تهربين من طرقي يا ظلال السفرجل

في شهر مارس ندخل الحب الأول

ندخل السجن الأول

ذكريات وميض عشاء من اللغة العربية

قال لي الحب ذات يوم دخلت الحلم وحدي وخسرت

لقد فقدت حلمي. قلت اضرب! ترى النهر يمشي

لك.

في شهر مارس تكتشف الأرض أنهارها

-3-

بلدي بعيد عني … مثل قلبي!

بلدي قريب مني .. كسجني!

لماذا اغني

مكان وجهي مكان

لماذا اغني

طفل ينام على الزعفران

على جانب خنجر النوم

وأمي أكلتني

صدرها

وتموت أمامي

بسمة العنبر

-4-

في شهر مارس تستيقظ الخيول

سيدة الأرض!

أي نشيد يمشي على بطنك المموج بعدي

أي نشيد يناسب هذا الندى والبخور

وكأن المعابد تستفسر الآن عن أنبياء فلسطين في بداياتها

مستمر

هذا هو اخضرار النطاق واحمرار الحجارة –

هذا هو نشيدتي

هذا هو خروج المسيح من الجرح والريح

خضراء مثل الفتيات، تغطي أظافري وسلاسل

هذا هو نشيدتي

هذا هو نهوض الفتى العربي الى الحلم والقدس …

في شهر مارس تستيقظ الخيول.

سيدة الأرض!

والقمم الحلزونية مبسطة بالخيول، سجادة للصلاة السريعة

بين الرماح والدمى.

نصف دائرة تعيد الحصان قوسًا

وسوف يلمع وجهي ووجهك مشرقا وسعيدا

في شهر آذار سينخفض ​​البحر من أرضنا المستطيلة مثل

الحصان على وتر الجنس.

في شهر مارس، يرتفع الجنس في أشجار الساحل العربي

ولكي تحبس الأمواج الأمواج … لتموج … ذلك

يتزوج … أو يغضب بالقطن

أتوسل إليك يا سيدتي الأرض أن تسكنني وتسكنني

صهيل

من فضلك ادفني مع الفتيات الصغيرات بين البنفسج

والبندقية

من فضلك، سيدة الأرض، خصب عمري المتأرجح

بين سؤالين كيف و أين

هذا ربيع طليعي

هذا ربيعي الأخير

في شهر مارس تزوجت الأرض بأشجارها.

-5-

كما لو كنت سأعود

مثل سجين أمامي

وبين البلاط وبين القناعة

لقد عدت في تناغم.

ولدت بكلمات بسيطة

وشهيد الخريطة

أنا عائلة زهرة المشمش.

يا من يتمسك بحد المستحيل!

من البداية الى الجليل

أعدها إلي

عد إلى الهواية!

-6-

وفي شهر آذار تكون الظلال كالحرير والغزاة بلا ظل

وتأتي الطيور غامضة مثل اعتراف الفتيات

وواضح كالحقول

تظلل الطيور الحقول على القلب والكلمات.

خديجة!

أين تذهب حفيداتك إلى حبهن الجديد

ذهبوا لقطف بعض الحجارة

قالت خديجة وهي تحث الندى من ورائها.

وفي شهر آذار تمشي التراب كدماء نقية ظهرا …

خمس فتيات يختبئن حقل قمح تحت جديلة …

قرأوا بداية ترنيمة عن دوالي الخليل. واكتب

خمس رسائل

تحيا بلدي

من الصفر إلى الجليل

ويحلمون بالقدس بعد امتحان الربيع وطرد الغزاة.

خديجة! لا تغلق الباب خلفك

لا تذهب إلى الغيوم

سوف تمطر هذا اليوم

سوف تمطر الرصاص هذا اليوم

سوف تمطر هذا اليوم!

في شهر آذار، عام الانتفاضة، أخبرتنا الأرض

أسرارها الدموية خمس فتيات على باب مدرسة

جنود الابتدائية يقتحمون المظليين. منزل ساطع

من الشعر أخضر… أخضر. خمس فتيات على

باب المدرسة الابتدائية يكسر المرايا

بنات مرايا الوطن على قلب …

في شهر آذار أحرقت الأرض أزهارها.

-7-

شاهدت المجزرة

وشهيد الخريطة

ولدت بكلمات بسيطة

رأيت أجنحة الحصى

رأيت أسلحة الندى

عندما أغلقوا باب قلبي في وجهي

ونصبوا المتاريس

خظر

أصبح قلبي ساخنًا

وضلوعى حجارة

وظهرت زهور القرنفل

وظهرت زهور القرنفل

-8-

في شهر آذار تفوح منه رائحة النباتات. هذا هو تزاوج العناصر.

“مارس هو الشهر الأكثر قسوة” والأشهر سخونة. أيّ

سيف يعبر بين شهيق وزفير ولا ينكسر!

هذا هو حضني الزراعي في ذروة الحب. هذه هي البداية

إلى العمر.

صراع يا نباتات وشارك في انتفاضة جسدي وسأعود

حلمي هو جسدي.

ستنفجر الأرض عندما أحقق هذه الصرخة المتسلسلة

القرويون بالخجل والخجل.

وفي شهر آذار وصلنا إلى هوس الذكريات فتنمو علينا

النباتات تصعد في اتجاهات كل البدايات. هذه

نمو السقوط. أعلى صعود للشيخوخة الزحار.

رأيت فتاة على شاطئ البحر منذ ثلاثين عامًا

وقلت أنا الموجة فابتعدت في العداء. لقد رأيت

شهيدان يستمعان إلى البحر. عكا تأتي مع الأمواج

عكا تسير مع الأمواج. وبعيدا في التداعيات.

انحنت خديجة نحو الندى واحترقت يا خديجة! لا

أغلق الباب!

ستدخل الشعوب هذا الكتاب وستذبل شمس أريحا

بدون طقوس.

يا وطن الأنبياء .. الاندماج!

يا وطن الفلاحين .. التكامل!

يا وطن الشهداء .. التكامل!

يا وطن الضائع .. الاندماج!

جميع الشعاب الجبلية هي امتداد لهذا النشيد الوطني.

وكل الأغاني التي فيك امتداد لشجرة زيتون أعطيتني إياها.