بقلم ديفيد لودر وجو كاش

واشنطن / بكين (رويترز) – في زيارة للصين، تحاول وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين تهدئة العلاقات المتوترة بشكل متزايد بين البلدين، حيث لا يزال أكبر اقتصادين في العالم مرتبطين بشكل وثيق ولكن تظهر بعض بوادر المستقبل المتوترة.

يوم الجمعة، ستلتقي يلين مع كبار المسؤولين الصينيين، متعهدة بالسعي إلى “منافسة صحية” مع بكين، حيث تتصدر المواجهة بين القوتين الاقتصاديتين حول قيود تصدير التكنولوجيا الأمريكية وقيود الاستثمار المخطط لها عناوين الصحف.

على الرغم من الحديث عن الانفصال الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين، تظهر أحدث البيانات علاقة تجارية قوية بشكل أساسي انتعشت في عام 2022 بعد خمس سنوات من الاضطرابات الناجمة عن الحرب التجارية ووباء فيروس كورونا.

وبلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين رقماً قياسياً بلغ 690 ملياراً العام الماضي، مع ارتفاع الطلب الأمريكي على السلع الاستهلاكية الصينية ونمو طلب بكين على المنتجات الزراعية والطاقة الأمريكية.

انخفض حجم التجارة بين البلدين بعد عام 2022، عندما فرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب رسومًا جمركية تصل إلى 25٪ على الواردات الصينية بقيمة نحو 370 مليار دولار، لكن التجارة بدأت في التعافي أثناء التعافي من وباء كوفيد في عام 2022.

قال مايكل هارت، رئيس غرفة التجارة الأمريكية في الصين “أعتقد أنه من المهم للناس أن يدركوا أن العمل والسياسة شيئان منفصلان”.

ومع ذلك، فإن الوتيرة هذا العام أبطأ بشكل ملحوظ، حيث تشير بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي إلى أن التدفقات التجارية ثنائية الاتجاه حتى نهاية مايو انخفضت بمقدار 52 مليار دولار، أو 18 في المائة، مقارنة بالأشهر الخمسة الأولى من عام 2022.

شهدت التجارة بين البلدين بعض التحولات الرئيسية في السنوات الماضية، حيث ابتعدت الصين عن شراء الطائرات والآلات مع زيادة وارداتها من المعدات الزراعية والطاقة وأشباه الموصلات ومعدات تصنيع الرقائق.

هذا الأخير معرض بشكل خاص لقيود الصادرات الأمريكية، وهي قضية من المتوقع أن تتم مناقشتها خلال اجتماعات يلين في بكين.

ومن القضايا الشائكة الأخرى قبل الزيارة تحرك الصين للرد بفرض قيود على الصادرات من الغاليوم والجرمانيوم، وهما معدنان يستخدمان على نطاق واسع في صناعة أشباه الموصلات والسيارات الكهربائية، مما يهدد بحدوث اضطرابات جديدة في سلاسل التوريد.

(اعداد دعاء محمد للنشرة العربية)