أنقرة (رويترز) – زار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تركيا للمرة الأولى منذ سنوات يوم الأربعاء لإجراء محادثات مع الرئيس رجب طيب أردوغان بهدف التطبيع الكامل للعلاقات التي تضررت بشدة بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

في أبريل / نيسان، ذهب أردوغان بعد حملة استمرت لأشهر لإصلاح العلاقات بين القوتين الإقليميتين، بما في ذلك إسقاط المحاكمة بتهمة مقتل خاشقجي في اسطنبول عام 2022.

وأجرى محادثات وجها لوجه مع الأمير محمد أثناء تواجده هناك، مما أثار احتمال وجود استثمارات سعودية يمكن أن تساعد في تخفيف معاناة الاقتصاد التركي المحاصر.

قال أردوغان الأسبوع الماضي إنه والأمير محمد، الحاكم الفعلي للمملكة، سيناقشان “أي مستوى أعلى بكثير” يمكن أن يتخذهما في العلاقات خلال المحادثات في أنقرة.

وقال مسؤول تركي كبير لرويترز تحدث شريطة عدم نشر اسمه إن الزيارة كان من المتوقع أن تحقق “التطبيع الكامل واستعادة فترة ما قبل الأزمة”. واضاف ان “عهد جديد سيبدأ”.

وقال المسؤول إن المفاوضات بشأن خط محتمل لمبادلة العملات – والتي يمكن أن تساعد في إنعاش احتياطيات تركيا الأجنبية المتضائلة – لا تتحرك “بالسرعة المطلوبة” وستتم مناقشتها على انفراد بين أردوغان والأمير محمد.

وأضاف المصدر أنه سيتم توقيع اتفاقيات في مجالات الطاقة والاقتصاد والأمن خلال زيارة الأمير محمد، فيما يجري العمل أيضًا على خطة لدخول الصناديق السعودية أسواق رأس المال في تركيا.

يقوم الأمير محمد بأول رحلة له خارج منطقة الخليج منذ أكثر من ثلاث سنوات، والتي تضمنت زيارة للأردن.

وتوترت العلاقات بين أنقرة والرياض بشدة بعد أن قتلت فرقة سعودية خاشقجي وقطعت أوصاله في 2022 في قنصلية المملكة في اسطنبول. وألقى أردوغان في ذلك الوقت باللوم على “أعلى المستويات” في الحكومة السعودية.

ومنذ ذلك الحين، أوقفت أنقرة جميع الانتقادات، وأوقفت المحاكمة بتهمة القتل في أبريل، وأحالت القضية إلى الرياض في خطوة استنكرتها جماعات حقوق الإنسان وانتقدتها أحزاب المعارضة، واصفة الخطوة بأنها مقايضة شرف بالمال.

وتأتي الزيارة في وقت يواجه فيه الاقتصاد التركي ضغوطات كبيرة بسبب تراجع التضخم وارتفاعه إلى أكثر من 70 بالمئة.

يقول محللون إن الأموال السعودية والعملة الصعبة يمكن أن تساعد أردوغان في حشد الدعم قبل انتخابات صعبة بحلول يونيو 2023.

وقال المسؤول التركي، إن السعودية قد تكون مهتمة بشركات تابعة لصندوق الثروة التركي أو غيره، أو القيام باستثمارات مماثلة لتلك التي قامت بها الإمارات في الأشهر القليلة الماضية.

وأضاف المصدر أن الزعيمين سيناقشان أيضا إمكانية بيع طائرات مسيرة تركية مسلحة للرياض.

وقال كمال كيليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي يوم الثلاثاء إن أردوغان “سيحتضن الرجل الذي أمر بقتل” خاشقجي.

الأمير محمد ينفي أي علاقة له بجريمة القتل.

(من إعداد علي خفاجي للنشرة العربية)