أشار تقرير صحفي نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إلى أن العقوبات على موسكو بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا لم تنجح حتى الآن في تحقيق الأهداف المرجوة، وهو استنزاف الاقتصاد الروسي لمنع موسكو من تمويل حربها في العراق. أوكرانيا، مشيرة إلى رأي الاقتصاديين بأنه يجب على أوروبا قطع شريان الحياة للاقتصاد الروسي من خلال فرض حظر على واردات الطاقة الروسية حتى تؤتي ثمارها.

وقال التقرير، الذي شارك في كتابته الصحفيون جين والين وروبن ديكسون وإلين ناكاشيما وماري إليوشينا، إن الاقتصاديين ما زالوا يعتقدون أن الاقتصاد الروسي قد تأثر إلى حد ما بهذه العقوبات، لكن هذه العقوبات تحتاج إلى وقت طويل لتحقيقها. الهدف، مشيرين إلى رأي الخبراء بأن العقوبات الغربية بالفعل ألقت بظلالها السلبية على الاقتصاد الروسي، لكن بعد ستة أشهر من فرض هذه العقوبات، لا تزال الصورة غامضة وغير واضحة.

ويوضح التقرير أنه بينما يبدو أن روسيا تعاني في بعض القطاعات الاقتصادية من هذه العقوبات، فإن الاقتصاد الروسي لا يزال يبدو متماسكًا، مشيرًا إلى أنه على سبيل المثال، بعد الانهيار الكبير للعملة الروسية في بداية العقوبات، استطاع استرداد جزء كبير من قيمتها. تمكنت روسيا من تجنب أزمة حادة تمثلت في انهيار عملتها المحلية.

ويضيف التقرير أن معدلات البطالة في روسيا، على الرغم من هذه العقوبات، لا تزال في حدود آمنة، ولا تزال روسيا تجني أرباحًا بمليارات الدولارات شهريًا من عائدات صادرات الغاز والنفط، مشيرًا إلى أن المطاعم والمحلات التجارية في العاصمة موسكو و لا تزال سانت بطرسبرغ مزدحمة بالعملاء، ولا تزال محلات البقالة وغيرها مليئة بالبضائع في وقت تشهد الأسعار في السوق الروسية بعض الارتفاع.

ويشير التقرير الصحفي إلى تقديرات صندوق النقد الدولي بأن الاقتصاد الروسي سيشهد انكماشاً يصل إلى 6٪ هذا العام، بمعدلات أقل بكثير من توقعات الخبراء الذين توقعوا أن تصل معدلات الانكماش إلى أكثر من 10٪.

ويشير التقرير الصحفي إلى رأي المحللين الاقتصاديين بأنه لكي تحقق العقوبات الغربية النتيجة المرجوة، يجب على الاتحاد الأوروبي أن يحذو حذو الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بفرض حظر على واردات روسيا من الغاز والنفط، موضحين أن الدول الأوروبية غير قادرة على اتخاذ مثل هذا القرار بسبب اعتماد قارة أوروبا بشكل كبير على واردات روسيا من الطاقة.

وفي الختام يشير التقرير إلى رأي الاقتصاديين بأنه إذا لم تنجح العقوبات الدولية في الوقت الحاضر في تحقيق الأهداف المرجوة، فمن المتوقع أن تستنزف الاقتصاد الروسي على المدى الطويل.