توصلت المملكة العربية السعودية وإيران إلى اتفاق انفراج لاستعادة العلاقات الدبلوماسية. أعلن وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، أن الحكومة السعودية قد تستثمر قريباً في إيران. وردا على سؤال حول سرعة الاستثمارات الكبيرة بين البلدين، أجاب الجدعان “نستطيع القول بسرعة كبيرة”.

عودة العلاقات .. هل هي جادة

واتفقت الرياض وطهران على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارتين في البلدين بعد مفاوضات رعتها الصين في بكين يوم 10 مارس. كما التزم الجانبان باحترام “سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”. إنها خطوة كبيرة بعد سنوات من العداء المتبادل والهجمات المشبوهة والتجسس.

في حين أن بعض المحللين يشككون فيما إذا كان كلا البلدين سيلتزمان بتعهداتهما، لا يزال وزير المالية السعودي متفائلاً. لا يرى أي سبب يمنع تطبيع العلاقات أو وجود استثمارات متبادلة طالما يتم احترام الاتفاقات مثل عدم التدخل في الحقوق السيادية.

بالإضافة إلى إحياء اتفاقيات التعاون السابقة منذ عام 1998 في قطاعات التجارة والاقتصاد والرياضة وعلوم التكنولوجيا وثقافة الرياضة الشبابية. وأبدى البلدان حرصهما على تعزيز السلام والأمن الإقليميين بالتعاون مع الصين.

يواجه البلدان حقائق اقتصادية مختلفة بشكل صارخ، بينما تستثمر المملكة العربية السعودية دوليًا وتطلق مشاريع ضخمة بقيمة تريليونات الدولارات في إطار خطة رؤية 2030 لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط. من ناحية أخرى، تدهور الاقتصاد الإيراني بسبب العقوبات الغربية المقترنة بسوء الإدارة والفساد الحكومي الذي أدى إلى انخفاض قيمة العملة.

من المرجح أن تدعم استثمارات المملكة العربية السعودية الاقتصاد الإيراني المنهك. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت العقوبات الأمريكية الحالية على إيران ستنطبق على النشاط المالي بين البلدين. بغض النظر، يعتقد الجدعان أن هناك الكثير من الفرص للاستفادة من النوايا الحسنة.

على الرغم من استمرار بعض النزاعات الإقليمية مثل اليمن ولبنان وسوريا حيث يجدون أنفسهم في كثير من الأحيان على طرفي نقيض، فإن هذا التطور الجديد يجلب الأمل في الاستقرار والازدهار عبر الحدود الذي يمكن أن يفيد جميع الأطراف المعنية بما في ذلك اللاعبين الدوليين مثل الصين التي لعبت الدور الأكبر. دور في استكمال هذه الاتفاقية.