هل الانسان مخير ام مسير، هذا السؤال يتعلق بموضوع مهم وهو الإكراه والاختيار ويسأل عنه كثير من الناس وعلاقته بإرادة الله، لذلك من المثير أن نتحدث عما إذا كان الشخص لديه الاختيار أو السبل، وعن الاختيار في حياة المسلم، وعن شروط الإيمان بالقدر والقدر وعلاقته بالإرادة البشرية، وعن الاختلاف في التعاليم في قضية أفعال العبيد.

هل الانسان مخير ام مسير

الجواب على السؤال هل للإنسان خيار أم حاكم هو هذا أن الإنسان له خيار وحاكم في نفس الوقت، أي في بعض الحالات يتم قيادته، وفي حالات أخرى لديه خيار، وهذا لا يمكن أن يقال أن الإنسان يقود بشكل مطلق أو أن لديه خيار مطلق .. من حيث حريته في الاختيار، لأن الله تعالى قد منحه العقل سمعًا وإدراكًا وراغبًا، حتى يميز الخير عن الشر، والضرر من الشر. نافع، وما يناسبه، وما لا يناسبه، فيختار ما يناسبه، ويتركه لغيره، فتتعلق به الواجبات الشرعية من حيث الأمر والنهي، ويستحق العبد أجر طاعته،

أما توجيهه فذلك لأن أفعاله لا تخرج عن كل قوة ومشيئة الله. وفي دعاء الله صلى الله عليه وسلم قال أول ما خلق الله قلمًا، فقال لها اكتب قال يا رب، وماذا أكتب قال اكتبوا كل شيء حتى تأتي الساعة. ويسقط بغير قصد، وله خيار في الأفعال التي تحدث نتيجة إرادته الطاهرة، مثل المشي والأكل والبيع والقراءة والسفر.

مجالات الاختيار في حياة المسلم

بعد أن نتناول إجابة السؤال هل للإنسان خيار أم طريق، سنتحدث عن مجالات الاختيار في حياة المسلم، حيث ينقسم الاختيار في حياة المسلم إلى ثلاثة أقسام، وهي كالتالي

  • اختيار منضبط يكون فيه المسلم قادرًا على الخروج عن حدود الشريعة الإسلامية، فيكون له خيار، لكنه في نفس الوقت منضبط من خلال حرية إرادته في تدريس الشريعة، وفي هذه الحالة يكون كذلك. مطيعا، وحسابه يكافأ في الدنيا وفي الحياة الآخرة.
  • الاختيار غير المنضبط يخرج المسلم بموجبه عن الشريعة الإسلامية بمحض إرادته، وفي هذه الحالة يكون آثماً ويعاقب حسابه في الدنيا أو الآخرة أو كليهما، إلا إذا تاب قبل هذا الغرغرة.
  • الاختيار المطلق الجائز يقع في منطقة المباح، وفيها يكون المسلم حرا تماما لا يخطئ فيه، بل يثاب عليه على الراجح إذا وضع في ذهنه النية. للسماح بما يريد حسب إرادته في ضوء الشريعة الإسلامية.

هل القضاء ينكر إرادة الإنسان

يظن البعض أن النظام القضائي يبطل حق الشخص في الاختيار، ولكن على العكس من ذلك، على الرغم من أن كل ما يحدث في هذا الكون، مهما كان صغيراً، يحدث بإرادة الله سبحانه وتعالى. سبق العلم في خلوده، كما قال الله تعالى {إِنِّي كُلُّ مَا خَلَقْنَا قَدَرٌ}، فقال تعالى {ما حلت الأرض ولا في أمورك إلا في كتاب. أمام الله صلى الله عليه وسلم. – قال “إنَّ أحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فيُؤْمَرُ بأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، ويُقَالُ له اكْتُبْ عَمَلَهُ، ورِزْقَهُ، وأَجَلَهُ، وشَقِيٌّ أوْ سَعِيدٌ”، وعن عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال السماء والأرض.

وعن عبادة بن السميط رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أول ما خلق الله قلمًا، فقال له اكتب يا قال يا رب وماذا أكتب قال سجلوا كمية كل شيء حتى تأتي الساعة. وعن طاوس بن كيسان اليماني قال سمعت عبد الله بن عمر يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم. ، قال في الوسطاء كل شيء حتى الضعيف والمبارك وأسهله سبحانه. يفعل ما يشاء وبناءً على أنه مسؤول عن أفعاله التي اختارها لنفسه لأنها أفعاله في الواقع، فيتم مكافأته على الحقيقة إذا اختارها وسيعاقب على الكذب إذا اختار ذلك. .

شروط الإيمان بالقدر

إن الإيمان بالقدر هو ركن من أركان الإيمان، حيث لا يصح الإيمان بالله إلا إذا كان الشخص مؤمن بقدره ونصيبه، وان يصبر على جميع الإبتلاءات لينال الاجر العظيم، ولكن هناك عدة شروط للإيمان بالقدر ومنها:

  • الإيمان بأن الله تعالى عالم بكل صغيرة وكبيرة جملة وتفصيلًا قال تعالى {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، وقال تعالى {قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، وقال تعالى {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، وقال تعالى {يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور ِ}.
  • الإيمان بأن الله تعالى قد كتب في اللوح الباقي مجموع كل شيء قال العلي {ما كارثة على الأرض لا في نفوسكم إلا في كتاب قبل أن تبرر، والله عليكم وعلى الرسول. قال صلى الله عليه وسلم “كتب الله مصير المخلوقات قبل خمسين ألف سنة خلق السماوات والأرض”.
  • أن لا شيء في السماء ولا في الأرض إلا بإرادة الله، وإرادته تدور بين الرحمة والحكمة، يقود من يشاء برحمته ويخدع من يشاء بحكمته.
  • أن الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء قال العلي {قل الله خالق كل شيء وهو سبحانه.

الاختلافات في التعاليم فيما يتعلق بأفعال الخدم

قبل أن ننتهي من مناقشتنا حول ما إذا كان لدى الشخص خيار أو مسار، سنتحدث عن المدارس الفكرية المختلفة فيما يتعلق بمسألة تصرفات الخدم، اختلف الناس حول هذه المسألة بعدة أقوال والعديد من المدارس الفكرية

جبري

تؤمن هذه العقيدة بأن الشخص غير قادر على أي شيء ولا يوصف بأنه قادر، ولكنه مجبر في أفعاله، وليس لديه قوة ولا إرادة ولا اختيار. الوعي الطبيعي للشخص الذي يفهم الفرق الواضح بين الأفعال الواجبة والاختيارية التي يقوم بها الشخص وفقًا لإرادته وقدرته.

قدرية

تنص هذه العقيدة على أن أفعال الخدم وطاعتهم وعصيانهم لم تكن خاضعة لحكم الله وقدره، لذلك أثبتوا قدرة الله على رؤية المخلوقات وأوصافها وحرمانه من قدرته على أداء تصرفات دافعي الضرائب. وتمنىوا وفعلوا بشكل مستقل، وأنكروا أن الله يضل من يشاء ويقود من يشاء، لذلك أكدوا الخالق مع الله، وهو كل واحد من الناس، ونفوا ارتباط قوة الله. والإرادة في فعل الرجال، بحيث يكونون عكس القدرية تمامًا، ولا شك في أن هذه مبالغة في إثبات استقلالية الملكات البشرية.

المعتزلة

تؤمن هذه العقيدة بأن العبد يقوم بعمله بتلك القدرات التي أوكلها إليه سبحانه باختياره، ومعنى فعل العبد أنه يخلق عمله ويخلقه من العدم بإرادته الحرة. وعلى الرغم من ذلك، فإن أفعال العبيد لم يخلقها الله العلي، بل خُلقت للناس، وهم يبررون ذلك بحقيقة أنه إذا كانت الأفعال قد خُلقت من أجل الله العلي، فيجب أن يكون العبد أيضًا. ملزمين، لأنهم لم يتخيلوا السؤال بين الخلق والإكراه، فقرروا أنه إذا لم يكن خُلقًا لعبد، فإن العبد سيُجبر عليه حتمًا، وكل نواياهم هي الهروب من حقيقة أن العبد يضطر.

أهل السنة

تعليم أهل السنة، وهو أصح وأعدل من التعاليم، أن الله تعالى هو خالق كل شيء، بما في ذلك أفعال العبيد، وأنه منح دافعي الضرائب القوة والإرادة المرتبطة بتطوعيهم. الأفعال، التي يُحاسبون عليها ويُكافأون عليها أو يعاقبون عليها، وأنه لا توجد علاقة بين حقيقة أن الأفعال البشرية مخلوقة بقوة الله وأنها تُكتسب للعبد وفقًا لإرادته واختياره وقدرته. في الختام، أستطيع أن أقول إن قوة وإرادة الله، وكذلك قوة الإنسان وإرادته تتعلق بفعل الإنسان، ولكن مع اعتبارين مختلفين. القدرة هي تطبيق الكسب على الإرادة والقوة التي خلقها الله في العبد.

وهكذا وصلنا إلى نهاية المقال هل للإنسان خيار أو مسار تحدثنا فيه عن الاختيار والتحكم، وعن أنواع الاختيار، وعن الإيمان بالقدر والمصير وعلاقته بالإرادة البشرية، وحول المدارس الفكرية المختلفة فيما يتعلق بمسألة تصرفات الخدم.