كشف معهد التمويل الدولي (IIFC) في مذكرة حديثة أن الإخفاق في التنفيذ الكامل لشروط صندوق النقد الدولي، المتمثلة في تعويم الجنيه، بالإضافة إلى تقليص دور الدولة في الاقتصاد، قد تسبب جمود المفاوضات المتعلقة ببرنامج التمويل الذي تم الاتفاق عليه بين مصر وصندوق النقد الدولي. النقد الدولي في ديسمبر من العام الماضي.

وتأتي هذه المذكرة تماشيا مع تقرير بنك “إتش إس بي سي” البريطاني، الذي صدر قبل نحو أسبوعين، حيث جاء في التقرير “من المتوقع أن يجري صندوق النقد ته الأولى والثانية في وقت واحد في سبتمبر المقبل”. مشيراً إلى أن الإجراءات المتفق عليها بين السلطات المصرية وصندوق النقد الدولي لإعادة التوازن للاقتصاد المصري ما زالت معلقة.

في غضون ذلك، ارتفع مؤشر مديري المشتريات للقطاع الخاص في مصر خلال شهر يونيو 2023 إلى أعلى مستوى في 22 شهرًا. كشفت بيانات حديثة أن مؤشر مديري المشتريات الرئيسي لمؤسسة “ستاندرد آند بورز جلوبال” للقطاع الخاص غير المنتج للنفط في مصر ارتفع من 47.8 نقطة في مايو إلى 49.1 نقطة في يونيو.

خفضت مصر قيمة الجنيه المصري بنحو 50 في المائة منذ فبراير 2022، بعد أن أدت الحرب الأوكرانية إلى خروج المستثمرين الأجانب من سوق الخزانة المصرية ونقص حاد في العملات الأجنبية.

ووعدت مصر بالسماح للعرض والطلب بتحديد سعر العملة في إطار حزمة إنقاذ بقيمة 3 مليارات دولار وقعتها مع صندوق النقد الدولي في ديسمبر.

واستقر سعر الصرف الرسمي عند حوالي 30.90 جنيه للدولار منذ أكثر من ثلاثة أشهر، فيما تراجعت العملة المصرية في السوق السوداء إلى نحو 37 إلى 39 جنيها للدولار خلال الساعات القليلة الماضية.

الاستثمار يقدم لكم ندوة مجانية عن أولئك الذين يتحكمون في حركة الاقتصاد الأمريكي، وسيكون لإصداره التأثير الأكبر على أسعار الذهب والدولار والأسهم وقرار الاحتياطي الفيدرالي.

يشاركنا المحلل غيث أبو هلال أهم تفسيراته وتوقعاته لبيانات التضخم وما وراءها في الأسواق وكيفية التداول بنجاح في ظلها.

المقاعد محدودة .. للانضمام

الوضع المالي غير المستقر

كتب معهد التمويل الدولي في المذكرة أن هذا التأخير – إلى جانب العجز في الحساب الجاري والعجز المالي، ومعدلات إطفاء الديون المرتفعة، وتدفقات المحافظ الكبيرة إلى الخارج، وصافي الخصوم الخارجية الصافية للنظام المصرفي – ترك مصر في وضع مالي غير مستقر.

ومع ذلك، أدى الانكماش الكبير في الواردات، الناجم عن قيود الاستيراد وسلسلة من عمليات تخفيض قيمة العملة، إلى تخفيف بعض العبء المالي في السنة المالية 2023.

تظهر بيانات السلع أن العجز التجاري انخفض بنسبة 30٪ تقريبًا من 22 يوليو إلى 23 مايو، مقارنة بالفترة من 21 يوليو إلى 22 مايو من عام 2022. كما أدت الزيادة الحادة في السياحة، بمساعدة انخفاض العملة، إلى توازن الخدمات. توازن.

وقال المعهد إن هذين العاملين ساعدا في التغلب على تراجع التحويلات من المصريين بالخارج بسبب المدفوعات المرسلة عبر قنوات غير رسمية.

وتوقعت البيانات انكماش عجز الحساب الجاري بشكل كبير من 3.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي في العام المالي 2022 إلى 1.1٪ في العام المالي 2023. وعزا السبب إلى تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر التي ستساعد في تمويل العجز، مقارنة بالمتوقع. التدفقات الخارجة من محفظة الأوراق المالية. تقدر بنحو ملياري دولار.

عجز الحساب الجاري

يعتقد المعهد أنه في حين أن تقليص عجز الحساب الجاري يعد تطوراً إيجابياً، إلا أن مصر لا تزال معرضة بشكل كبير للعوامل الخارجية فضلاً عن الاختناقات الهيكلية المحلية. ومن المتوقع أن تزداد الأصول الاحتياطية زيادة طفيفة هذا العام بنحو نصف مليار دولار.

على الجانب الخارجي، لا يمكن أن يؤثر التباطؤ في النمو العالمي على الصادرات المصرية فحسب، بل قد يؤدي أيضًا إلى خفض الإيرادات من رسوم النقل عبر قناة السويس، والسياحة. سيؤدي ارتفاع تكاليف الاستيراد، خاصة بالنسبة للسلع غير المرنة (الغذاء والوقود)، إلى تدهور الميزان التجاري بسرعة.

كما ساهم الافتقار إلى تنويع الصادرات غير الهيدروكربونية والقدرة التنافسية في استمرار الميزان التجاري سلبيًا. حدد المعهد مجموعة من هذه العوامل الخارجية والمحلية التي أدت بشكل متواضع إلى توسيع عجز الحساب الجاري في السنة المالية 24، إلى حوالي 1.7٪ من الناتج المحلي الإجمالي.

الاعتماد على الاستثمار الأجنبي

ويرى المعهد أن مصر ستعتمد على الاستثمار الأجنبي المباشر من بيع الأصول المملوكة للدولة والجهات المختلفة لتمويل العجز. ومع ذلك، ستكون هناك حاجة إلى مزيد من التعديل من أجل تجديد الاحتياطيات وتحريك مصر نحو مسار مستدام.

وبحسب المعهد، يمكن أن يأتي أحد هذه التعديلات في شكل تحرك مستقبلي نحو سعر صرف مرن، مع توحيد أسعار الصرف الرسمية والموازية.

كما أشار المعهد إلى أن تحقيق سعر صرف مرن وسد الفجوة بين السوق السوداء والسوق الرسمية يتطلب مزيدًا من التخفيض في سعر الصرف الرسمي الذي يحدده السوق حاليًا بفارق 30٪ بنهاية السنة المالية. عام 2024.

وتوقع المعهد أن يؤدي خفض قيمة العملة إلى تقليص العجز التجاري وتقييد الواردات مع تعزيز الصادرات غير الهيدروكربونية، مع السماح أيضًا بتحويلات المصريين في الخارج للتعافي إلى مستويات العام المالي 2022 مع تقارب الأسعار الموازية والرسمية، وبالتالي تقليل احتياجات التمويل الخارجي. .