من عزيز اليعقوبي

الرياض (رويترز) – أعرب المعلقون المؤيدون للحكومة عن ابتهاجهم إزاء زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المزمعة إلى الرياض الشهر المقبل، قائلين إن تخلفه عن تعهده بجعل المملكة “منبوذة” يعكس أهميتها على الساحة الدولية.

بعد أن أكد البيت الأبيض يوم الثلاثاء أن بايدن سيلتقي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارة للمنطقة، انتقل المعلقون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للإشادة بالأمير على تعامله مع أزمة العلاقات الأمريكية السعودية. .

وقال فيصل الشمري مراسل قناة العربية السعودية في تغريدة “قلناها ببطء ولم نبالغ فالجميع سيأتون تباعا الى الرياض. السعودية تعاملت مع التغيرات الجيوسياسية الدولية باحترافية عالية و الود مما يجعلها لاعبا أساسيا في التوازنات السياسية والاقتصادية الدولية بين الشرق والغرب “.

وأضاف أن “الواقعية السياسية غيرت قناعات الإدارة”.

في المقابل، تقول جماعات حقوقية إن الزيارة تهدد بـ “تعزيز القمع” داخل المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم.

توترت العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي في 2022 وتقطيع أوصاله على يد فريق من العملاء السعوديين في قنصلية المملكة في اسطنبول.

وكان بايدن قد رفض التعامل مباشرة مع الأمير محمد بعد أن أفاد تقرير للمخابرات الأمريكية بأنه متورط في القتل. ونفت الحكومة السعودية أن يكون للأمير محمد أي دور في الحادث، قائلة إنها جريمة شنعاء نفذتها جماعة مارقة.

لكن رغبة واشنطن في تحسين العلاقات مع دول الخليج أصبحت أكثر إلحاحًا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير، مما سلط الضوء على أهمية منتجي النفط الخليجيين حيث تتطلع أوروبا إلى تقليل اعتمادها على روسيا في الطاقة.

* “غرس الإفلات من العقاب”

زيارة بايدن للمملكة في الفترة من 15 إلى 16 يوليو، حيث من المقرر أن يحضر أيضًا قمة القادة العرب، ستنهي تعهد حملته بجعل المملكة منبوذة بينما يكافح من أجل خفض أسعار البنزين الأمريكية المرتفعة وبناء دولية موحدة. أمام عزل روسيا.

انتقد رئيس المخابرات السعودية الأسبق وأحد أبرز أمراء العائلة المالكة، الفيصل، التعليقات التي نقلتها وسائل الإعلام الأمريكية المليئة بالنقد للأمير محمد وسجل المملكة في مجال حقوق الإنسان، و وأشار إلى أن بايدن يبذل قصارى جهده لإنقاذ رئاسته.

وكتب الأمير تركي في مقال رأي نشرته صحيفة “عرب نيوز” السعودية يوم السبت “شعبية الرئيس المتدهورة هي التي تدفعه إلينا”. واضاف “انه يأمل في تعزيز شرعيته من خلال لقائه مع ولي عهدنا”.

سلط الأمير تركي ومعلقون آخرون الضوء على أهمية المملكة العربية السعودية، سواء بالنسبة للأمن الإقليمي وأمن الطاقة أو للسياسة العالمية.

وكتب أستاذ العلوم السياسية هشام الغنام على تويتر أن الزيارة ستتم “بشروطنا ومصالحنا”.

وقال مدافعون عن حقوق الإنسان إن زيارة بايدن تهدد “بالتشجيع على انتهاكات جديدة وترسيخ الإفلات من العقاب” في المملكة، حيث قام الأمير محمد بقمع المعارضين والمعارضين خلال صعوده السريع إلى السلطة.

أصدرت 13 منظمة حقوقية، بما في ذلك هيومن رايتس ووتش ومجموعة القسط السعودية ومقرها لندن، الأسبوع الماضي رسالة مشتركة تحث بايدن على تأمين الإفراج عن المعارضين المحتجزين ورفع حظر السفر عن آخرين، بمن فيهم مواطنون أمريكيون، قبل أن يزور السعودية.

في العام الماضي، أفرجت السلطات السعودية عن نشطاء يحملون الجنسية الأمريكية بكفالة في انتظار المحاكمة، حيث تحركت المملكة لمواجهة انتقادات من إدارة بايدن بشأن سجلها الحقوقي.

وقال عبد الله العودة مدير منطقة الخليج للديمقراطية الآن للعالم العربي (دون) في تغريدة على تويتر “محمد بن سلمان (اجتماع بايدن) سيرى أنه سيمكنه من أن يصبح أكثر وحشية وشرسة”.

وأضاف “على ماذا !”

(من إعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير لبنى صبري)