تشكو القطاعات الصناعية من عدم إلزام البنوك بتطبيق قواعد التعامل مع الشركات في حالة التخلف عن السداد، وأنها تلجأ إلى الفحوصات الأمنية في التقاضي وضبط أموال وممتلكات صاحب المنشأة وملاحقته. .

بينما قال المصرفيون إن المصلحة المشتركة هي أساس تعاملهم مع العميل وأنهم حريصون على إعادة التزامه بالدفع واستمرار دورته الإنتاجية.

الوليلي 11 ألف مصنع فاشل ومن أبرز الأسباب الأحكام القضائية والتمويل

قال مجدي الوائلي، عضو لجنة الصناعة بالحوار الوطني، وعضو غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية، إن اللجنة ناقشت موضوع المصانع المتعثرة مع الحكومة خلال جلسات الاجتماع. اللجنة الاقتصادية للحوار الوطني خلال الأسبوعين الماضيين، ووعدوا بإيجاد حلول سريعة لهذا الملف.

وأضاف لـ “البورصة” أن عدد المصانع المتعثرة قد يصل إلى 11 ألفاً، بحسب ما رصدته لجنة الصناعة في الحوار الوطني وعدد من الجهات الحكومية المعنية بهذا الملف. لذلك، فإن العمل على حلها في أسرع وقت ممكن هو المحرك الرئيسي لتحول القطاع الصناعي.

وأشار إلى أن الأسباب الرئيسية لفشل هذه المصانع ترجع إلى زيادة الأعباء المالية والأحكام القضائية المرفوعة ضد شريحة كبيرة منها من قبل البنوك والجهات الحكومية بسبب التأخير في سداد مستحقات القروض والكهرباء والمياه والصرف الصحي. الغاز الطبيعي، لذا فإن العمل على تسوية تلك الديون يسرع في حل جميع المشاكل. وأغلق هذا الملف.

يذكر أن مدينة مرغم الصناعية 1 و 2 بها مصانع متوقفة للأسباب السابقة، وعند مخاطبة وزارة التجارة والصناعة للمساهمة في حل هذه المشاكل أجابت “المشاكل التي تقف وراء الإيقاف مالية وقضائية.، ويتم حلها مع الجهات المعنية “.

وطالب الوائلي وزارة التجارة والصناعة بتكليف الهيئة العامة للتنمية الصناعية بدراسة كل منطقة صناعية على حدة لتحديد المصانع العاملة والمتوقفة جزئياً أو كلياً حتى تتمكن من تشخيص السبب الرئيسي لعدم نمو القطاع الصناعي. تلاشي هذه المشاكل خلال الفترة المقبلة.

وأوضح أن الظروف الاقتصادية الأخيرة، بدءا من وباء كورونا مرورا بالحرب الروسية الأوكرانية، ضاعفت الأعباء على جميع القطاعات الإنتاجية في جميع البلدان وليس فقط، ولكن إذا تُركت المصانع لمواجهة مصيرها دون دعم الدولة، فإن النتائج المتوقعة ستكون ضعيفة.

وأشار إلى أن سرعة توفير التمويل للمصانع من خلال مبادرة 11٪ التي أطلقتها الحكومة مؤخرا ستدفع العديد منها، والتي اضطرت إلى تقليص طاقتها الإنتاجية بسبب نقص السيولة، إلى شراء احتياجاتها من الخام وتشغيلها بأقصى طاقتها. .

«شعبان» الشركات المتوسطة الحجم الأكثر عرضة للتخلف عن السداد

قال محمد خميس شعبان رئيس جمعية مستثمري 6 أكتوبر إن الشركات المقترضة بالعملات الأجنبية هي الأكثر عرضة للتخلف في ظل انخفاض قيمة الجنيه المصري.

وشدد على ضرورة “المتابعة الجادة” من قبل البنوك لتمويل البنوك. لضمان استخدام القرض للغرض المقصود منه، حيث أن البنوك شريكة للشركات وأي تقصير في السداد سيؤدي إلى خسائر لجميع الأطراف.

وأوضح أن بعض الشركات تقترض وتستخدم القرض لأغراض غير ما تم الاتفاق عليه، وتحصل على القرض لغرض تمويل رأس المال العامل، ولكنها بدلا من ذلك تشتري أصولا أو تودع أموالا في بنوك أخرى.

وأضاف أن عدم سداد أقساط قرض البنك قد يعرض صاحب المنشأة للحبس ومصادرة ممتلكاته وهو ما يخالف قانون الشركات المساهمة مما يجعل المسؤولية تجاه الشركة من خلال رأس المال. وأصول الشركة على عكس شركات الأشخاص التي تتولى مسؤولية كاملة لمالك المنشأة في حالة التقصير.

وشدد على ضرورة إلزام البنوك بتطبيق قرارات البنك المركزي التي تمنع البنك من أخذ شيكات ضمان للائتمان مقابل القرض من مالك الشركة المساهمة بشرط أن يكون الضمان هو التدفقات المالية لـ تسدد الشركة الأقساط في المواعيد المتفق عليها سلفاً.

وأشار إلى أن القانون التجاري يتضمن مصطلح “القوة القاهرة”، وفي حالة تعرض المنشأة لظروف قاهرة، فإن ذلك يتطلب ة العقود حسب المتغيرات.

وأشار إلى أن الصناعات الهندسية والملابس كانت أكثر القطاعات تأثراً بمتغيرات السوق وتعثرت، حيث أن معظم احتياجات القطاع الهندسي من المواد الخام مستوردة من الخارج، كما يشهد قطاع الملابس منافسة شرسة مع منتجات من الصين وتركيا.

وأضاف أن المؤسسات المتوسطة كانت الأكثر تضررا وتعرضت لمخاطر التخلف عن السداد خلال الفترة الأخيرة، حيث تمتلك الشركات الكبيرة القدرة المالية لتحمل العقبات، في حين أن التكلفة المنخفضة للمنشآت الصغيرة تدعم قدرتها على الصمود في مواجهة الأزمات.

قال محمود الشندويلي، رئيس جمعية مستثمري سوهاج، إن المبادرات الحكومية هي الحل الأمثل لمساعدة الشركات على الخروج من دائرة التخلف عن السداد مع البنوك، من خلال السماح بجدولة الأقساط مع عدم رفع سعر الفائدة على القرض.

وأوضح أنه في حالة جدولة القروض، يتم رفع الفائدة وفق ما هو معمول به حاليا في البنوك، مؤكدا أهمية التعامل مع سعر الفائدة وقت الاقتراض، خاصة وأن هذه الشركات تعاني بالفعل من حالات تخلف عن السداد وهي متعثرة. غير قادر على تحمل أي أعباء فائدة جديدة.

ولفت إلى ضرورة منح الشركات المتعثرة في سداد القروض فترة سماح تتراوح من 6 أشهر إلى سنة، فيما تخضع الشركة للمراقبة في حالة “التهميش” في حال تخلفها عن سداد الأقساط لمدة 3 أشهر.

وأشار إلى أن الشركات تعاني من نقص في المواد الأولية وصعوبة تأمين استيراد الآلات والمعدات.

وشدد على ضرورة دعم الاستثمار الصناعي في ظل الظروف الاستثنائية الحالية، حيث يستوعب أعدادًا كبيرة من العمالة، ويقلل الهجرة الداخلية من مدن الصعيد إلى القاهرة، ويزيد الصادرات، ويرفع نسبة المكون المحلي.

وأضاف أن ضعف السيولة وارتفاع التكلفة وشدة المنافسة عرضت شريحة من الشركات للتعثر وإغلاق مصانعها.

وأشار إلى أن قطاع البلاستيك كان من أكثر القطاعات تضررا من ارتفاع التكاليف خلال العام ونصف العام الماضيين.

إلا أن عبد الغني السيد المدير السابق لإدارة الديون غير النظامية في أحد البنوك الخاصة يرى أن توقيت إطلاق مبادرة لحل مشكلة التعثر أهم من إطلاقها، لأنه في الوقت الحاضر، ستكون فرص استجابة المصانع المتعثرة لأية مبادرة أقل.

ولكن إذا تم تقديمه في وقت بدأت فيه الشركات في التعافي ولديها رؤية فيما يتعلق بالإنتاجية وخطة التمويل، فإن صدى هذه الشركات سيكون أكبر.

الفوطي المبادرات الحكومية قد تكون حلا للمصانع المتعثرة

قال محمود الفوطي، رئيس جمعية منتجي الصناعات النسيجية، إنه يجب توفير مخرج آمن للمستثمر في حالة التخلف عن سداد القروض المستحقة على المنشأة التي يملكها.

ولفت إلى ضرورة عدم رفع الفوائد على القروض وجدولتها بما يتناسب مع قدرة الشركات في ظل المشاكل التي تواجهها، قائلا “الظروف الاستثنائية التي تواجهها الشركات حاليا تتطلب قرارات استثنائية تناسبها”.

ناجي الشركات الكبرى أقل عرضة للتعثر … ونحن نعمل على دراسة حالة بحالة

على صعيد القطاع المصرفي، قال وليد ناجي نائب رئيس البنك العقاري المصري العربي، إنه في أوقات ارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة البنكية وزيادة الأسعار وتباطؤ الاقتصاد العالمي فمن الطبيعي أن نشهد زيادة في حجم الشركات. معدلات التخلف عن السداد.

وأضاف أن أساس تعامل البنك مع العملاء هو الشراكة والمصلحة المشتركة، ويتجه البنك إلى دراسة دقيقة للشركات التي تأخرت في سداد أقساط القروض لمساعدتها على سداد ديونها.

وأشار إلى أن البنك على اتصال دائم بالعميل، حتى قبل أن يتعثر، ويعمل على مساعدته في حل المشكلات التي يواجهها بشكل مباشر.

وأضاف أن الدور الأساسي للبنك هو الحفاظ على أموال المودعين، ويعمل على إيجاد حلول مع الشركات للخروج من ورطتها في حال عدم السداد، وذلك لتوفير استرداد أموال المودعين. مرة أخرى حسب العقود الموقعة مع الشركات المقترضة.

وأشار إلى أن معدلات التخلف عن السداد تختلف من بنك لآخر حسب محفظة القروض لكل بنك.

وقال إن الشركات الكبرى كانت أكثر حظاً في سداد قروضها، وأقل في حالة تعثر، حيث تعتبر أكثر استقراراً بسبب ملاءتها المالية العالية وقدرتها على امتصاص الصدمات، واعتمادها على سمعتها وقدرتها على مواصلة التعامل مع العملاء. ولكن أي تقصير في السداد يكون له تأثير أقوى على البنك لأنه يقترض مبالغ كبيرة مقارنة بالمبالغ الصغيرة.

من ناحية أخرى، أشار إلى أن الشركات الصغيرة لديها درجة عالية من المرونة في استعادة قوتها مرة أخرى، في حين أن قدرتها على التعامل مع الصدمات المالية ونقص السيولة أضعف.

قال مسؤول بالبنك التجاري الدولي، إن البنك يدرس كل حالة تعثر على حدة، ويعمل على توفير آليات لجدولة مستحقات البنك حسب كل شركة على حدة.

وأشار إلى أن البنك لا يهدف إلى شرك الشركات المتعثرة وإنما يسعى لتحقيق المنفعة المتبادلة وضمان نزاهة الشركات في سداد مستحقات البنك من خلال الجدولة.

قال عمرو كمال رئيس مجموعة “تطريب” للحلول المالية، إن التخلف عن السداد يرجع إلى طبيعة القطاع، حيث أن صناعة معينة قد تتعرض لنقص في المواد الأولية، أو زيادات كبيرة في التكاليف تتسبب في خسائر كبيرة.، وهذا القطاع يجب أن يكون مدعوماً من البنوك للتعامل مع تعثره. وهي تأخذ أشكالاً من جدولة الديون، وخفض الفائدة، وفترات سماح أطول، وبناءً على دراسة مشتركة بين العميل والبنك.

وشدد على أهمية دراسة حالة الشركة المتعثرة، مع مراعاة الأسباب المتعلقة بطبيعة القطاع، وكذلك طبيعة الإدارة داخل المنشأة نفسها، والتي قد تكون أحد أسباب الفشل.

وأضاف أن المشكلة الأكبر عادة هي التطبيق الصارم لإدراج الشركات في قوائم التخلف عن السداد، وتهميش الشركات بعد 3 أشهر من التعثر، مؤكدا أهمية التعامل مع قدر من المرونة في حالة الأزمات والقوى القسرية الناشئة. على الشركات.

وأشار إلى أن الشركات التجارية والصناعات المتوسطة والقطاعات المعتمدة على استيراد المواد الخام تعتبر الأكثر عرضة للتعثر في الوقت الحاضر.

وأوضح أن قلة الدولارات لاستيراد المواد الأولية تسبب في مشاكل لبعض الشركات وكذلك الشركات التجارية خاصة تلك التي تعتمد على المنتجات المستوردة من الخارج كالسيارات وقطع غيارها وكذلك القطاع العقاري في ضوءها. ارتفاع التكاليف والتعاقد على أسعار معينة مع مالكي الوحدات.

وأشار إلى أن المصانع قيد الإنشاء أكثر عرضة من غيرها لمخاطر التخلف عن سداد قروضها، في ظل تأخر استيراد الآلات وخطوط الإنتاج، ومضاعفة الأسعار مع انخفاض قيمة الجنيه.