تزامناً مع إعلان الحكومة المصرية إنهاء إحدى الأزمات التي لطالما ضغطت على المستوردين المصريين، تلقت مصر مفاجأة إيجابية من وكالة ستاندرد آند بورز.

كشف تقرير حديث لوكالة ستاندرد آند بورز، أن الوكالة ثبّت التصنيف الائتماني لمصر للمرة الثامنة على التوالي عند المستوى B بنظرة مستقبلية مستقرة، فيما أعلن رئيس الوزراء انتهاء أزمة اكتظاظ الموانئ.

التصنيف الحالي هو أفضل مستوى منذ ديسمبر 2012، مع ملاحظة أن التصنيف الائتماني يعكس قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها في تاريخ الاستحقاق.

تطور تصنيف مصر في 10 سنوات

واستعرض التقرير التصنيف الائتماني لمصر، حيث استقر التصنيف عند B مع نظرة مستقبلية مستقرة في يناير 2023، وأبريل وأكتوبر 2022، ومايو 2022، وأبريل ونوفمبر 2022، ومايو ونوفمبر 2022.

كان التصنيف B- مع نظرة مستقبلية إيجابية في نوفمبر 2017، مقارنة بـ B- مع نظرة مستقبلية مستقرة في مايو 2017 ونوفمبر 2016، وفقًا لستاندرد آند بورز.

يأتي ذلك حيث تم تسجيل التصنيف الائتماني -B مع نظرة مستقبلية سلبية في مايو 2016، مقارنة بـ -B مع نظرة مستقبلية مستقرة في نوفمبر 2015، و -B مع نظرة مستقبلية إيجابية في مايو من نفس العام، بالإضافة إلى تسجيل B- مع. نظرة مستقبلية مستقرة في نوفمبر ومايو 2014 ونوفمبر 2013.

جاء ذلك على عكس مايو ويوليو 2013، حيث سجل CCC + مع نظرة مستقبلية مستقرة، إلى جانب -B مع نظرة مستقبلية سلبية في ديسمبر 2012، وفقًا لتقارير Standard & Poor’s.

آفاق واعدة

وأشار التقرير إلى رؤية ستاندرد آند بورز، والتي تظهر أن هناك آفاق نمو مناسبة لمصر على مدى السنوات الثلاث المقبلة، مدعومة بالتنفيذ المستمر للإصلاحات المالية والاقتصادية.

ولفت التقرير الانتباه إلى الالتزام بتحقيق فائض أول طموح، بينما توقع أن يصل معدل النمو إلى 4٪ خلال الأعوام 2022/2023 و 2023/2024 و 2024/2025.

انخفاض العجز والديون

وفيما يتعلق بالعجز الكلي كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، توقعت الوكالة أن يصل إلى 7.5٪ خلال عامي 2022/2023 و 2023/2024، و 7٪ عام 2024/2025.

وأشار التقرير إلى أن الوكالة توقعت أيضا أن يصل الدين العام كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي إلى 86.3٪ عام 2022/2023، و 82.1٪ عام 2023/2024، و 80.7٪ عام 2024/2025.

بالإضافة إلى ذلك، تتوقع أن يصل عجز الميزان التجاري كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي إلى 10.8٪ في 2022/2023، و 9.5٪ في 2023/2024، و 8.7٪ في 2024/2025.

بالإضافة إلى ما سبق، توقعت وكالة ستاندرد آند بورز أن يصل عجز الحساب الجاري كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي إلى 3.4٪ في 2022/2023، و 3.6٪ في 2023/2024، و 3.1٪ في 2024/2025.

برنامج الصندوق

ورصد التقرير أبرز التعليقات حول الوضع الحالي والمستقبلي للاقتصاد المصري، حيث أكدت وكالة ستاندرد آند بورز أن التصنيف الائتماني لمصر مع الحفاظ على نظرة مستقبلية مستقرة للاقتصاد المصري.

وتأتي في ضوء قدرة مصر على الوفاء بالتزاماتها الخارجية من خلال الدعم المالي متعدد الأطراف من الشركاء الدوليين.

وضمن إطار برنامج صندوق النقد الدولي الذي من شأنه تقليص الاختلالات الهيكلية للاقتصاد، والمساهمة مستقبلاً في التخفيف التدريجي للضغوط التضخمية، بالإضافة إلى توفير السيولة للعملات الأجنبية.

انخفض التضخم

تتوقع وكالة ستاندرد آند بورز أن يصل معدل التضخم إلى 17٪ في 2022/2023، و 12٪ في 2023/2024، و 8٪ في 2024/2025.

كما ورد في التعليقات أن النظرة المستقبلية المستقرة تعكس توقعات الوكالة بشأن التزام مصر بالإصلاحات الاقتصادية واستقرارها، إلى جانب آفاق النمو المستقبلي المناسبة والتراجع التدريجي للضغوط التضخمية.

تأثير سعر الصرف

وقالت الوكالة إنه على الرغم من الأثر الإيجابي طويل المدى لتحرير سعر الصرف، إلا أنه يضيف إلى المستوى المرتفع الحالي للتضخم في مصر بسبب تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيرها على الارتفاع الحاد في أسعار القمح والأرز. أسعار الوقود.

ومع ذلك، تتوقع الوكالة مستويات تضخم معتدلة في المستقبل، مع دعم الحكومة للفئات الأكثر احتياجًا للتخفيف من آثار الأزمة.

توقعت وكالة ستاندرد آند بورز أيضًا انتعاشًا كبيرًا لقطاع السياحة المصري خلال عام 2023 مع زيادة عائدات السياحة، خاصة بعد أن استضافت مصر مؤتمر COP27، بالإضافة إلى المتحف المصري الكبير، المقرر افتتاحه هذا العام.

أزمة الاستيراد

قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، إن أزمة تراكم البضائع في الموانئ قد انتهت، مشيرا إلى أن جميع المصانع عادت للعمل بكامل طاقتها ولديها الآن ما يكفي من المواد الخام لمدة شهرين.

وأضاف، خلال مؤتمر صحفي، أننا تمكنا من العودة إلى ما كنا عليه في فبراير الماضي، قبل بداية الأزمة. أصبح متوسط ​​البضائع في جميع موانئ مصر مساويًا تقريبًا للمتوسط ​​التقليدي والعادي للغاية قبل الأزمة.

وأكد مدبولي تراجع الأسعار في مصر خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن وكالة ستاندرد آند بورز أكدت التصنيف الاقتصادي لمصر، وأن هناك عددًا من التقارير التي تتحدث بشكل إيجابي عن الاقتصاد المصري.

وأوضح أنه ناقش خلال الفترة الماضية تنشيط البورصة المصرية، مؤكدا أنه سيتم الإعلان عن خطة طرح الشركات بأسمائها في البورصة المصرية خلال أسبوعين.

وفي نهاية الشهر الماضي، ألغت مصر قرارًا يطالب المستوردين بفتح الاعتمادات المستندية عند القيام بعمليات الاستيراد التي اعتبرها البعض سببًا لتراكم الواردات بالموانئ.

وثائق التحصيل

أعلن البنك المركزي المصري، إلغاء قراره الصادر في فبراير الماضي، والذي تضمن وقف التعامل مع مستندات التحصيل في تنفيذ جميع عمليات الاستيراد، ثم العمل بالاعتمادات المستندية فقط لمواجهة نقص العملة الأجنبية والحد من تدفقها إلى الخارج.

بعد إلغاء القرار، قال البنك المركزي المصري، إنه يمكن للمستوردين استخدام مستندات التحصيل للقيام بجميع عمليات الاستيراد، في خطوة من المتوقع أن تسهم في تهدئة مخاوف السوق، بعد ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوى له في قرابة 5 سنوات.