أغلقت العملة المصرية دون تغيير يوم الخميس، على الرغم من شائعات عن تحرير الجنيه المصري وهبوطه إلى 28 مستوى استجابة لمطالب صندوق النقد الدولي.

وخسر الجنيه 25٪ من قيمته خلال رحلة التعويم الأولى، من 20 مارس إلى 26 أكتوبر، ونفس النسبة تقريبًا خلال التعويم الثاني، من 26 أكتوبر إلى اليوم.

وبحسب بيانات البنك المركزي، فقد أنهى تعاملاته اليوم الخميس 8 ديسمبر عند مستويات 24.6440 جنيه للبيع ومستويات 24.5666 دولار للشراء.

في غضون ذلك، عادت السوق السوداء أو السوق الموازية إلى رأسها مرة أخرى، حيث قفز الدولار في التعاملات غير الرسمية إلى مستويات تجاوزت 31 جنيهاً للدولار.

السوق السوداء مصطلح يطبق على السوق غير الرسمية لتبادل العملات الأجنبية، والذي تجرمه الحكومة المصرية من خلال مجموعة من العقوبات الشديدة.

لماذا المضاربة

بعد أن نجحت الحكومة المصرية في التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي نهاية أكتوبر الماضي، كان من المقرر أن يتم التوقيع النهائي في 7 ديسمبر.

إلا أن القرار المفاجئ لإدارة الصندوق بتأجيل التوقيع حتى 16 ديسمبر أثار موجة من الترقب بين المصرفيين بشأن قرار وشيك من قبل البنك المركزي المصري.

متى تصبح الرؤية واضحة

أمام المصريين أيام لتحديد مصير العملة المحلية والاستقطاعات التي ستحدث.

  • اليوم الأول .. 16 ديسمبر المقبل، الموافق لتوقيع اتفاقية القرض النهائية، مشيرة إلى أن إدارة الصندوق ربطت الوصول إلى سعر صرف حقيقي واستلام مصر الدفعة الأولى من القرض بقيمة 750 مليون دولار.

  • اليوم الثاني .. 22 ديسمبر، الموافق لاجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري، وسط توقعات بأن الأسواق ستشهد اجتماعًا مفاجئًا دون موعد محدد على غرار الاجتماعين السابقين.

ماذا يريد

وفيما يلي تلخيص لمطالب الحكومة المصرية الرئيسية للصندوق الدولي لإتمام صفقة الصندوق

  • التحرير الكامل لأسعار الصرف للوصول إلى سعر حقيقي للجنيه مقابل الدولار على أساس آليات العرض والطلب

  • القضاء على تشوهات أسعار الفائدة بإلغاء المبادرات التي يدعمها البنك المركزي المصري والبنوك الوطنية

  • إلغاء القيود المفروضة على التحويلات الرأسمالية والجارية والودائع الدولارية واستخدامها في عمليات الاستيراد

ماذا اعطيت

في إطار الاتفاقية بين الصندوق والحكومة المصرية، أصدر البنك المركزي العديد من القرارات لتسهيل الوصول إلى هذه الاتفاقية.

  • قرر البنك المركزي المصري إلغاء 5 مبادرات تمويلية وتحويلها إلى الجهات والوزارات المعنية

  • وتم تحرير أسعار الصرف مرتين، الأولى في مارس والثانية في أكتوبر الماضي

  • رفع الحد الأدنى للسحب والودائع بالبنوك المصرية

  • رفع أسعار الفائدة بمقدار 200 نقطة أساس بنهاية شهر أكتوبر

هل تستحق ذلك

ويؤكد خبراء السوق وبنوك الاستثمار الكبرى أن قرض الصندوق قد لا يكون السبيل لإنهاء الأزمة، حيث لا تتجاوز قيمة القرض 3 مليارات دولار.

ومع ذلك، فإن أهم هدف للحكومة المصرية من هذا القرض هو الحصول على ضمان من صندوق النقد الدولي لقدرة مصر على السداد ونجاح الإصلاحات الاقتصادية.

وأشار خبراء السوق إلى أن الاتفاقية تؤهل مصر لاقتراض ما يقرب من 7 مليارات دولار من سوق السندات العالمي، بالإضافة إلى جذب مليارات الدولارات من الاستثمارات المباشرة.

وقال وزير المالية، إن فجوة التمويل التي تحتاجها مصر، وفق تقديرات صندوق النقد الدولي، تبلغ نحو 16 مليار دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة.

يشار إلى أن الاتفاق بين الحكومة المصرية وصندوق النقد الدولي يضمن لمصر الحصول على 9 مليارات دولار، بمعدل 3 مليارات من الصندوق، و 6 مليارات من الشركاء الدوليين.

إذن .. ما هي القيمة الحقيقية للجنيه المصري

خلال التعويم الأول في مارس 2022، حدد كل من Goldman Sachs (NYSE) و Morgan Stanley (NYSE) القيمة العادلة للجنيه عند 23.5 جنيهًا للدولار.

في هذا الوقت كانت العقود الآجلة للجنيه تتداول بالقرب من مستويات 24.7 جنيه للدولار.

بعد التعويم الثاني، توقعت ستاندرد تشارترد بانكس (NASDAQ) و HSBC و Golden Man Sachs، من بينها، أن تتراوح قيمة الجنيه بين مستويات 26 إلى 28 جنيهاً للدولار.

وعلى عكس هذه التوقعات، قام السوق السوداء أو السوق الموازية بتسعير سعر الصرف بأعلى مستويات 31 جنيها للدولار.