قلل مسؤولون ماليون سعوديون، الخميس، من أهمية المخاطر التي يتعرض لها القطاع المصرفي العالمي، بعد أيام من اضطراب السوق الذي أدى إلى انهيار اثنين من مقرضي التكنولوجيا ووضع بنك كريدي سويس تحت الضغط.

وأعرب وزير المالية السعودي محمد الجدعان، في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية، عن اعتقاده بأن “البنوك الكبرى” خاضعة للرقابة، وقال “لا أرى” المخاطر التي يراها البعض، فيما يتعلق المؤسسات المعروفة دوليًا.

وتأتي تصريحات الجدعان بعد يوم من تسجيل سهم بنك “كريدي سويس” أكبر تراجع في تاريخه بلغ نحو -25٪ عند الإغلاق، بعد رفض “البنك الأهلي السعودي” المساهم الرئيسي فيه. لتقديم المزيد من المساعدة المالية للعملاق المصرفي السويسري المتعثر.

يوم الخميس، انتعشت أسهم Credit Suisse بعد أن تلقت 54 مليار دولار كمساعدة من البنك المركزي السويسري في محاولة لاستعادة ثقة المستثمرين.

واعتبر الجدعان أن رد الفعل يوم الأربعاء قد يكون “مبالغا فيه” لأن السوق غير مستقر.

بدوره، قلل رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي السعودي عمار الخضيري من أهمية ما وصفه بـ “الذعر”.

وقال الخضيري في تصريح لـ CNBC “هذا الذعر، أو القليل منه، غير مبرر على الإطلاق، سواء كان لكريدي سويس أو للسوق بأكمله”.

وقال الجدعان، دون تسمية مؤسسات مالية محددة، إن العديد من الإخفاقات، بما في ذلك على المستوى التنظيمي، غذت الاضطرابات في القطاع، سواء من حيث “الإشراف” أو “الإدارة”، وسواء من حيث “عدم التوافق” بين الأصول والخصوم. .

وشدد على أن المنظمين في العصور القديمة “محافظين للغاية”، وهو ما نستفيد منه اليوم في مواجهة حالة الأزمة.

جاءت تصريحات الجدعان في اليوم الثاني والأخير من مؤتمر استضافته الرياض بهدف تسليط الضوء على الإصلاحات في القطاع المالي السعودي، في إطار خطة إصلاح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان “رؤية 2030”.

تشهد المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، سوق أسهم متنامٍ وتضخم منخفض. في العام الماضي، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بنسبة 8.7 في المائة، وهو عامل جذاب للمستثمرين.

وأعلنت مجموعة أرامكو السعودية (تداول)، الأحد، أنها حققت أرباحًا “قياسية” بلغت 161 مليار دولار في عام 2022.

وأعرب الجدعان عن اعتقاده بأن ما يجذب المستثمرين في هذه الفترة وفي هذه المنطقة هو إدارتها بطريقة تتجنب الاضطرابات التي نشهدها في مناطق أخرى.