من محمد عطي

البصرة (العراق) (رويترز) – يعاني العراق من نقص حاد في المياه مما يعرض مزارعي المحاصيل ومنتجي الغذاء مثل مربي الأسماك العراقي قاسم كرم لخطر فقدان سبل عيشهم.

وأشار كرم، أثناء سيره في حقل ترابي في حر منتصف النهار في محافظة البصرة جنوبي العراق، إلى أحواض الأسماك الجافة التي يغذيها نهر شط العرب.

وقال كرم مشيرا الى بقع بيضاء على التربة “ما من فاكهة او نتيجة لهذا العمل لانك تراها هكذا اصبحت ملح بسبب ندرة المياه وتلوثها”.

وأضاف أن برك الأسماك “أخذت وقتنا ومالنا وجهدنا، وكنا راضين عن الجدوى الاقتصادية لكل منها”.

قال خبراء ومسؤولون إن بناء السدود في إيران وإيران أضر بالتدفقات المائية لنهري دجلة والفرات التي تلتقي في شط العرب، إضافة إلى مياه الصرف الصحي وشح الأمطار بسبب التغير المناخي، مما أدى إلى حدوث تدفقات حادة. انخفاض في تربية الأسماك.

أدى انخفاض مستويات المياه إلى زيادة التبخر وجعل الماء أكثر ملوحة.

وقال كرم وثلاثة من مزارعي الأسماك الآخرين الذين تحدثوا لرويترز إن نقص المياه دفعهم للخروج من تجارة مزدهرة ومربحة ذات يوم.

قال عباس دخيل، مدير قسم الأسماك في مديرية الزراعة في البصرة، إن أربع مزارع سمكية فقط استمرت في العمل هذا العام، مقارنة بـ 15 مزرعة في عام 2022.

وقال كرم وهو جالس قرب أنبوب يمد مزرعته بالمياه “حتى لو كانت المياه مختلفة عن العمل المعتاد .. أعني هذه المياه خضراء وقذرة وملوثة. لا يمكن للأسماك أن تعيش في هذه المياه”.

وأضاف أن أسماك مزرعته إما مرضت أو لم تنمو أو ماتت نتيجة لذلك.

قال مدير الموارد المائية في البصرة، جمعة شايع، إن المدينة التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليون نسمة يجب أن تقسم مواردها المائية المتقلصة بين استخدام المياه المنزلية والزراعة وصناعة النفط وتوليد الكهرباء.

لتوفير المياه، اتخذت السلطات إجراءات، بما في ذلك إغلاق حوالي 95 مزرعة سمكية غير مرخصة في البصرة.

(إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية – تحرير أيمن سعد مسلم)