بقلم كاتيا جلوبكوفا وجون آيرش

هيروشيما (اليابان) (رويترز) – تحرك زعماء أغنى ديمقراطيات العالم يوم الجمعة لتشديد العقوبات على روسيا وشددت مسودة بيان رسمي بعد محادثات في مدينة هيروشيما اليابانية على ضرورة تقليل الاعتماد على التجارة مع الصين.

وتعهد زعماء مجموعة السبع، الذين سينضم إليهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نهاية هذا الأسبوع، بكبح أي صادرات إلى روسيا قد تساعد الرئيس فلاديمير بوتين في غزو جاره ومنع التحايل على العقوبات.

وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين في بيان “إجراءات اليوم ستحد من قدرة الرئيس بوتين على شن غزوه البربري وستدعم جهودنا العالمية لوقف محاولات روسيا الالتفاف على العقوبات”.

وقال بيان لزعماء مجموعة السبع إن القيود ستغطي صادرات الآلات الصناعية والأدوات والتكنولوجيا المفيدة للجهود الحربية الروسية، بينما ستبذل الجهود لخنق الإيرادات الروسية من تجارة المعادن والماس.

وفيما يتعلق بالصين، التي تشعر دول مجموعة السبع بشكل متزايد بأنها تشكل تهديدا للأمن الاقتصادي، اتفقت المجموعة على أن وضعها كثاني أكبر اقتصاد في العالم يتطلب جهودا لتعزيز التعاون، حسبما جاء في مسودة أولية للبيان الختامي، اطلعت عليها رويترز.

وأشار المشروع، الذي لا يزال يخضع للتعديل، إلى أن “نهج سياستنا لا يقصد منه الإضرار بالصين، ولا نسعى لإحباط تقدمها الاقتصادي وتنميتها”. ودعا المشروع الى علاقات “مستقرة وبناءة” مع بكين.

لكنها حثت على اتخاذ تدابير “لتقليل التبعية المفرطة” في سلاسل التوريد الحيوية ومكافحة “الممارسات الخبيثة” في نقل التكنولوجيا والكشف عن البيانات.

وأكدت المسودة مجددا على الحاجة للسلام في مضيق تايوان وحثت الصين على الضغط على روسيا لوقف العدوان في أوكرانيا.

* رمز لإعادة تذكرة الخطر النووي

وستستغل مجموعة السبع، التي تضم الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا، الاجتماع الذي يستمر ثلاثة أيام لمناقشة الإستراتيجية تجاه الصراع في أوكرانيا، والتي لا تظهر أي علامة على انحسارها.

تعرضت هيروشيما، حيث تُعقد القمة، لدمار مذهل بعد أن أسقطت الولايات المتحدة قنبلة نووية عليها في نهاية الحرب العالمية الثانية قبل 78 عامًا. قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، الذي يمثل هيروشيما في مجلس النواب بالبرلمان الياباني، إنه اختار المدينة كمكان لعقد القمة العالمية لتركيز الانتباه على الحد من التسلح.

تصاعدت المخاوف بشأن الانتشار النووي بعد تهديدات روسيا باحتمال اللجوء إلى الأسلحة النووية وكذلك البرامج النووية لكوريا الشمالية وإيران.

وفي مسودة البيان، أعربت دول مجموعة السبع، بما في ذلك فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة المسلحة نوويا، عن “التزامها ببناء عالم خال من الأسلحة النووية” من خلال “نهج واقعي وعملي ومسؤول”.

بعد أن صعدت لتصبح أغنى دول العالم بعد الحرب العالمية الثانية، تواجه ديمقراطيات مجموعة السبع تحديات متزايدة من الصين الصاعدة وروسيا التي لا يمكن التنبؤ بها.

مع وجود أدلة على تأثير ضئيل من العقوبات الحالية على روسيا بسبب الاحتيال، قالت المجموعة إنها “تتواصل” مع الدول التي قد تنتقل من خلالها أي سلع أو خدمات أو تقنية مشمولة بقيود مجموعة السبع إلى روسيا.

ولم يحدد بيان المجموعة أي دول، لكن بيانًا منفصلًا للاتحاد الأوروبي قال إنه طلب من دول آسيا الوسطى الحذر من الاحتيال.

يُظهر تحليل بيانات التجارة الألمانية أن صادراتها إلى جيران روسيا ارتفعت بشكل حاد، مما أثار مخاوف بشأن إعادة تصدير السلع من تلك الدول.

ولم يتضح على الفور إلى أي مدى ستؤثر جهود العقوبات الجديدة على روسيا، التي تضررت مواردها المالية بالفعل بسبب إجراءات لخفض الإيرادات من احتياطياتها الهائلة من الطاقة.

* الماس موضوع مؤجل

أضافت الإدارة الأمريكية عشرات الكيانات إلى القائمة السوداء للتجارة، ونشرت بريطانيا خططًا لحظر واردات الماس والنحاس والألمنيوم والنيكل الروسي، لكن البيانات أظهرت صغر حجم الواردات البريطانية من هذه السلع من روسيا.

لتسليط الضوء على وجهة نظر الاتحاد الأوروبي بأن توسيع العقوبات على الماس لن يؤدي إلا إلى تحويل تجارته إلى أماكن أخرى غير عاصمة الأحجار الكريمة في أنتويرب، بلجيكا، أشارت مسودة بيان مجموعة السبع فقط إلى التحركات المحتملة لإجراءات عقابية في المستقبل.

(إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية – تحرير أيمن سعد مسلم)