ما هي شروط عودة المقيمين إلى الإمارات 2022 .. تطور واضح شهدته الرابطة بين الإمارات وسوريا خلال الـ24 ساعة الماضية، بعد قرابة 10 سنوات من القطيعة بين البلدين على أساس اندلاع الأزمة السورية. في عام 2011، في خطوة جاءت بالتزامن مع تحركات من دول عربية أخرى، يبدو أنها أيضًا في طريقها لـ “قلب صفحة الجد” بنمط الأسد.

شروط عودة المقيمين حتى عام 2022

تلقى ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الأربعاء، اتصالاً هاتفياً من الرئيس السوري بشار الأسد، وبحث الجانبان التقدم المحرز في بلاد الشام والشرق الأوسط، بحسب وكالة أنباء الإمارات.

وتطرق الاتصال، بحسب الوكالة، إلى تطورات الأوضاع في بلاد الشام والشرق الأوسط، إضافة إلى كافة القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك.

جاءت المكالمة الهاتفية بين الطرفين حتى الآن، بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة عودة الجهد في سفارتها في العاصمة السورية دمشق، والتي استمرت مغلقة منذ الأشهر الأولى من بدء المشاحنات في الجمهورية السورية عام 2011 حتى نشر وترويج إعادة فتحه في ديسمبر 2022.

كما تزامنت المكالمة الهاتفية مع مشاركة سوريا في إكسبو 2022 دبي، حيث ناقش وزيرا الاقتصاد السوري والإماراتي مؤخرا تنشيط مجلس الإجراءات بين البلدين.

يرى مراقبون أن هناك حوافز سياسية واقتصادية دفعت الإمارات إلى تغيير سياساتها تجاه نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأهمها تجربة مواجهة نفوذ جهات غير عربية في الرؤية السورية، مثل إيران وتركيا.

وقال المحقق في الشأن السوري، فراس فهام، إن الاتصال الذي حدث بين محمد بن زايد والأسد هو “استمرار للمسار الذي بدأته الإمارات أواخر عام 2022 بعد افتتاح سفارتها في دمشق بسوريا”.

وأضاف فهام في كلمة لـ “الحرة” أن الإمارات ترغب من خلال هذه الخطوة في لعب دور له تأثير أكبر في شمال إفريقيا والخليج ومنطقة البحر المتوسط ​​على الصعيد السياسي في صعيد مصر، كما تبحث عن استثمارات في سوريا.، على مستوى الاستثمار.

يوافق الأستاذ في معهد الشرق الأوسط حسن منيمنة ضمناً على هذه الرؤية، ويشير في كلمة إلى موقع “الحرة” إلى أن “الإمارات كانت ولا تزال تؤمن بضرورة إعادة الجمهورية السورية إلى الحاضنة العربية. ليس فقط من أجل المساهمة في إعادة إعمارها، ولكن للحد من النفوذ الإيراني في هذا البلد.

سحبت دول مجلس التعاون الخليجي، بما فيها الإمارات العربية المتحدة، سفرائها من دمشق، عاصمة سوريا، في شباط 2012، للاشتباه في أن النظام في سوريا يرتكب “مجزرة جماعية بحق العزل”، بمعنى قمع. وقمع الاحتجاجات الشعبية قبل أن تتحول إلى معركة أهلية تسببت في مقتل زيادة. حوالي 360 1000 واحد.

وتسبب في النزاع السوري منذ اندلاعه في آذار 2011، مع نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل وخارج البلاد، بينهم أكثر من 6.6 مليون نازح، بشكل أساسي إلى دول الجوار لبنان والأردن وتركيا.

دعمت طهران نظام الأسد بإرسال مستشارين عسكريين وأعضاء الجماعات الشعبية المسلحة الموالية لها من العراق ولبنان وأفغانستان. لقد قاتلوا عن كثب مع النظام الذي كان قادرًا تقريبًا على التخلص من الانتفاضة التي بدأت قبل عشر سنوات بمساعدة حاسمة من مجموعات الجنود الإيرانية والروسية.

ويؤكد منيمنة أن “الحديث عن مؤتمر النفوذ الإيراني لا يشير إلى أننا يمكن أن نتجاهل الجرائم التي يرتكبها النظام السوري الحاكم”.

وتابع “أي تواصل أو تفاعل مع الإطار يساهم في إفلاته من العقاب بعد أن ارتكب جرائم جسيمة على نطاق متعاقد عليه بالكامل”، مضيفًا أن “هذه الخطوة تلحق الضرر بصورة الإمارات”.

لكنه أضاف منيمنة “يتطلب ذلك أيضًا ألا نغفل حقيقة أن الثورة السورية لم تعد قادرة على فعل أي شيء، وبالتالي فهي تجعلنا نفهم المنطق الذي يدفع الإمارات العربية المتحدة للتواصل مع الشام السوري، وهو منطق جيوستراتيجي “.

في المقابل، يرى أمجد طه صاحب الخبرة العالية والخبرة في الشؤون السياسية والاستراتيجية أن دولاً أخرى ستحذو حذو الإمارات في التعامل مع الملف السوري.

وتحدث طه في تغريدة على حسابه على تويتر، “من يتردد اليوم سيفعل ما فعلته الإمارات غدا”، موضحا بالإضافة إلى أن “عودة سوريا العربية إلى محيطها الصحيح تعني الاستقرار والأمن وعودة منح سوريا دمشق العفو. بين أبنائها من أجل السلام والبناء “.

يشار إلى أن الأردن أعاد فتح معبره الرئيسي على الحدود مع الجمهورية السورية بشكل كامل نهاية أيلول / سبتمبر الماضي، وذلك لدعم الاستثمار المتعثر في البلدين وتعزيز جهود الدول العربية لإعادة دمج سوريا.

أعلن العاهل الأردني الملك عبد الله مع الأسد لأول مرة منذ عشر سنوات في ذلك الشهر. والتقى وزير الخارجية المصري والسوري الشهر الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، فيما وصفته قنوات وصحف ومواقع مصرية بأنه أول مواجهة على هذا المستوى منذ نحو عشر سنوات.

فراس فحم يربط التغييرات التي بدأت في العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة ودول عربية أخرى مثل مصر والأردن من جهة، وسوريا من جهة أخرى، بالتحول الذي حدث في البيت الأبيض حتى الآن مع قدوم الرئيس الأمريكي جو بايدن.

ويقول فهام إن “الاهتمام الأمريكي المفقود بزمن الرئيس دونالد ترامب كان واضحا بمجرد تعهدها بفرض عقوبات في إطار تشريع قيصر على الدول التي لها صلات بنظام الأسد”.

وأضاف “نشهد اليوم عكس ذلك، لأن واشنطن لم تبد معارضتها لمد خط الغاز المعروف بخط الغاز العربي بين أربع دول مصر والأردن وسوريا ولبنان”.

وبحسب فهام، “على الأرجح ستحاول واشنطن، من خلال الترتيب مع روسيا الاتحادية، تخفيف الإجراءات والقيود العقابية المفروضة على سوريا من أجل ضمان إبلاغ موسكو بموضوع الضغط على إيران في ملف الهيدروجين”.

بدوره، لا يتنبأ حسن منيمنة بعودة الجمهورية السورية إلى النظام العربي بشكل ممتاز، “لأنها لم تكن أساس قائمة منفصلة في المرحلة السابقة، خاصة بعد وصول بشار الأسد إلى السلطة. ”

يقول منيمنة “في عهد حافظ الأسد، كانت الجمهورية السورية قادرة على موازنة علاقاتها مع إيران والسعودية وبقية العالم العربي، وكانت صاحبة القرار الذاتي. وحتى الآن جاء بشار ولاحظنا خضوع النظام لإيران “.

وأشار منيمنة إلى أن “الدول العربية ستتجه نحو التطبيع مع سوريا لكن دون أن تصل القضية إلى التطبيع الكامل”، لافتاً إلى أن “الدول التي تتعامل مع النظام السوري الحاكم تبدو وكأنها نسيت كل هذه الجرائم ومستعدة لطي الصفحة. السابق ومحاولة التعامل مع منطق مغفرة الله. ” مما جاء من قبل “.

في 11 من الشهر الجاري، نقلت وكالة رويترز عن السفير السوري لدى الإمارات، غسان عباس، قوله إن الإمارات دعت بلاد الشام للمشاركة في معرض دبي على الرغم من تجارب “شيطنة” إدارة الدولة السورية.

وأضاف “في السنوات العشر والنصف الماضية، كانت هناك محاولات عديدة لتشويه صورة السلطة السورية. لكن هناك دولاً مثل الإمارات العربية المتحدة أصرت على التعامل معنا على أساس أننا من بين الدول المعترف بها في الأمم المتحدة. وعلى هذا الأساس تم اتخاذ الظروف لتوجيه طلب إلى سوريا.

وختم بقوله “هل هناك نهج حديث للتواصل مع سوريا نعم”.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكين، قد كرر الأسبوع الماضي القضية الأمريكية التي ترفض تطبيع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال الوزير الأمريكي خلال مؤتمر صحفي “ما لم نفعله ولا ننوي فعله هو التعبير عن أي دعم لجهود تطبيع العلاقات” مع الأسد، دون أن يطلق على الأخير لقب الرئيس.

وأشار بلينكين إلى أنه حتى الولايات المتحدة الأمريكية “لم ترفع أي إجراءات عقابية كانت مفروضة على الجمهورية السورية ولم تغير موقفها المعارض لإعادة إعمار بلاد الشام ما لم يتم إحراز تقدم لا رجوع فيه نحو حل سياسي نعتقد أنه أساسي و مهم للغاية.”

وأوضح بلينكين أن أولويات واشنطن في سوريا تركز على تقديم المساعدات الإنسانية، ووقف أي نشاط متعصب قد يستهدف الولايات المتحدة الأمريكية، ووقف العنف.

ووقت التنفيذ، العام السابق، دخل تشريع قيصر الأمريكي، الذي يفرض إجراءات تأديبية على كل شركة تتعامل مع نظام الأسد، والتي تسعى لإعادة إعمار بلاده بعد معركة مستمرة لأكثر من 11 عامًا.

يهدف القانون إلى محاسبة المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان والكرامة التي يرتكبها النظام في سوريا، وتشجيع الحل غير العسكري في بلاد الشام.

عملت سوريا مؤخرًا مع جمهورية مصر العربية والأردن لحماية الغاز والطاقة الكهربائية للبنان المجاور الذي يعاني من أزمة وقود حادة منذ شهور، والذي انسحب منه الجنود السوريون في عام 2005.

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، في تقرير، قبل أيام، أن مسؤولا أمريكيا قال إن أمريكا تدعم إجراء لنقل الغاز إلى لبنان عبر سوريا.

جاء اهتمام الرئيس الأمريكي بطقس بايدن بعد توجه “أصغر” تجاه الأسد من الرئيس السابق دونالد ترامب، لكنه لا يزال يحفز شركاءه العرب على عدم تطبيع العلاقات معه، بحسب التقرير.