تؤثر أسعار الفائدة بشكل كبير على قرارات الاستهلاك، ويعتبرها الكثيرون آلة الزمن التي تربط المستثمر الذي يريد المال الآن للحصول على فوائد في المستقبل، والمودع الذي لديه سيولة الآن ويريد فائدة منها في الوقت الحاضر.

لن يقترض المستثمر إذا كانت الفائدة أعلى مما سيكسبه في المستقبل، وفي المقابل لن يضع المودع أمواله إذا لم تجعل الفائدة مدخراته تحتفظ بقيمتها على أقل تقدير.

ماذا تفعل البنوك المركزية

تحاول البنوك المركزية الوصول إلى سعر توازن يتناسب مع الأرباح المتوقعة للمقترض وتحافظ للمودع على قيمة أمواله في حالة التوازن.

أما بالنسبة لضرورة كبح جماح التضخم، فإن البنوك ترفع الفائدة بما يكفي لإقناع أصحاب النقود بعدم إنفاقها في الوقت الحاضر وحفظها مما يقلل الطلب ويخلق حالة من التوازن أمام العرض، وأحد الآثار الجانبية هي أن المستثمرين لا يفضلون الاقتراض بهذه المعدلات مما يقلل من الاستثمارات الجديدة وبالتالي ينخفض ​​الطلب على توريد المواد الخام وزيادة الرواتب والقدرة على توظيف عمال جدد مما يقلل المنافسة على الموظفين ويمنعهم. ما يسمى الجولة الثانية من التضخم.

كيف يتم نقل قرار البنك المركزي للعملاء

البنك المركزي عملائه الوحيدون هم البنوك، يودعون معه السيولة الفائضة ويقترضون منها عند الحاجة، وعندما ترتفع تكلفة عملياتهم مع البنك المركزي ترفع البنوك أسعار الفائدة مع عملائها.

وبعض العمليات تتم بشكل آلي مثل قروض معظم الشركات والتي ترتبط بفائدة البنك المركزي اضافة الى نسبة ثابتة يتم تحديدها بناء على ملاءة كل شركة على حدة. .

البعض الآخر عبارة عن قروض وشهادات ذات عائد ثابت، وتقوم البنوك بتعديل أسعارها بناءً على تكلفة الأموال التي لديها وما تراه مناسباً لتحقيق أهداف استراتيجيتها.

هناك بنوك لديها فائض كبير من الودائع هدفها الأساسي زيادة الإقراض للأفراد وتفضل عدم زيادة الفائدة بشكل كبير، وهناك بنوك ترغب في عدم فقدان حصتها في السوق من الودائع وستقوم برفع الفائدة، وهذا أيضًا يحدد قدرة كل بنك على تقليص أمواله عن طريق تنويع هيكل ودائعه، مثل وجود سيولة رخيصة، مثل تلك التي يكسبها من الحسابات الجارية، والتي لا عوائد.

قررت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي رفع أسعار عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر التشغيل الرئيسي للبنك المركزي 300 نقطة أساس، لتصل إلى 16.25٪ و 17.25٪ و 16.75٪. على التوالي، ورفع معدل الائتمان والخصم 300 نقطة أساس ليصل إلى 16.75٪.