يزيد التباطؤ في الإصلاحات من مخاطر امتناع المؤسسات الدولية ودول الخليج عن صرف التمويل المتفق عليه

قالت وكالة التصنيف الائتماني Standard & Poor’s، إن تها لتوقعات مصر المستقبلية، وخفضها إلى سلبية بدلاً من مستقرة، يعكس رؤيتها بأن الدولة قد لا تكون قادرة على تغطية احتياجاتها التمويلية المرتفعة، والبالغة 17 مليار دولار. السنة المالية الحالية و 20 مليار دولار خلال السنة المالية القادمة.

وأضافت أنه في ظل غياب التمويل الكافي بالعملة الأجنبية، سيتباطأ تعامل مصر مع باقي دول العالم بشكل كبير، الأمر الذي سيؤثر سلباً على نمو اقتصادها، الأمر الذي سيترجم إلى حوافز أقل لخدمة الدين الخارجي.

وقدرت مؤسسة “ستاندرد آند بورز” أن الحكومة خصصت نحو نصف إيراداتها لسداد الفوائد على ديونها المرتفعة، ومعظم هذه المدفوعات على الدين المحلي، وفي ظل الضغوط على الإنفاق العام، خاصة للتخفيف من الأثر على الأسر المتضررة. بسبب ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة. إنها ثالث أكبر دولة من بين 137 دولة حول العالم – وهو تحد كبير للحكومة.

وقد يرتفع إلى 40 جنيها قبل نهاية يونيو المقبل

لكن الوكالة قالت إن الإصلاحات الثقيلة التي أعلنت عنها الحكومة في ديسمبر كانون الأول قد تؤدي إلى تدفق مستمر للعملة الأجنبية إذا تم تبنيها بالكامل.

ولاحظت توافر شواهد محدودة على تنفيذ هذه الإصلاحات، مما أدى إلى زيادة الضغط على الجنيه، خاصة مع الاحتياجات التمويلية الكبيرة لمصر.

وقالت إن عدم إحراز تقدم في الإصلاحات يزيد من مخاطر امتناع المؤسسات الدولية والمستثمرين الأجانب ودول الخليج عن صرف التمويل المتفق عليه مع مصر، مما يلقي بظلاله على الواردات والتضخم وأسعار الفائدة وأرصدة الدين العام و الفوائد التي تدفعها الحكومة.

وأشارت إلى أن الجنيه فقد 50٪ منذ بداية عام 2022، وأن التحول الدائم لسعر صرف مرن وزيادة المرونة في امتصاص الصدمات الخارجية من أجل بناء احتياطيات كان من أهم ركائز برنامج مصر مع النقد الدولي. تمويل.

وأضافت هناك حاليا حركة يومية محدودة في سعر الصرف الرسمي، عزت ذلك إلى الطلب المحدود، في ظل إحجام السوق عن طلب العملات الأجنبية في وقت تنتشر فيه شائعات عن مزيد من الانخفاض في قيمة العملة.

20 مليار دولار فجوة تمويلية لمصر خلال العام المالي المقبل

في رؤية “ستاندرد آند بورز”، من المرجح أن يكون التطور الملحوظ في ملف بيع الأسهم في الشركات الحكومية مرتبطًا بوضوح السلطات فيما يتعلق بسياسة سعر الصرف، حيث قد يخشى المستثمرون الأجانب من مرونة سعر الصرف، كما يساورهم شكوك حول محدودية الشفافية فيما يتعلق بحسابات الشركات الحكومية وتطوير البيئة التي سيعملون فيها، حيث أبقت الجهات الحكومية الشركات المتنافسة في نفس القطاعات.

وقالت إنه بغض النظر عن الفوائد طويلة الأجل لمرونة سعر الصرف للاقتصاد، فإن انخفاض قيمة الجنيه يزيد الضغط على التضخم المرتفع بالفعل، حيث أن مصر دولة تعتمد على الاستيراد. وتوقعت أن يصل متوسط ​​معدلات التضخم إلى 23٪ خلال السنة المالية الحالية و 18٪ خلال السنة المالية المقبلة.

كما توقع ضعف آفاق النمو في مصر خلال السنوات الثلاث المقبلة، بدعم من تبني إصلاحات مالية واقتصادية، بنسبة 4٪.

وقالت إن نسبة عجز الموازنة من الناتج المحلي الإجمالي قد تظل مرتفعة عند 7٪ خلال العامين الماليين الحالي والمقبل، على أن تنخفض إلى 6.8٪ خلال العام المالي المقبل.

وتوقعت أن يتعافى قطاع السياحة، الذي يمثل 12٪ من الناتج المحلي الإجمالي، بشكل كامل خلال العام الجاري، على الرغم من وجود انخفاض في عدد السياح من روسيا وأوكرانيا، إلا أنه يتم تعويضه بزيادة عدد السياح من ألمانيا، إنجلترا وأمريكا والسعودية.

قدرت مؤسسة “ستاندرد آند بورز” أن عجز الحساب الجاري سينخفض ​​إلى حوالي 13 مليار دولار خلال العام المالي 2023، وسيبقى حول تلك المعدلات حتى العام المالي 2026 لينخفض ​​كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي إلى 3.5٪، مقارنة بـ 3.9٪ في الوقت الحاضر.

أما فيما يتعلق بالتمويل الخارجي، فقد توقعت أن تظل التدفقات الداخلة من الحساب المالي كافية لتغطية عجز الحساب الجاري حتى العام المالي 2026، مع استقرار احتياطيات البنك المركزي بنحو 32 مليار دولار، في حين أن صندوق النقد لديه رؤية طموحة تتمثل في زيادة الاحتياطيات إلى 64 مليار دولار خلال نفس الفترة.

وتوقعت أن تغطي الاستثمارات الأجنبية المباشرة البالغة 10 مليارات دولار عجز الحساب الجاري، فيما ستغطي الاستثمارات الأجنبية المتبقية من دول الخليج الأجزاء المتبقية، في حين تغطي محافظ الأوراق المالية وصافي الاقتراض الخارجي للحكومة من المؤسسات الدولية والمقرضين الثنائيين. سوف تلعب دورًا مهمًا.

وقالت إن الجنيه قد ينخفض ​​إلى 53٪ بنهاية العام المالي الحالي، مقارنة بنهاية العام المالي الماضي، ليسجل 40 جنيها للدولار، بشرط أن ينخفض ​​إلى 42 جنيها بنهاية يونيو 2024. و 43 جنيها للدولار نهاية يونيو 2025.