قالت وكالة التصنيف الائتماني موديز إن البنك الأهلي المصري، أكبر بنك في مصر، وسع نطاق اقتراضه بالدولار خلال العامين الماضيين واستخدم معظم التمويل لشراء سندات حكومية مصرية بالدولار.

وأضافت أن هذه المعاملات خلقت فجوة بين الأصول والخصوم بالعملة الأجنبية وجعلت البنك في موقف ضعيف إذا قرر المستثمرون استرداد أموالهم، خاصة أنه اعتمد على الأموال قصيرة الأجل التي أصبحت خاضعة لثقة المستثمر وأقل استقراراً. من مصادر التمويل الأخرى مثل الودائع بالدولار، ونتيجة لذلك يعتمد البنك بشكل كبير. زيادة ثقة المستثمرين للاستمرار في الحصول على السيولة الدولارية، بالإضافة إلى ذلك، فقد شهدت تدفقات رأسمالية خارجية وضغطًا على العملة في النصف الأول من عام 2022، مما أدى إلى ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة والمخاطر الجيوسياسية عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، مما أدى إلى ضغوط على سيولة العملات الأجنبية على مستوى القطاع.

وأوضحت أنه على الرغم من أن البنك لم ينشر شروط أصوله وخصومه بالدولار، إلا أنه يقدر أن معظم ما يدين به للبنوك ينتهي في غضون عامين، بينما استخدم جزءًا كبيرًا منه في أذون وسندات الخزانة المقومة بالدولار. التي ارتفعت إلى 237.7 مليار جنيه عام 2022 مقابل 83.2 مليار جنيه في يونيو. 2022.

وقالت إنه بناءً على تصنيف البنك الأهلي لمحفظة استثماراته المالية، والذي يكشف عن زيادة كبيرة في السندات الحكومية وانخفاض في أذون الخزانة، فمن المحتمل أن يكون لدى البنك فجوات في بعض آجال الاستحقاق بين الأصول والخصوم بالعملة الأجنبية.

ومع ذلك، أكدت إدارة البنك أن أي فجوة في آجال استحقاق المطلوبات والأصول يتم احتسابها بناءً على رغبة البنك في المخاطرة وتبقى ضمن نطاق المخاطر المسموح به داخليًا.

كيف يتم التعامل مع تلك المخاطر

وأوضحت موديز أن مخاطر السيولة المرتفعة للبنك الأهلي يتم تحييدها من خلال ضخ السيولة المنتظم من البنوك الدولية، وتدفقات الدولار بالعملة الأجنبية من دول الخليج، والأداء المالي القوي للبنك، وأن هناك احتمالية كبيرة للتدخل الحكومي إذا كان هناك. أزمة في ظل أهميتها للاقتصاد المصري. وانها مملوكة 100٪ للحكومة، وحصتها السوقية تتجاوز 37٪، والادارة تسعى لاستبدال القروض قصيرة الاجل بالدولار بقروض طويلة الاجل.

وأشارت إلى أن أداء البنك جيد، حيث أن القروض المتعثرة لا تتجاوز 1.1٪ من إجمالي القروض بنهاية ديسمبر 2022، ولكن في ظل بيئة التشغيل الحالية وارتفاع التضخم والفائدة، تتوقع موديز تجديد بعض الضغوط. على جودة أصول البنك (ارتفاع القروض المتعثرة).

وأشارت إلى أن البنك حقق أرباحا بلغت 29.7 مليار جنيه (1.9 مليار دولار) خلال 18 شهرا وهي فترة سنته المالية الأخيرة، في ظل تغيير نظام سنته المالية من يوليو إلى يونيو التالي، إلى السنة الميلادية التي تبدأ في يناير وتنتهي في ديسمبر وفقًا لقانون البنوك الجديد، ونتيجة لذلك، فقد حققت عائدًا على متوسط ​​الأصول بنسبة 0.8٪، وكان معظم ربحيتها ناتجًا عن نمو بنسبة 60٪ في رصيدها، مما أدى إلى زيادة بنسبة 121٪ في صافي الدخل من العائد.

وقالت إن الودائع نمت بنسبة 50٪ خلال الثمانية عشر شهرًا الماضية، فيما استحوذ النقد والأرصدة المصرفية على 19٪ من الأصول، ما يعني ارتفاع معدلات السيولة بالعملة المحلية وقاعدة تمويل مستقرة تعتمد على الودائع.

وبينت أن نسبة كفاية رأس المال بالبنك ارتفعت إلى 21.4٪ في ديسمبر مقابل 16.6٪ في يونيو 2022، مدعومة بالحصول على رأس مال إضافي قدره 80 مليار جنيه من قروض الدعم الحكومية بفائدة 8.75٪، واعتبر ذلك دعما. قرض وجزء من الشريحة الثانية من رأس المال بينما تم الاعتراف بالفرق في القيمة الاسمية والقيمة الفعلية في الطبقة الأولى من رأس المال.

مناقشات “موديز” والبنك الأهلي المصري وإدارات البنوك المحلية حول السيولة الأجنبية

وقالت وكالة موديز إنه بعد مناقشاتها مع البنوك المحلية والمشاركين الآخرين في السوق، أصبح مفهوماً أن شهية البنوك والمؤسسات المالية الإقليمية والدولية لإقراض البنوك المصرية كافية لتلبية احتياجاتها التمويلية، وعلى وجه الخصوص، حسبما أشارت إدارة البنك الأهلي. أن هناك اهتماماً بتمويل البنك الأهلي من خلال آليات متوسطة المدى مثل اتفاقيات البيع مع الالتزام بإعادة الشراء والتبادل واتفاقيات التمويل التجاري.

وأشارت إدارة الأهلي إلى أن البنك هو أكبر البنوك المصرية، وهذا يضعه في وضع جيد يؤمنه من المؤسسات المالية المحلية الأخرى التي تودع ودائعها لديه، ومن المرجح أن يمددوا تمويلهم. .

كما أشارت إلى أن 60٪ من قروضهم الدولارية ستنتهي خلال عام ويمكن توجيهها لسداد المستحقات إذا تعرضت لضغوط، وأن السندات الدولارية للبنك الأهلي يمكن إعدادها كضمانات وسيتم تحصيل تمويل جديد باستخدام هم.

ولفتت إلى أن القروض الدولارية المستحقة على البنك الأهلي تراجعت في يونيو، وأن المخاطر تراجعت بسبب التدفقات الدولارية الكبيرة للتحويلات المالية من العاملين في الخارج، والتي يمتلك البنك منها أكثر من 30٪، وكذلك التدفقات من الخليج، التي هي أكثر استقرارا في ظل العلاقات السياسية القوية. بين مصر ودول مجلس التعاون الخليجي.

وأوضحت إدارة البنك أن دول الخليج والمستثمرين هم حجر الزاوية في استراتيجية مصر لجذب استثمارات أجنبية بقيمة 10 مليارات دولار سنويًا على مدى السنوات الأربع المقبلة.

وأشاروا إلى إنشاء الصندوق السعودي للاستثمارات العامة، الشركة المصرية للاستثمار، الذي يستهدف القطاعات ذات الأولوية في مصر، فيما خصصت شركة أبوظبي القابضة، المملوكة لحكومة أبوظبي، 10 مليارات دولار للاستثمار في مصر والأردن.

وبحسب إدارة “الأهلي”، فإن هذه المبادرة تدعم بشكل غير مباشر قدرة الأهلي على الوصول إلى السيولة الدولارية.

وأشارت إلى أن القروض قصيرة الأجل بالدولار والمستحقة للبنوك على البنك الأهلي المصري ارتفعت إلى 339.5 مليار جنيه بما يعادل 21.6 مليار دولار في ديسمبر 2022 مقابل 87.1 مليار جنيه في يونيو 2022، ونتيجة لذلك، وأصبحت الأصول الدولارية للبنك نقدا ويغطي رصيد ما لديه في البنوك 50٪ فقط من أرصدة البنوك المستحقة عليه مقابل 50٪ في يونيو 2022.

كما أشارت إلى ارتفاع القروض الأخرى المقومة بالدولار إلى 163 مليار جنيه بنهاية عام 2022 مقابل 120 مليار جنيه في يونيو 2022، مما أدى إلى زيادة نسبة القروض الدولارية إلى الودائع الدولارية إلى 185٪ بنهاية العام الجاري. 2022 مقارنة بـ 80٪ في يونيو، لكن إدارة البنك تقول إن هذه النسبة تراجعت في عام 2022.

وقالت إن البنك الأهلي استثمر معظم عائداته الدولارية في سندات حكومية طويلة الأجل مقومة بالدولار، ومع قيام المستثمرين الأجانب بسحب أموالهم من الأوراق المالية المصرية، واجه الاقتصاد والقطاع المصرفي أزمة دولار خلال النصف الأول من العام الجاري. 2022.

تعليق من إدارة البنك

وقالت الإدارة إن البنك الأهلي المصري يتمتع بالاستقلالية في قراره، لكن بصفته بنكًا حكوميًا، يجب أن يدعم خطط البنك المركزي ومبادرات الحكومة، وهذا أحد ركائز الخطة الاستراتيجية للبنك في عام 2022.

تعتبر وكالة موديز أن تأمين الحصول على السيولة الدولارية من الخارج وإعادة ضخها في الاقتصاد هو أحد عوامل استراتيجية البنك، وبالمثل قرار البنك في مارس بإصدار شهادات 18٪ في وقت كانت فيه فائدة الممر 9.25٪ من أجل خفض الدولرة وحماية المودعين وصناديق التقاعد من التضخم.