قالت الصحفية كريستينا لو في مقال نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية إن كل أوروبا تستعد لكابوس قطع روسيا إمدادات النفط عن الدول الأوروبية ردا على العقوبات الدولية المفروضة على موسكو بسبب العملية العسكرية الروسية. في أوكرانيا.

وأضاف الكاتب أن هذا الكابوس أصبح حقيقة واقعة بعد أن منعت روسيا إمدادات الغاز من أوروبا عبر خط أنابيب نورد ستريم 1، بدعوى أن أعمال الصيانة قد تستمر لمدة 10 أيام.

وأوضحت – نقلاً عن خبراء دوليين في مجال الطاقة – أن القارة الأوروبية تستعد حاليًا لأكبر أزمة طاقة واجهتها في تاريخها بسبب قطع روسيا لإمداداتها من الغاز والنفط، خاصة أن الدول الأوروبية تعتمد على روسيا بشكل كبير. إلى 40٪ لتوفير احتياجاتهم من الطاقة مما جعل الواردات الروسية شريان حياة للدول الأوروبية.

وقالت إن هذه المواقف أثارت قلق ومخاوف قادة الدول الأوروبية، خاصة في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار الطاقة عالميا، وهو ما دفع العديد من الدول إلى اللجوء إلى خطط الطوارئ لمواجهة الأزمة الحالية.

وأشارت إلى رأي خبير الطاقة العالمي، أليكس مونتون، الذي يقول إن هذه الأزمة هي الأسوأ في تاريخ أوروبا ككل، خاصة مع قدوم فصل الشتاء وفي ظل الارتفاع المروع في الأسعار، مضيفة أن هذه الأزمة الغربية. تخشى الدول من أن تستخدم روسيا واردات الطاقة كسلاح حرب ولن تستأنف توريد الغاز إلى أوروبا. من خلال خط الأنابيب (TADAWUL) الذي يقول أنه تم إيقافه بسبب أعمال الصيانة الخاصة، فإن هذا الخط هو المصدر الرئيسي لإمدادات الطاقة إلى أوروبا، وخاصة ألمانيا، بعد توقف خط أنابيب Nord Stream-2 في فبراير الماضي.

في الوقت نفسه، أعرب وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك – كما يقول الكاتب – عن اعتقاده بوجود كل الاحتمالات وأنه من الممكن أن تستأنف روسيا إمداداتها من الطاقة وأنها قد تقطع هذه الإمدادات أيضًا.

وأوضح الكاتب أن الأزمة الحالية تثير مخاوف كثيرة لدى قادة الدول الأوروبية مع اقتراب فصل الشتاء وتزايد الحاجة إلى موارد الطاقة في الدول الغربية للتدفئة، في إشارة إلى آراء خبراء دوليين يعتقدون أن حظر روسيا على واردات الطاقة سوف سيعرض أوروبا لشتاء قاسٍ وسيؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة.

وأضاف الكاتب أن الخبراء يحذرون أيضًا من اندلاع أعمال عنف على خلفية تذمر الأوروبيين من نقص موارد الطاقة وارتفاع أسعارها وزيادة معدلات التضخم، خاصة أن بعض الإضرابات قد اندلعت بالفعل في بعض الدول الأوروبية مثل مثل النرويج.

وأوضحت أن على ألمانيا اتخاذ إجراءات لتوفير الطاقة، بما في ذلك ترشيد استخدام الماء الساخن وإغلاق حمامات السباحة من أجل التخفيف من آثار أزمة الطاقة، مضيفة أن هذا الوضع لا ينطبق على ألمانيا وحدها، بل يحدث في كل أوروبا. الدول.

أعرب خبراء دوليون -كما يشير الكاتب- عن مخاوفهم من استمرار الآثار المؤلمة للموقف الروسي لفترة طويلة، خاصة في ظل افتقار الدول الأوروبية إلى مصادر بديلة، ورغم الجهود الدؤوبة التي يبذلها قادة الدول الأوروبية. الدول للاستغناء عن واردات الطاقة الروسية وإيجاد مصادر أخرى، الأمر سيستغرق سنوات وسنوات حتى تقلل أوروبا من اعتمادها على واردات الطاقة الروسية.