واصلت الليرة اللبنانية الانهيار خلال الأيام القليلة الماضية، مدفوعة بالأحداث في القطاع المصرفي في البلاد.

يأتي ذلك بالتزامن مع استئناف التحقيقات مع محافظ بنك رياض سلامة، بحضور محققين أوروبيين يحققون فيما إذا كان قد اختلس مبالغ كبيرة من الأموال العامة.

في الوقت نفسه، استأنفت البنوك في الداخل إضرابها يوم الثلاثاء، حيث أعلنت المصارف التجارية اللبنانية، الخميس الماضي، استئناف إضرابها المفتوح اعتبارًا من 14 آذار، وعزت ذلك إلى “قرارات قضائية تعسفية” ضد وبالتالي مع استمرار الإضراب قد تستمر الليرة. وانهياره إلى مستويات تاريخية جديدة في الأيام المقبلة.

الاحتياطي الفيدرالي الآن في حيرة من أمره والأسواق في حيرة من أمره .. كيف سيكون رد فعل الذهب والدولار والسندات على قرار الفائدة الآن

المقاعد محدودة

ليرة أمام اليوم

وتراوح سعر صرف الدولار في السوق الموازية في لبنان بين 108 آلاف ليرة للشراء و 107 آلاف ليرة للبيع.

وكان البنك المركزي رفع في مطلع شباط الجاري سعر صرف الدولار الرسمي إلى 15 ألف ليرة من 1507 ليرات في السابق.

فقدت الليرة قرابة 95٪ من قيمتها مقابل الدولار منذ 2022، ومنذ مطلع الشهر الجاري، تم اعتماد سعر صرف رسمي جديد قدره 15 ألف ليرة مقابل الدولار، مقابل 1507 ليرات سابقًا. ويتزامن ذلك مع أزمة سيولة حادة، وتوقفت البنوك عن تزويد المودعين بأموالهم بالدولار، مما تسبب في مظاهرات عنيفة واقتحام البنوك من قبل المودعين للحصول على أموالهم.

التحقيقات جارية

قال مصدر قضائي رفيع المستوى إن محافظ بنك رياض سلامة وصل إلى قاعة المحكمة الجمعة لحضور جلسة ثانية بحضور محققين أوروبيين يحققون فيما إذا كان قد اختلس مبالغ كبيرة من الأموال العامة.

يخضع سلامة وشقيقه رجاء للتحقيق في لبنان وخمس دول أوروبية على الأقل بتهمة سرقة مئات الملايين من الدولارات على مدى أكثر من عشر سنوات وتبييض بعض العائدات في الخارج.

الشقيقان متهمان في قضيتين في لبنان، وكلاهما ينفي ارتكاب أي مخالفة. ولم يوجه المسؤولون الأوروبيون اتهامات لهم حتى الآن.

يقول سلامة إن الاتهامات جزء من محاولة لجعله كبش فداء للانهيار المالي في لبنان.

وصل سلامة إلى قصر العدل في بيروت، صباح الجمعة، بعد وقت قصير من وصول المحققين الأوروبيين، بحسب مصدر قضائي.

نفي الاستقالة

نفى مصدر في البنك المركزي ما تردد عن تقديم محافظ البنك رياض سلامة استقالته لرئيس الوزراء المؤقت نجيب ميقاتي.

وأكد المصدر أنه لا صحة إطلاقا لما نشر في إحدى الصحف اللبنانية الصادرة اليوم بهذا الشأن.

وكانت صحيفة “نداء الوطن” اللبنانية قد نشرت في “عنوانها” الرئيسي أمس، عنوانا “استقالة سلامة في جيب ميقاتي”، معتبرة أن محافظ مصرف لبنان رياض سلامة، تقدم لميقاتي بطلب الاستقالة. بتوقيعه، ولكن دون تحديد التاريخ، بانتظار اللحظة المناسبة. يعلن في ضوء المستجدات القضائية.

تنتهي ولاية محافظ مصرف لبنان في تموز (يوليو) بعد ست سنوات. يقول سلامة إنه غير مهتم بالبقاء في منصبه، وبذلك تنتهي فترة رئاسته لمصرف لبنان المركزي لمدة 30 عامًا، عمل خلالها جنبًا إلى جنب مع النخبة السياسية في البلاد.

إضراب مفتوح

أعلنت المصارف التجارية اللبنانية، الخميس الماضي، استئناف إضرابها المفتوح ابتداء من 14 آذار / مارس، وعزت ذلك إلى “أحكام قضائية تعسفية” ضدها.

أفاد بيان لجمعية البنوك بصدور أحكام قضائية جديدة خلال الأيام الماضية “الكيل بمكيالين”، حيث تلزم البنوك بقبول سداد الديون العائدة لها بالعملة الأجنبية المستحقة على المقترضين بشيك مسحوب على البنك. du Liban أو بالليرة اللبنانية على أساس سعر صرف 1500 ليرة للدولار الواحد، مع إلزام البنوك بالسداد أو بتحويل الودائع بالعملة الأجنبية نقدًا وبنفس العملة لصالح بعض المودعين على حساب مودعين آخرين .

يأتي قرار إعادة البنوك اللبنانية إلى إضرابها المفتوح بعد أن أصدر قاض في بيروت قرارًا يطالب بنك البحر المتوسط ​​بدفع 210 آلاف دولار نقدًا لأحد المودعين، وهو قرار اعتبرته جمعية مصارف لبنان تعسفيًا.

أكد فادي خلف، الأمين العام لجمعية مصارف لبنان، في تصريحات صحفية أمس، أن عودة البنوك إلى الإضراب نتجت عن “ازدواجية المعايير” وبعض الاختلالات في إجراءات القضاء، حيث لا يمكن إلزام البنوك. قبول سداد المقترضين لأقساطهم الدولارية، بشيك مصرفي أو بالليرة اللبنانية، بحسب سعر الصرف 1500 ليرة للدولار، بينما تلتزم البنوك بموجب أحكام قضائية بدفع ودائع العملاء بالعملة الأجنبية نقدًا.

وتابع خلف، “المصارف اللبنانية تعمل وفق القانون، وتأمل في تصحيح الخلل من حيث” الكيل بمكيالين “.

إفلاس

صرح نقيب المصارف اللبنانية، نهاية الأسبوع الماضي، بأن المصارف التجارية في لبنان لا تملك سيولة كافية لدفع رواتب المودعين. وقال الأمين العام للجمعية، فادي خلف، بحسب رويترز، إن “هذه الأرقام تظهر بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا توجد سيولة في البنوك”.

وتعزز هذه التصريحات من احتمالية إعلان المصارف اللبنانية إفلاسها في الفترة المقبلة، وبالتالي تتبخر أموال المودعين، لا سيما في ظل الأزمات الأخيرة في القطاع المصرفي في البلاد.

اعتبارًا من هذا الشهر، دخل قرار تسعير السلع الغذائية والمنتجات في السوبر ماركت بالدولار حيز التنفيذ في لبنان، حيث وضعت المتاجر الكبرى والمتاجر الصغيرة أسعار السلع على الأرفف بالدولار، بشرط أن يكون للمستهلك الخيار بين دفع قيمة السلع. بالعملة الأجنبية أو بالليرة اللبنانية حسب سعر الصرف. السوق غير الرسمي لحظة الشراء.

منذ بداية الانهيار الاقتصادي في عام 2022، فرضت المصارف اللبنانية قيودًا صارمة على سحب الودائع، والتي زادت تدريجياً، حتى أصبح من المستحيل تقريبًا على المودعين التصرف بأموالهم، خاصة المودعة بالدولار الأمريكي، أو تحويلها إلى الخارج. بسبب نقص السيولة في البنوك.