كانت هناك تحفظات على سياسة البنك خلال أزمة كورونا لكنها حققت نتائج طيبة

محافظ البنك المركزي يطالب الحكومة بتطوير القطاع الصناعي لتقليص فجوة الميزان التجاري.

قال محافظ البنك المركزي طارق عامر (البورصة) إن تصحيح سعر الصرف الذي تم في مارس الماضي رفع حجم تدفقات النقد الأجنبي الوافدة بنسبة 30٪.

وأضاف في كلمته أمام مؤتمر اتحاد المصارف العربية، أنه تم التأكيد على أهمية مرونة سعر الصرف لتكون بمثابة أداة لامتصاص الصدمات والحفاظ على تنافسية مصر. ساعد هذا التصحيح البسيط في سعر الصرف على زيادة عائدات الصرف الأجنبي بنسبة 30٪.

وأضاف أن البنك المركزي ركز منذ إطلاق الإصلاح الاقتصادي حتى الآن على دعم الاستقرار النقدي والمالي، لا سيما موضوع التضخم، وفي عامي 2016 و 2017، رفع البنك أسعار الفائدة بنحو 10٪ وتم السيطرة على التضخم للانخفاض. من 33٪ إلى 3.5٪، وانخفضت معدلات البطالة إلى حوالي 7.5٪.

اعترف عامر بوجود تحفظات على سياسات البنك فيما يتعلق بأسعار الصرف خلال أزمة كورونا “والتي حققت فيما بعد نتائج طيبة، وعلى أساسها تم انتخاب البنك المركزي كأحد أكبر 10 بنوك مركزية في العالم، وشكرا لهذه السياسة نجحنا في جذب السيولة من النقد الأجنبي والمصري وتحقيق استقرار الأسعار في مصر خلال 3 أشهر فقط، وازدادت الثقة بالقطاع المصرفي المصري على مدار الأعوام حتى تأثرت الحرب الأوكرانية وسلاسل التوريد العالمية.

وقال إن مصر لم تستثن من تداعيات ارتفاع أسعار السلع العالمية وتأثيرات الحرب الأوكرانية، حيث تعرضت لنزوح جماعي كبير من المستثمرين الدوليين، وتصاعد الضغوط الاقتصادية الناجمة عن التضخم، الأمر الذي دفع إلى الانهيار. يتخذ البنك المركزي مجموعة من الإجراءات الاستباقية مثل استخدام جزء من الاحتياطي النقدي لدعم الأسواق، حيث اشتملت على إصدار شهادات بفائدة 18٪، واتخاذ خطوة للحفاظ على سلامة واستقرار السوق في مواجهة الأحداث المتصاعدة التي لم تكن ذات طبيعة محلية بل ذات طبيعة خارجية.

وأضاف أن مصر تحترم جميع المستثمرين، ومنحتهم حق الخروج دون أي عقبات أو تأخير، وبعد ذلك تحركت بسرعة لدعم الاحتياطيات الدولية، وأثبتت قدرتها على جمع التمويل لضمان كفاية الاحتياطيات. وفيما يتعلق بالضغوط التضخمية، اتخذ البنك المركزي المصري خطوة سريعة لتهدئة ارتفاع الأسعار الناجم عن عوامل خارجية مرة أخرى، من خلال رفع سعر الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس في مارس 2022، والتأكيد على أهمية مرونة سعر الصرف. وقال ان اولويات البنك المركزي في المرحلة الحالية هي سرعة اتخاذ السياسات والاجراءات التي تضمن الاستقرار النقدي والمالي مع دعم قوة وصلابة القطاع المصرفي.

وأشار إلى ارتفاع مستوى كفاية رأس المال في الجهاز المصرفي، والذي بلغ نهاية ديسمبر 2022 نحو 22.5٪، مقابل نحو 14.7٪ نهاية 2017، مقارنة بالحد الأدنى التنظيمي 12.5٪، والمرتفع. وبلغت نسبة كفاية رأس المال في الشريحة الأولى من رأس المال حوالي 18.2٪ من إجمالي الأصول ذات أوزان المخاطر، في حين أن الحد الأدنى التنظيمي المحدد هو 8.5٪.

وقال عامر إن الرافعة المالية للنظام المصرفي ارتفعت إلى نحو 7.3٪، مقارنة بالحد الأدنى التنظيمي البالغ 3٪.

من حيث جودة الأصول، انخفضت نسبة القروض المتعثرة إلى إجمالي الأصول إلى 3.5٪ في نهاية ديسمبر 2022، مقارنة بـ 4.9٪ في نهاية عام 2017، وكانت 45٪ في عام 2003.

وفيما يتعلق بالسيولة، قال عامر إن نسبة السيولة بالعملة المحلية في الجهاز المصرفي مرتفعة، حيث وصلت إلى حوالي 45.4٪ نهاية ديسمبر 2022، والحد الأدنى التنظيمي 20٪، كما يتمتع القطاع بسيولة عالية. وبلغت النسبة بالعملات الأجنبية حوالي 67.9٪ في نهاية ديسمبر 2022، بينما الحد الأدنى التنظيمي 25٪، وبلغت نسبة القروض إلى الودائع لدى الجهاز المصرفي حوالي 48.3٪ نهاية ديسمبر 2022.

دعا محافظ البنك المركزي الحكومة إلى تطوير وتوسيع عمل الصناعة من أجل تقليص الفجوة في ميزان التجارة الخارجية، لافتاً إلى أن أحد عناصر الاستقرار النقدي المهم هو ثبات الصادرات والتحويلات. من المصريين في الخارج عائدات قناة السويس التي شهدت زيادة كبيرة واستثمارات مباشرة.