يبدو أن أنباء إمكانية التوصل إلى تفاهمات من شأنها إحياء الاتفاق النووي بين إيران من جهة والقوى الأوروبية وواشنطن من جهة أخرى، لم تردع أمريكا عن إرسال رسائل عنيفة إلى طهران.

يأتي ذلك في خضم حالة من التوتر والاستياء بين جميع الأطراف، ومن ناحية أخرى، لم يسلم سوق النفط من تلك المفاوضات، حيث هددت منظمة أوبك + بقيادة المملكة بخفض الإنتاج إذا تعرضت إيران للعقوبات. رفعت، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى زيادة العرض.

رسالة قوية

وكانت القيادة المركزية الأمريكية قد أعلنت قبل ساعات عن شن الجيش الأمريكي ضربات جوية استهدفت مجموعات مدعومة من إيران في مدينة دير الزور السورية.

وقال العقيد جو بوتشينو، مدير الاتصالات بالقيادة المركزية الأمريكية، في بيان إن الضربات استهدفت منشآت البنية التحتية التي تستخدمها الجماعات التابعة للحرس الثوري الإيراني.

الزيت الآن

وعاد للارتفاع مرة أخرى خلال لحظات التداول هذه، اليوم الأربعاء، بعد انخفاضات هامشية في التعاملات المبكرة، بعد أن قالت مصادر أوبك إن خفض الإنتاج قد يتأخر قليلا.

ارتفعت أسعار النفط بقوة، مع تجاوز برنت مستويات 100 دولار للبرميل، فيما تجاوز نايمكس مستويات 90 دولارًا للبرميل، بعد تصريحات أوبك + بشأن تعديل سياسة الإنتاج في ظل اقتراب الاتفاق الإيراني.

ارتفع خام نايمكس الأمريكي الخفيف خلال هذه اللحظات من تداولات اليوم، ليقترب من مستويات 95.4 دولار للبرميل، مقابل 93.34 دولار في التعاملات المبكرة، أي بارتفاع بنحو 2٪.

في غضون ذلك، نجح مؤشر K-Brent في الاقتراب من مستويات 102 دولار للبرميل بعد أن تراجع في الصباح إلى مستويات أقل من 100 دولار للبرميل، بزيادة بنحو 1.5٪.

المزيد من التفاصيل

وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن الضربة كانت بتوجيه من الرئيس جو بايدن، حيث شنت القوات الأمريكية ضربات جوية دقيقة في دير الزور بسوريا.

تهدف هذه الضربات الدقيقة إلى الدفاع عن القوات الأمريكية وحمايتها من هجمات مثل تلك التي وقعت في 15 أغسطس / آب ضد أفراد أمريكيين شنتها جماعات مدعومة من إيران.

ووصفت القيادة المركزية الضربة بأنها إجراء متناسب ومتعمد يهدف إلى تقليل مخاطر التصعيد وتقليل مخاطر وقوع إصابات.

ولم يذكر البيان بشأن الضربة الأمريكية يوم الثلاثاء ما إذا كانت هناك خسائر أو ما إذا كانت نفذتها بطيار أو بطائرات بدون طيار.

شد الحبل

قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية إن إيران تخلت عن مطلب رئيسي آخر بعد قضية الحرس الثوري فيما يتعلق بالتفتيش النووي مع استمرار المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني.

واتهمت إيران الولايات المتحدة بعرقلة أي اتفاق محتمل، وهو الاتهام الذي رفضته واشنطن التي قالت إن الاتفاق أقرب من أي وقت مضى، لكننا لن نقدم أي تنازلات.

وقالت الخارجية الأمريكية إن إيران قدمت تنازلات من أجل استكمال الاتفاق النووي، بما في ذلك استبعاد موضوع شطب الحرس الثوري الإيراني من قوائم الإرهاب.

مطالب إيران

أعلن رئيس الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، أن إيران طلبت إجراء بعض التعديلات على مسودة الاتفاقية النووية لعام 2015 التي اقترحتها بروكسل.

وقال بوريل إن معظم “الدول المشاركة في المحادثات النووية مع إيران وافقت على الاقتراح، لكن الولايات المتحدة لم ترد بعد”.

سمح الاتفاق بين طهران وست قوى دولية كبرى في عام 2015 برفع العقوبات عن إيران مقابل تقليص أنشطتها النووية، لكن الولايات المتحدة انسحبت في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب.