اندلعت ضجة بعد أن قررت شركة غازبروم الروسية قطع إمدادات الغاز عن وارسو وصوفيا … لكن موسكو وضعت شرطاً لاستئناف صادرات الغاز.

قال الكرملين قبل فترة وجيزة إن مدفوعات الغاز من بولندا وبلغاريا بالشكل المناسب (في إشارة إلى الدفع بالروبل) ستكون الأساس لاستمرار الإمدادات إلى بولندا وبلغاريا.

بينما أعلنت النمسا والمجر استعدادهما لدفع ثمن الغاز الروسي من خلال الآلية الجديدة، التزمت ألمانيا بفتح حسابات لشركاتها مع Gazprombank.

ابتزاز

وانتقد الكرملين اتهامات رئيس المفوضية الأوروبية بالابتزاز بشأن الانتقال إلى مدفوعات الغاز الروسي بالروبل.

قال ديمتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، إن اشتراط دفع ثمن الغاز بالروبل ليس ابتزازًا، لأن روسيا لا تزال موردًا موثوقًا لموارد الطاقة.

وأضاف بيسكوف أن سبب التحول في مدفوعات الغاز الروسي إلى الروبل هو الخطوات غير الودية ضد روسيا حيث تمت سرقة كمية كبيرة من الاحتياطيات الروسية.

وكان وزير المالية الروسي قال في وقت سابق إن العقوبات الغربية أثرت على نحو 300 مليار من إجمالي الاحتياطيات الأجنبية الروسية التي جمدها الغرب.

لم يتغير شيء

قال بيسكوف “لا شيء يتغير بحكم الأمر الواقع بالنسبة لمشتري الغاز الروسي عندما يتحولون إلى العملة الروسية، لأنهم يحتاجون فقط إلى فتح حسابات جديدة وليس هناك تغيير في الأسعار”.

وستقوم الشركات الأوروبية بتحويل سعر الغاز الروسي باليورو، بينما سيقوم بنك غازبروم بتحويل الأموال في بورصة موسكو إلى ثم إرسالها إلى شركة غازبروم.

وأشار السكرتير الصحفي للرئيس الروسي إلى أنه تم إخطار مشتري الطاقة مسبقًا ولفترة كافية بشروط الدفع الجديدة.

روسيا وأوروبا

وروسيا هي المورد الرئيسي للاتحاد الأوروبي، حيث توفر ما يقرب من 40٪ من احتياجات الاتحاد، وتزود روسيا الدول الأوروبية بنحو 160 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا.

وبحسب بيانات شركة غازبروم اكسبورت، صدرت روسيا في عام 2022 158.5 مليار متر مكعب من الغاز إلى الدول الأوروبية، وتعد ألمانيا أهم سوق أوروبية للغاز الروسي، حيث استوردت 45.84 مليار متر مكعب.

وأظهرت البيانات أن إيطاليا استوردت 20.80 مليار متر مكعب، بينما اشترت النمسا 13.22 مليار متر مكعب، بينما استوردت هولندا 11.81 مليار متر مكعب.

وكشفت البيانات أن بولندا وبلغاريا، اللتين رفضتا دفع ثمن الغاز بالروبل، استوردتا الغاز من روسيا في 2022 بواقع 9.67 مليار متر مكعب و 2.29 مليار متر مكعب على التوالي.

نبدأ بقرار بوتين

في 31 مارس، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسومًا يحدد نظامًا جديدًا لدفع مقابل إمدادات الغاز الروسي من قبل مشترين من دول غير صديقة لروسيا، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي.

وبموجب المرسوم، يتعين على الشركات الأوروبية من الدول غير الصديقة فتح حسابين في بنك غازبروم، الأول باليورو والثاني بالروبل الروسي.

هذا يعني أن الشركات الأوروبية ستدفع عمليا مقابل الغاز الروسي باليورو، ولكن لحساب جديد.

امتياز أوروبي

وقال في إيجاز قدمه ممثل وزارة الشؤون الاقتصادية وحماية المناخ في ألمانيا روبرت سيفيرين “تواصل الشركات الألمانية دفع ثمن الغاز الروسي باليورو وهو بند مهم في العقود”.

وقال سيفيرين “قررنا أن يقوم المستوردون الألمان بتحويل اليورو إلى حساب لدى جازبرومبانك، ومن ثم سيكون جازبرومبانك مسؤولاً عن استبدالها بالروبل”.

أي أننا ندفع باليورو، وهذه نقطة مهمة بالنسبة لنا، ونرى الامتثال لالتزاماتنا بموجب العقود. “

واقترحت شركة الطاقة الألمانية Uniper إمكانية دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل الروسي، وأشارت إلى أنها تواصل المناقشات حول هذا الأمر مع شركة الطاقة الروسية غازبروم.

قالت المديرة المالية للشركة، تينا توميلا، اليوم الأربعاء، إن شركة يونيبر تواصل المناقشات مع شركة غازبروم بشأن مسألة دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل.

وأضافت “حتى الآن، لم يتغير تدفق الغاز الروسي بموجب عقدنا الحالي طويل الأمد، ونحن في مباحثات جارية مع غازبروم بشأن تنفيذ المرسوم الروسي بشأن دفع الروبل، في ظل تصريحات المفوضية الأوروبية بشأن العقوبات.

وقالت إن وقف إمدادات الغاز الروسي إلى بولندا والمجر لن يؤثر على الإمدادات لألمانيا، مؤكدة أن كميات ضخ الغاز لم تتغير.

الانقطاع القادم

ذكرت بلومبرج أن 10 مشترين للغاز الروسي في أوروبا فتحوا بالفعل حسابات لدى بنك غازبروم لدفع ثمن إمدادات الوقود الأزرق الروسي بالروبل.

وبحسب مصدر مقرب من شركة “غازبروم” الروسية، فقد دفعت أربع شركات أوروبية بالفعل إمدادات الغاز الروسي بالروبل.

وقال المصدر إن وقف إمدادات الغاز إلى دول جديدة ليس متوقعا حتى النصف الثاني من مايو المقبل موعد استحقاق المدفوعات المقبلة.