تفكر مصر في الحصول على قرض بنحو 2.5 مليار دولار، وفقًا لتقرير بلومبرج، مع اشتداد الضغوط الاقتصادية على البلاد والجنيه نتيجة هروب الأموال الساخنة وتداعيات الحرب في أوكرانيا و ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة.

وذكر التقرير أن الحكومة تجري محادثات مع عدد من البنوك الإقليمية والدولية بشأن تفاصيل التمويل، خاصة في ظل الشروط الصارمة لصندوق النقد الدولي الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأن المحادثات لا تزال خاصة. وقالوا إن المناقشات أولية وقد لا تؤدي إلى اتفاق نهائي، وفقا للتقرير.

قال مسؤولون في الحكومة المصرية إنه ليس لديهم معلومات عن هذا القرض حتى الآن، وفقًا لبلومبرج.

الحاجة الملحة للتمويل

تتزايد الحاجة الملحة للاقتصاد المصري البالغ 400 مليار دولار لتأمين المزيد من العملات الأجنبية في الوقت الذي يسعى فيه إلى سد فجوات العجز الناجمة عن نقص العملة الصعبة في البلاد. أثرت أسعار السلع المرتفعة بشدة على مصر كواحدة من أكبر مستوردي القمح في العالم، فضلاً عن خسارة السياح من روسيا وأوكرانيا. ضغط الصراع على العملة المصرية ودفعها لطلب المساعدة من صندوق النقد الدولي.

مع انتشار سلسلة من الآثار الجانبية، تسعى مصر لتحصيل 41 مليار دولار لسداد عجز الحساب الجاري والديون المستحقة بنهاية عام 2023، ودخلت في مفاوضات مع صندوق النقد الدولي وعدد من البنوك، إلى جانب دول الخليج لتأمين التمويل.

يوفر التمويل من الخليج ركيزة أساسية لمصر حيث يبدو أنها تحقق الاستقرار المالي. تعهدت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر بتقديم أكثر من 22 مليار دولار من الودائع والاستثمارات في الاقتصاد المصري.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، رفعت وحدة من صندوق الثروة السيادي السعودي حصصًا مملوكة للدولة في أربع شركات مصرية مدرجة في البورصة مقابل 1.3 مليار دولار، في إطار التزام المملكة بتوجيه الموارد.

جدير بالذكر أن التقرير ذكر أن بنك أبوظبي الأول وبنك أبو ظبي التجاري يقودان تمويل القرض الذي تسعى مصر للحصول عليه، ودعوا بنوكًا أخرى للمشاركة. من المتوقع أن يكون معدل الاقتراض حوالي 400 نقطة أساس على معدل التمويل لثلاثة أشهر.

قيمة الجنيه أكثر من 10٪

قال بنك جولدمان ساكس إن قيمة العملة مبالغ فيها بنسبة 10٪ وأن السبيل الوحيد هو أن ينخفض ​​الجنيه، حيث تجري مصر محادثات مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بعد تعرضها لضغوط مالية كبيرة بسبب أزمات الطاقة والغذاء العالمية. .

وفقًا للبنوك العالمية، من المرجح أن تترك العملة – التي تقول أكبر البنوك في العالم إنها باهظة الثمن – مصر مع خيارات قليلة إلى جانب السماح لها بالضعف أكثر.

من وجهة نظر Deutsche (ETR ) Bank AG و Goldman Sachs (NYSE ) Group Inc.، فإن قيمة العملة مبالغ فيها بنحو 10٪ وفقًا لسعر الصرف الفعلي الحقيقي، في حين أن Citigroup (NYSE) أقل من 5٪. .

21 في العقود الآجلة

وقالت بلومبيرج في تقرير سابق “إن الحاجة الماسة إلى الائتمان والعملة الصعبة للاقتصاد الذي تبلغ قيمته 400 مليار دولار تتزايد على الرغم من انخفاض قيمة العملة بأكثر من 15٪ منذ آذار (مارس) الماضي”.

وقد أثر الارتفاع منذ ذلك الحين على عملات شركائها التجاريين ونظرائهم من البلدان النامية.

يحتاج الجنيه إلى تخفيض بنحو 23٪ لمساعدة الاقتصاد على التكيف وتقليص فجوة التمويل وجذب الاستثمار، وفقًا لبلومبرج إيكونوميكس.

كما يتوقع تجار المشتقات مزيدًا من الانخفاضات، حتى بعد أن سجلت العملة المصرية 11 أسبوعًا من الخسائر في الأسواق الخارجية.

في سوق العقود الآجلة غير القابلة للتسليم، كان العقد لمدة ثلاثة أشهر حوالي 21 لكل دولار يوم الأربعاء أضعف بنسبة 9 ٪ من السعر الفوري في الخارج، بينما يقترب من 24 مستوى في العقود الآجلة للتسليم لمدة عام واحد.

القروض والاحتياطيات

يقول بلومبيرج إيكونوميكس “قد يكون صانعو السياسة قلقين بشأن الآثار الجانبية لتخفيض قيمة العملة، مثل ارتفاع التضخم، الذي قد يؤثر على القوة الشرائية للمواطنين”.

وقالت بلومبرج إيكونوميكس “مصر قد ينتهي بها الأمر إلى إضعاف عملتها لكن بأقل مما يحتاجه الاقتصاد”.

لجأت مصر إلى صندوق النقد الدولي للحصول على مساعدات جديدة في مارس، حيث تلقت تعهدات بأكثر من 22 مليار دولار من الودائع والاستثمارات من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر.

وانعكاسًا للضغط المتزايد على الشؤون المالية لمصر، انخفض صافي الاحتياطيات الدولية للبنك المركزي إلى 33.14 مليار دولار في يوليو، وهو أدنى مستوى منذ يونيو 2017.

تأتي التكهنات بأن صندوق النقد الدولي سيطالب بمزيد من المرونة في الجنيه كجزء من الشروط المرتبطة بالحزمة الجديدة التي دفعت العملة أقرب إلى مستوى قياسي منخفض بلغ في عام 2016.