اندلعت موجة من المخاوف على مستوى العالم بعد أن أعلنت روسيا تعليق اتفاقية تصدير الحبوب مع الجانب الأوكراني، والتي جاءت على خلفية التفجيرات التي زعمت روسيا أنها نجمت عن طائرات مسيرة أوكرانية.
من ناحية أخرى، زعمت أوركانيا أن الانفجارات جاءت من الجانب الروسي … لكن النتيجة النهائية هي تعليق الاتفاق الذي اعتمد عليه الكثيرون لإنهاء أزمة الغذاء التي عصفت بالعديد من دول العالم.
تعليق بايدن
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم السبت إن قرار روسيا بالانسحاب من الاتفاقية التي تسمح بتصدير الحبوب من أوكرانيا أمر مخز.
وأضاف في حديث للصحفيين أنه لا يوجد سبب يدعوهم للقيام بذلك، في إشارة إلى وقف الاتفاق الضروري للتخفيف من أزمة الغذاء العالمية الناجمة عن الصراع.
البيت الابيض
قال البيت الأبيض إن روسيا تستخدم الغذاء كسلاح من خلال وقف مشاركتها في صفقة الحبوب في البحر الأسود التي توسطت فيها الأمم المتحدة، مما أدى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في بيان “أي إجراء من جانب روسيا لتعطيل هذه الصادرات المهمة للحبوب هو في الأساس بيان مفاده أن الناس والعائلات في جميع أنحاء العالم يجب أن يدفعوا المزيد من أجل الغذاء أو الجوع.”
تعليق أوكرانيا
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن تعليق روسيا لاتفاقية تصدير الحبوب في البحر الأسود يتطلب استجابة دولية قوية من الأمم المتحدة ومجموعة العشرين.
اتهم زيلينسكي، في خطاب بالفيديو، روسيا بمحاولة خلق مجاعة مصطنعة في إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا.
واتهم أندريه، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، روسيا بـ “ابتزاز” و “افتعال هجمات إرهابية” على أراضيها، عقب التفجيرات التي وقعت في شبه جزيرة القرم المحتلة يوم السبت.
ويبدو أن تصريحات المسؤول الأوكراني تأتي رداً على اتهامات روسية بأن كييف كانت وراء التفجيرات.
الاتحاد الأوروبي
قالت متحدثة باسم الاتحاد الأوروبي يوم السبت إن الكتلة تدعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للحفاظ على اتفاق تصدير الحبوب الأوكراني، بعد أن أعلنت موسكو انسحابها منه.
وقالت نبيلة مسرالي، المتحدثة باسم الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في المفوضية الأوروبية، “نؤكد أنه يجب على جميع الأطراف الامتناع عن أي عمل أحادي من شأنه أن يعرض مبادرة حبوب البحر الأسود للخطر”.
وأضاف مسرالي “إنه جهد إنساني مهم له تأثير إيجابي واضح على وصول الغذاء لملايين الناس حول العالم”.
نداء الأمم المتحدة
وناشد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الطرفين بتجديد الاتفاق.
وقال دوجاريك في بيان “نؤكد على الضرورة الملحة للقيام بذلك للمساهمة في الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم وتخفيف المعاناة التي تسببها أزمة تكلفة المعيشة لمليارات الناس في جميع أنحاء العالم”.
وأضاف أن “الحكومات وشركات الشحن وتجار الحبوب والأسمدة والمزارعين حول العالم” يتطلعون إلى توضيح مستقبل الاتفاقية.
ماذا حدث
وقالت وزارة الدفاع الروسية، قبل ساعات، إن روسيا علقت مشاركتها في اتفاقية تصدير المنتجات الزراعية من الموانئ الأوكرانية، التي توسطت فيها الأمم المتحدة، عقب الهجمات على السفن في شبه جزيرة القرم.
ويمثل ذلك ضربة للاتفاق الذي أبرم قبل نحو ثلاثة أشهر بهدف تخفيف الضغط العالمي على إمدادات الحبوب.
قالت روسيا إن القوات الأوكرانية استخدمت طائرات مسيرة لمهاجمة سفن من أسطول البحر الأسود في سيفاستوبول، أكبر مدينة في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، في الساعات الأولى من يوم السبت.
عمل ارهابي
“مع الأخذ في الاعتبار العمل الإرهابي الذي قام به نظام كييف بمشاركة خبراء بريطانيين ضد سفن أسطول البحر الأسود والسفن المدنية الضالعة في تأمين ممر الحبوب، يعلق الجانب الروسي مشاركته في وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان “تنفيذ اتفاقيات تصدير المنتجات الزراعية من الموانئ الأوكرانية”.
وقالت الوزارة في وقت سابق إن معظم هجمات الطائرات المسيرة تم صدها اليوم لكن أضرارا طفيفة لحقت كاسحة ألغام روسية.
العرض السابق
قال وزير الزراعة الروسي دميتري باتروشيف في وقت سابق اليوم إن روسيا مستعدة لتوريد ما يصل إلى 500 ألف طن من الحبوب إلى البلدان الفقيرة على مدى الأشهر الأربعة المقبلة بمساعدة تركيا، وهو ما سيحل محل إمدادات الحبوب في أوكرانيا.
وأضاف “مع الأخذ في الاعتبار حصاد هذا العام، فإن الاتحاد الروسي على استعداد تام لاستبدال الحبوب الأوكرانية وتوفير إمدادات ميسورة التكلفة لجميع الدول المهتمة”.
لمحة عن الاتفاقية
منذ توقيع روسيا وأوكرانيا على مبادرة حبوب البحر الأسود المدعومة من الأمم المتحدة في 22 يوليو، تم تصدير عدة ملايين من الأطنان من القمح ومنتجات عباد الشمس والشعير وبذور اللفت وفول الصويا من أوكرانيا.
قال مارتن غريفيث، منسق الأمم المتحدة للمساعدات، في وقت سابق أنه “متفائل نسبيًا” بأن الاتفاقية، التي سمحت باستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود، سيتم تمديدها إلى ما بعد منتصف نوفمبر.
وبموجب الاتفاقية، تمكنت أوكرانيا من استئناف صادرات الحبوب والأسمدة عبر البحر الأسود، والتي توقفت عندما غزت روسيا جارتها في 24 فبراير وتم الاتفاق مبدئيًا على أن تكون لمدة 120 يومًا.
البيان الروسي
وقالت الخارجية الروسية في بيان منفصل إنه في أعقاب الهجمات على السفن الروسية “لا يمكن للجانب الروسي ضمان سلامة سفن الشحن الجاف المدنية المشاركة في ‘مبادرة البحر الأسود'”، ويعلق تنفيذها اعتبارًا من اليوم. إلى أجل غير مسمى.
وأضافت أن “التعليمات ذات الصلة صدرت للممثلين الروس في مركز التنسيق المشترك في اسطنبول الذي يسيطر على نقل المواد الغذائية الأوكرانية”، مشيرة إلى دور تركيا في تنفيذ الاتفاقية.