يبدو أن التحذيرات الأمريكية بشأن التعاون مع الاتحاد الروسي، ومحاولات منع ووقف واردات النفط الروسية من قبل واشنطن وحلفائها، لم تمنع الصين من اغتنام الفرصة لشراء النفط الروسي الرخيص.

كشفت بيانات من الإدارة العامة الصينية للجمارك، عن ارتفاع إجمالي واردات النفط الروسي للشهر الثاني على التوالي بنسبة 10٪، لتصل إلى 7.29 مليون طن، لتحتل المرتبة الأولى للشهر الثاني على التوالي بدلاً من المملكة العربية.

في المقابل، استوردت الصين 5.06 مليون طن من السعودية، أو 1.23 مليون برميل يوميا، انخفاضا من 1.84 مليون برميل يوميا في مايو، بانخفاض 30٪ عن مستوى يونيو من العام الماضي.

السعودية لا تزال رقم واحد

وظلت المملكة منذ بداية العام في المرتبة الأولى على مستوى الصين، حيث بلغ إجمالي صادرات المملكة إلى الصين حتى الآن ومنذ بداية العام 43.3 مليون طن.

في المقابل، بلغ إجمالي واردات الصين من روسيا منذ بداية العام حتى الآن 41.3 مليون طن، بزيادة 4٪ على أساس سنوي، لتحتل المرتبة الثانية منذ بداية العام.

إيران على المحك

كشفت بيانات جمركية أن الصين استوردت 260 ألف طن من النفط الإيراني الشهر الماضي، وهي رابع شحنة نفط إيراني منذ ديسمبر الماضي.

يأتي ذلك على الرغم من العقوبات الأمريكية على طهران، حيث استمرت الصين في الحصول على النفط الإيراني، والذي يتم نقله عادة على شكل إمدادات من دول أخرى.

وتواجه هذه الإمدادات، التي تشكل 7٪ من إجمالي واردات الصين من النفط الخام، منافسة من زيادة التدفقات الروسية، وفي المقابل التزمت الصين بوقف واردات النفط من فنزويلا في ظل العقوبات الأمريكية.

ومع ذلك، في المقابل، ارتفعت الواردات من ماليزيا، والتي غالبًا ما تستخدم كنقطة تحويل في العامين الماضيين للنفط من إيران وفنزويلا، بنسبة 126 في المائة على أساس سنوي إلى 2.65 مليون طن.

الشهر الماضي

وكشفت إدارة الجمارك الصينية أن واردات النفط من روسيا إلى الصين ارتفعت في مايو بنسبة 55٪ مقارنة بالعام الماضي ووصلت إلى مستوى قياسي، مما دفع السعودية بعيدًا عن المركز الأول بين الموردين.

وبلغت واردات النفط الروسية، بما في ذلك الشحنات عبر خط أنابيب شرق سيبيريا والمحيط الهادئ والشحنات من موانئ أوروبا والشرق الأقصى في روسيا، ما يقرب من 8.42 مليون طن في مايو الماضي.

ويعادل هذا نحو 1.98 مليون برميل يوميا، بزيادة 25٪ عن أبريل، الذي سجل 1.59 مليون برميل يوميا، وبذلك أصبحت السعودية ثاني أكبر مورد للنفط للصين.

وزادت أحجام صادرات النفط السعودية في مايو أيار بنسبة 9٪ مقارنة بشهر مايو من العام الماضي وبلغت 7.82 مليون طن أو 1.84 مليون برميل يوميا لكن الخصومات غير المسبوقة على النفط الروسي دفعت الصين إلى زيادة وارداتها.

ومع ذلك، لا تزال المملكة العربية السعودية أكبر مورد للنفط في الصين خلال الـ 12 شهرًا الماضية من حيث الكميات الإجمالية خلال العام بأكمله.

الصين وروسيا

يشار إلى أن العلاقات الصينية الروسية شهدت تقاربًا وثيقًا خلال الأشهر الماضية، حيث امتنعت الصين عن إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا حتى الآن، رغم ضغوط واشنطن وأوروبا.

رغم كل التحذيرات الأوروبية والأمريكية بشأن إحجام الصين عن دعم روسيا عسكريًا أو اقتصاديًا للالتفاف على العقوبات، تؤكد الصين أن العلاقات مع روسيا وصلت إلى مستويات عالية جدًا من التفاهم.

قالت وزارة الخارجية الصينية إنها على استعداد تام لتعميق التعاون مع روسيا داخل المنظمات المشاركة المختلفة، بما في ذلك مجموعة العشرين، وأكد الرئيس الصيني في أكثر من مناسبة أن الصين تقف إلى جانب روسيا.