بعد أسابيع طويلة من التشاؤم الذي يسيطر على المتداولين وسوق الصرف بشأن تحركات الجنيه مقابل الولايات المتحدة، يبدو أن الأمور تغيرت بين عشية وضحاها.

حيث شهدت الأيام الأولى من ولاية القائم بأعمال محافظ البنك المركزي العديد من القرارات والأخبار الإيجابية التي ساعدت على انتشار حالة من التفاؤل الشديد بين المتداولين في نهاية الأسبوع الأول في عهد حسن عبد الله.

تراجع محدود

كشفت شاشة أسعار البنك المركزي نهاية الأسبوع عن ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه خلال 4 قروش على مدار الأسبوع إلى 19.2384 جنيه للبيع ومستويات 19.1309 دولار للشراء.

فيما كشفت أسعار صرف الدولار في البنوك الوطنية المصرية عن ارتفاع سعر الصرف إلى 19.2 جنيه للبيع، فيما سجل سعر الشراء مستويات 19.14 جنيه.

وفي البنوك الخاصة ارتفع سعر صرف الدولار في بنك كريدي أجريكول والبنك المصري الخليجي وبنك أبو ظبي الإسلامي والبنك المتحد وبنك الإسكندرية وبنك الكويت الوطني (بيريوس) إلى 19.22 جنيه للبيع و 19.19 جنيه للشراء.

وفي سوق العقود الفورية، ارتفع الدولار الأمريكي أمام الجنيه، إلى مستويات 19.2175 جنيه للدولار خلال تعاملات الخميس، وهو قريب من أعلى مستوياته على الإطلاق.

سحب نقدي

كشفت بيانات البنك المركزي، أمس الثلاثاء، عن سحب البنك 100 مليار جنيه للمرة الثانية على التوالي من سيولة البنوك في أقل من أسبوع.

سحب البنك المركزي المصري 100 مليار جنيه (ما يعادل 5.2 مليار دولار) من فائض السيولة لدى البنوك العاملة بالدولة خلال العرض الأسبوعي لودائع السوق المفتوحة، بعائد 11.75٪ من إجمالي 374.6 مليار جنيه قدمها البنك. البنوك.

آلية الإيداع هي إحدى أدوات السوق المفتوحة لإدارة حجم السيولة وامتصاص الفائض في الجهاز المصرفي المصري، من أجل السيطرة على السيولة في السوق، وتهدف إلى تقليل حجم المعروض النقدي من الجنيه، بالإضافة إلى كبح جماح التضخم.

وكانت الحكومة قد باعت يوم الاثنين الماضي أكبر إصدار لأذون الخزانة لأجل 3 أشهر في تاريخها عند 59.4 مليار جنيه بعائد 16.15٪ فيما بلغ إجمالي قيمة الإصدارات في العطاء الأخير 84 مليار جنيه.

حد الانسحاب

قرر محافظ البنك المركزي الجديد (القائم بأعمال حسن عبد الله)، إلغاء حدود الإبداع للأفراد والشركات، ورفع الحد الأقصى للسحب للأفراد والشركات.

ألغيت الحدود القصوى لودائع الأفراد والشركات في فروع البنوك وأجهزة الصرف الآلي.

تقرر زيادة الحد الأقصى للسحب النقدي للأفراد والشركات من 50 ألف جنيه إلى 150 ألف جنيه مع الإبقاء على الحد الأقصى للسحب اليومي من أجهزة الصراف الآلي عند 20 ألف جنيه.

عز العرب

قرر محافظ البنك المركزي بالإنابة، حسن عبد الله، تعيين هشام عز العرب الرئيس السابق للبنك التجاري الدولي، ومحمد نجيب رئيس مجلس الإدارة غير التنفيذي السابق لبنك SAIB. مستشاريه.

جاء ذلك بعد أن التقى المحافظ برؤساء البنوك للتعرف على أهم التحديات التي تواجههم وتبادلوا الآراء حول بعض القضايا المهمة في مقدمتها سعر الصرف.

شغل هشام عز العرب عدة مناصب إدارية عالمية في عدد من البنوك مثل JPMorgan (NYSE Chase و Deutsche Bank، وهو أحد أبرز الوجوه المصرية في القطاع المصرفي ويحظى بقبول دولي ومحلي كبير.

في عام 2002، شغل منصب الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للبنك التجاري الدولي – مصر. كان عضوًا في مجلس إدارة Fairfax Africa، وعضوًا في المجلس الاستشاري الإقليمي لمؤسسة MasterCard. تم الإعلان عن استقالة عز العرب من منصبه في البنك التجاري الدولي في أكتوبر 2022.

قنبلة استيراد

وفي أول تحرك مباشر من البنك المركزي لحل أزمة ملف الاستيراد التي كانت من أكبر أزمات الفترة الماضية للمحافظ السابق طارق (عامر).

دعا البنك المركزي البنوك العاملة في مصر إلى إجراء جرد لحجم طلبات الاستيراد الحالية والمتوقعة حتى نهاية يونيو 2023. ويهدف قرار البنك المركزي إلى تحديد حجم الطلب المتوقع على العملة الصعبة حتى نهاية الحالي. السنة المالية.

قال وزير التجارة والصناعة المصري، إن العمل قد بدأ في مجموعة من الإجراءات التي من شأنها الإسراع بإصدار الاعتمادات المستندية اللازمة لشراء المواد الأولية وقطع الغيار، بالإضافة إلى تسهيل الحصول على التمويل من القطاع المصرفي.

كان البنك المركزي المصري قد قرر وقف التعامل مع مستندات التحصيل في تنفيذ كافة عمليات الاستيراد، والعمل بالاعتمادات المستندية فقط يوم 12 فبراير.

يعتقد خبراء السوق أن العودة إلى نظام مستندات التحصيل يساهم في توفير السلع في السوق، وتشديد الرقابة على الزيادة المستمرة في الأسعار، والتي نتجت عن نقص المعروض من بعض السلع.

قرض الصندوق

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر في الحكومة المصرية أن القرض الجديد الذي تطالب به الحكومة المصرية سيتراوح بين 3 إلى 5 مليارات دولار انخفاضًا من 8 إلى 10 مليارات دولار.

يعتقد خبراء السوق أن التخفيض سيمكن الحكومة من التفاوض على قرض بشروط أكثر تساهلية من صندوق النقد الدولي، الأمر الذي يتطلب عادة إصلاحات شاملة عند منح قروض ضخمة.

من ناحية أخرى، يعتقد خبراء السوق أن الحصول على القرض ببساطة هو شهادة ضمان مع مؤسسات دولية، مما يسمح للحكومة بالتوجه إلى أسواق الدين العالمية عن طريق إصدار سندات دولية مختلفة، سواء باليورو أو بالدولار.

وبحسب النبأ، لم يوافق الجانب المصري على كل الشروط، خاصة الجزء المتعلق برفع الدعم بالكامل، وبررت الحكومة رفضها لهذه الشروط بعدم موافقتها على رؤية القيادة السياسية.

وبحسب الخبر، كشفت مصادر أن قيمة القرض الذي ستحصل عليه مصر من صندوق النقد الدولي تبلغ 3 مليارات دولار، لاستكمال برنامج الإصلاح الاقتصادي في البلاد.

مصر اقوى

قال مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إن الدولة المصرية فيما يتعلق بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي بدأت التفاوض قبل جائحة كورونا ووصلت نهاية العام الماضي إلى أنها برنامج دعم فني فقط.

وقال رئيس الوزراء المصري إن الحديث كثيرا دون معرفة التفاصيل لا يساعد، والتفاصيل لها طابع الخصوصية للدولة حتى نهاية الاتفاق.

وأضاف رئيس الوزراء المصري أن الصندوق لا يجبر الدولة على فعل أي شيء يضر بالمواطن المصري، ويرحب الصندوق بكافة برامج الحماية الاجتماعية التي تنفذها الدولة.

وأكد مدبولي أن اقتصاد مصر قوي وقادر على مواجهة التحديات، موضحًا أنه سيبدأ تنفيذ حزمة الحماية الاجتماعية الاستثنائية التي وجهها رئيس الجمهورية في الأول من سبتمبر المقبل.

وأضاف في مؤتمر صحفي بمقر مجلس الوزراء في العلمين الجديدة، أن معدل النمو ارتفع بنسبة 6.6٪ خلال العام المالي الماضي، مدفوعا بطفرة النمو التي تحققت في الأشهر التسعة الأولى من العام بنسبة 7.8٪.