قال رئيس جمعية المصارف اللبنانية إن المصارف التجارية في لبنان لا تملك سيولة كافية لدفع رواتب المودعين. وقال الأمين العام للجمعية فادي خلف، بحسب رويترز، إن “هذه الأرقام تظهر بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا توجد سيولة في البنوك”.

وتعزز هذه التصريحات من احتمالية إعلان المصارف اللبنانية إفلاسها في الفترة المقبلة، وبالتالي تتبخر أموال المودعين، لا سيما في ظل الأزمات الأخيرة في القطاع المصرفي في البلاد.

اعتبارًا من هذا الشهر، دخل قرار تسعير السلع الغذائية والمنتجات في السوبر ماركت بالدولار حيز التنفيذ في بداية هذا الشهر في لبنان، حيث وضعت المتاجر الكبرى والمتاجر الصغيرة أسعار السلع على الأرفف بالدولار، بشرط أن يُتاح للمستهلك الاختيار بين دفع قيمة البضاعة بالعملة الأجنبية أو بالليرة اللبنانية. حسب سعر الصرف غير الرسمي في السوق وقت الشراء.

منذ بداية الانهيار الاقتصادي في عام 2022، فرضت المصارف اللبنانية قيودًا صارمة على سحب الودائع، والتي زادت تدريجياً، حتى أصبح من المستحيل تقريبًا على المودعين التصرف بأموالهم، خاصة المودعة بالدولار الأمريكي، أو تحويلها إلى الخارج. بسبب نقص السيولة في البنوك.

وبسبب تأثير الأزمة التي صنفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850، فقدت الليرة اللبنانية نحو 95 في المائة من قيمتها، حيث يتم تداولها الآن في السوق السوداء عند مستويات 80 ألف ليرة. دولار.

وشهدت البنوك، منذ بداية الأزمة، عمليات اقتحام متكررة من قبل المواطنين للمطالبة بأموالهم المحجوزة. خلال الأسابيع القليلة الماضية، حطم عشرات المتظاهرين واجهات البنوك وأحرقوا الإطارات في العاصمة بيروت، احتجاجًا على عدم قدرتهم على سحب ودائعهم لدى البنوك المحلية.

وبالمثل، أغلقت البنوك أبوابها عدة مرات، وأعلنت جمعية البنوك في السادس من الشهر الماضي إضرابًا مفتوحًا، معتبرة أن الأزمة الحالية ليست أزمة بنوك فحسب، بل أزمة النظام المالي بأكمله.

تسعير المنتج بالدولار

دخل قرار تسعير السلع الغذائية والمنتجات في السوبر ماركت بالدولار حيز التنفيذ في بداية الشهر الجاري في لبنان، حيث وضعت المتاجر الكبرى والمتاجر الصغيرة أسعار السلع على الأرفف بالدولار، بشرط أن يكون للمستهلك الخيار بين دفع قيمة السلع بالعملة الأجنبية أو بالليرة اللبنانية حسب سعر الصرف غير السوقي. مسؤول وقت الشراء.

جاء ذلك تنفيذا لقرار وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية أمين سلام، الذي أكد أنه قاوم قرار تسعير الدولار لأكثر من ستة أشهر ولم يوافق على ذلك، معتبرا أن الناس لا يمكن أن يكونوا كذلك. تركت معتمدة على العشوائية والفوضى وسوء الإدارة – كما وصفها في ظل الارتفاعات الكبيرة والمفاجئة. في سعر الصرف غير الرسمي في السوق، الذي يتم على أساسه تسعير جميع السلع في لبنان.

واعتبر سلام أن البيانات الحالية تؤكد أن سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية سيرتفع بسبب غياب المؤشرات الإيجابية التي تسهم في خفض سعر صرف الدولار. المرحلة أكثر من سلبياتها، مؤكدا أن القرار يمكن تعديله في حال حدوث أي تداعيات سلبية على المواطن.

وقال إن العملة اللبنانية مقنعة واستغلالها واستهلاكها بسبب السياسات المالية المتبعة والتي كانت تقوم على استيراد أكثر من 90 بالمئة من البضائع التي يستهلكها المواطن في كافة المجالات، مبينا أن هناك تلاعب في الأسواق، بينما وتراقب الوزارة حسب الإمكانات المتاحة.

وشدد على أن دولرة الأسعار لا تعني إجبار المستهلك على الدفع بالدولار، موضحا أن الخيار سيترك له الدفع بالدولار أو الجنيه حسب سعر صرف الدولار المعلن على باب السوبر ماركت.

القرار المركزي اللبناني

في مطلع الشهر الجاري، قرر مصرف لبنان البدء في البيع النقدي بسعر 70 ألف ليرة على منصته للصرافة، ابتداء من الثاني من آذار.

جاء هذا الإعلان المفاجئ في الوقت الذي وصل فيه سعر الصرف اللبناني في السوق الموازية إلى أدنى مستوى له على الإطلاق عند 90 ألفًا مقابل الدولار في 1 مارس.

وقال البيان الذي وقعه رياض سلامة محافظ البنك المركزي المحاصر إن البنك “سيتدخل” برفع سعر صرف الليرة على منصة مصرفية للأفراد والشركات.

التحقيقات الجارية

قال مصدر قضائي لبناني قبل أيام إن قاضي التحقيق حدد يوم 15 آذار / مارس موعدا لاستجواب محافظ بنك رياض سلامة في إطار تحقيق فساد يشمل سلامة والمقربين منه، بحسب رويترز.

وتولى القاضي شربل أبو سمرة التحقيق في القضية أواخر الشهر الماضي، بعد أن اتهم قاض آخر سلامة بالاختلاس والإثراء غير القانوني وغسيل الأموال، بحسب رويترز.

تأتي التهم بعد تحقيق استمر 18 شهرًا. وتنحى قاض سابق عن التحقيق ولم يوجه اتهامات.

ونفى رياض سلامة الذي يشغل المنصب منذ فترة طويلة وشقيقه رجا الاتهامات.