اتسعت خسائر البورصة المصرية لليوم الثالث على التوالي، قبل أقل من ثلاثة أيام من الاجتماع القادم للبنك المركزي، وسط توقعات برفع أسعار الفائدة، بالإضافة إلى تعويم جديد لأسعار الصرف.

ويتوقع خبراء السوق أن يشهد الاجتماع المركزي القادم رفع أسعار الفائدة في حدود 200 نقطة، وذلك بالتزامن مع إعلان جديد من البنوك الوطنية عن سفن ادخار جديدة ذات عائد مرتفع.

في أعقاب قرار البنك المركزي المصري في مارس 2022، والذي شهد زيادة الفائدة بمقدار 200 نقطة أساس وتحرير أسعار الصرف، أعلنت البنوك الوطنية في ذلك الوقت عن شهادات استثمار بعائد يصل إلى 17.5٪.

تعتبر سفن الادخار عالية العائد وقصيرة الأجل منافسًا شرسًا للأسواق المالية، حيث تجذب السيولة في الأسواق في ظل معدلات التضخم المرتفعة.

مع تجاوز معدلات التضخم في مصر أهداف البنك المركزي والتي تجاوزت 19٪، من المتوقع إصدار شهادات استثمار جديدة بعائد يصل إلى 20٪.

السوق الآن

تراجعت البورصة المصرية، خلال تعاملات اليوم الاثنين، لليوم الثالث على التوالي، متراجعة من أعلى مستوى لها في أكثر من 3 سنوات، بعد أن تجاوزت مستويات 15 ألف نقطة منتصف الأسبوع الماضي.

انخفض المؤشر الرئيسي للسوق المصري EGX30 خلال لحظات التداول هذه، في حدود 1.9٪ أو ما يعادل 250 نقطة، متراجعًا إلى مستويات قريبة من 14757 نقطة، فيما سجل أعلى نقطة اليوم عند 14،917 نقطة.

خلال 3 أيام وقبل انتهاء جلسة السوق يوم الاثنين تفاقمت خسائر الأسهم المصرية متجاوزة 800 نقطة في أقل من 3 جلسات متراجعة من مستويات 15380 نقطة يوم الأربعاء إلى مستويات 14575 نقطة بانخفاض 5.2٪. .

مليار خسائر

وبعد أن اقتربت القيمة السوقية للأسهم المصرية من مستوى قياسي جديد يقترب من تريليون جنيه بعد مكاسب تجاوزت 300 مليار جنيه في أقل من ثلاثة أسابيع.

تفاقمت خسائر الأسهم إلى أكثر من 35 مليار جنيه انخفاضًا من مستويات 985 مليار جنيه (EGX ) الأربعاء الماضي إلى المستويات الحالية التي تقل عن 950 مليار جنيه.

200 نقطة

أصدرت إدارة البحوث بشركة HC Securities and Investment Group توقعاتها بشأن قرار محتمل من لجنة السياسة النقدية في ظل الوضع الراهن في مصر.

وتوقعت أن يرفع البنك المركزي المصري سعر الفائدة 200 نقطة أساس لمواجهة التضخم في اجتماعه المقبل المقرر عقده يوم الخميس 22 ديسمبر.

وأعلن صندوق النقد الدولي، الجمعة الماضي، موافقة مجلسه التنفيذي على برنامج تعاون مدته 46 شهرًا في إطار تسهيل الصندوق الممدد (EFF) لمصر بنحو 3 مليارات دولار (ما يعادل 115.4٪ من حصة مصر في الصندوق). ).

يأتي ذلك بعد أن اختتم مجلس الاحتياطي الاتحادي اجتماعه الذي استمر يومين، قرر فيه زيادة سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، ليصل إجمالي الزيادة إلى 425 نقطة أساس منذ بداية عام 2022.

بي إن باريبا .. 200 نقطة

توقع بنك بي إن بي باريبا (EPA ) أن يعقد البنك المركزي المصري اجتماعا استثنائيا قبل أن يناقش صندوق النقد الدولي اتفاقية تمويل لمصر في اجتماع يوم 16 ديسمبر، وفقا لمذكرة بحثية صادرة عن البنك.

بقي يومان على اجتماع صندوق النقد الدولي بشأن مصر، وهذا يعني أنه إذا تحققت توقعات بنك بي إن بي باريبا، فإن البنك المركزي المصري سيجتمع هذا الأسبوع.

توقع البنك الفرنسي أن يتحرك البنك المركزي المصري بشكل أكثر حزما تجاه تعويم الجنيه، ورفع أسعار الفائدة بنسبة 2٪ على الأقل.

مكافحة التضخم

كشف تقرير HC للأوراق المالية والاستثمار “من المتوقع أن ترفع لجنة السياسة النقدية سعر الفائدة بمقدار 200 نقطة أساس لمواجهة التضخم وجذب التدفقات الداخلة التي تستفيد من فروق الأسعار.

وأشار التقرير إلى تسارع التضخم في نوفمبر، حيث ارتفع بنسبة 2.3٪ على أساس شهري و 18.7٪ على أساس سنوي متجاوزًا تقديرات البنك البالغة 16.5٪.

وقال البنك إن هذا التسارع، إلى جانب النقص الحالي في تدفقات رأس المال الأجنبي، أدى إلى توقعنا بمعدل تضخم سنوي بنسبة 19.1٪ في ديسمبر.

الاجتماع السابق

جدير بالذكر أن لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري قررت في اجتماع خاص يوم 27 أكتوبر رفع سعر الفائدة بمقدار 200 نقطة أساس والانتقال إلى نظام سعر صرف مرن دائم.

وقرر البنك المركزي المصري، في الاجتماع الأخير، ترك قوى العرض والطلب لتحديد قيمة الجنيه مقابل سلة من العملات الأجنبية الأخرى، مما أدى إلى انخفاض سعر العملة بنسبة 14٪ في ذلك اليوم.

وعليه، أدى ذلك إلى ارتفاع إجمالي في أسعار الفائدة في مصر في عام 2022 إلى 500 نقطة أساس، بينما انخفضت قيمة العملة المحلية بنحو 60٪ من مستويات 15.7 جنيه للدولار في 20 مارس إلى المستويات الحالية.

الأسواق تنتظر

وتنتظر الأسواق المصرية قرار البنك المركزي في 22 ديسمبر الجاري، بعد موافقة صندوق النقد الدولي على حصول مصر على قرض بقيمة 3 مليارات دولار مع استلام الدفعة الأولى من القرض.

يأتي القرار وسط حالة من القلق من اجتماع غير عادي على غرار الاجتماعات السابقة قد يشهد انخفاضًا جديدًا في قيمة الجنيه، خاصة بعد موافقة الصندوق على القرض بشرط الحصول على سعر صرف مرن دائم.

يشار إلى أن السعر الرسمي للجنيه المصري يقترب حاليا من مستويات 24.7 جنيه للدولار، فيما أفادت رويترز وسي إن بي سي، بحسب مصادر في سوق الصرف، أن السعر في السوق الموازي يقترب من 40 جنيها للدولار. دولار.