في مشهد نادر، استمر الجنيه المصري في الانخفاض لليوم الثاني على التوالي، مع بدء التعويم الثالث في أقل من عام والرابع منذ نوفمبر 2016.

وشهدت أسعار الصرف تراجع الجنيه إلى نفس المستويات دون أي فرق كبير بين البنوك الخاصة المصرية والأهلية وبنك مصر في ظاهرة لم تشهدها سوق الصرف من قبل.

يأتي ذلك بعد أن أعلنت البنوك الوطنية، أمس الأربعاء، عن إصدار حاويات ادخارية جديدة لمدة عام، بعائد يصل إلى 25٪، على أن يتم إنفاقها سنويًا، أو بمعدل 22.5٪، على أن يتم إنفاقها شهريًا. .

من خلال هذا القرار، تهدف البنوك المصرية، بالتعاون مع البنك المركزي المصري، إلى القضاء على ظاهرة الدولرة وجذب السيولة الدولارية عبر القنوات الرسمية لتحويلها إلى شهادات استثمار ذات عائد مرتفع.

يعتقد خبراء السوق أن اختفاء الفارق بين البنوك الخاصة والوطنية سيزيد عائدات الدولار في البنوك التابعة للدولة.

الجنيه الآن

سجل أعلى سعر للدولار أمام الجنيه حتى الآن في بنك مصر وبنك أبو ظبي الإسلامي والبنك الأهلي الكويتي (بيريوس)، عند مستويات 27 جنيها للدولار للبيع ومستويات 26.95 جنيها للدولار للشراء. .

بينما جاءت الأسعار في البنك الأهلي بالإضافة إلى البنوك الخاصة كريدي أجريكول وإتش إس بي سي والبنك المصري الخليجي وبنك الكويت الوطني عند مستويات 26.95 للبيع ومستويات 26.85 جنيه للبيع.

الجنيه يوم الأربعاء

سجلت أسعار الصرف في البنوك الخاصة، أمس الأربعاء، أسعار الصرف أمام الجنيه المصري، بمتوسط ​​26.55 جنيه للدولار للبيع، ومستويات 26.50 جنيه للدولار للشراء.

وسجل سعر الصرف في البنوك الوطنية والبنك الأهلي وبنك مصر مستويات 26.3 جنيه للبيع ومستويات 26.25 جنيه للشراء.

وأظهرت شاشة أسعار البنك المركزي المصري تراجع أسعار الصرف، حيث سجل الجنيه مستويات 26.48 جنيه للدولار للبيع ومستويات 26.36 جنيه للدولار للشراء.

بدأ الطفو الثالث

قال محللون إن الجنيه انخفض بدرجة كافية في ظل نماذجهم المختلفة للقيمة العادلة، لكن العملة بحاجة إلى فترة تعديل لحل مشكلة الواردات المتراكمة وعودة الثقة.

وقال جاب ميجور من أرقام كابيتال “نعتقد أننا سنشهد انخفاضا آخر في قيمة العملة أو تعديلا آخر في قيمة العملة، لكننا لا نتوقع انخفاضا إلى مستوى 32-34 كما تقترح السوق السوداء”.

وكانت الأسواق تتوقع تعويمًا ثالثًا لأسعار الصرف بعد أن حصلت مصر على الدفعة الأولى من قرض صندوق النقد الدولي في ديسمبر الماضي والبالغ 750 مليون دولار.

وطالب صندوق النقد الدولي مصر في ذلك الوقت بمواصلة تبني سياسة سعر الصرف المرن لإزالة تشوهات الدول لمواجهة أزمة نقص العملة الأجنبية.

ونص الصندوق على إلغاء جميع القيود المفروضة على التحويلات الرأسمالية والجارية، وإلغاء القيود المفروضة على الودائع الدولارية واستخدامها في عمليات الاستيراد.

قرار الاعتماد

وقال الخبير المصرفي هاني جنينة، في وقت سابق، إنه في ضوء قرارات البنك المركزي برفع الفائدة، من المتوقع إصدار شهادات ادخار ذات عائد مرتفع للغاية، وكسر حاجز 18٪، والوصول إلى 20٪.

وقال جنينة إن هذه الشهادات ستطرح لفترة قصيرة تتراوح من 6 أشهر إلى سنة، ومن ثم يوقف العمل بهذه الشهادات كما حدث مع شهادات 18٪، بهدف تحقيق عوائد مالية للبنوك.

دقة مركزية

وقرر البنك المركزي رفع أسعار الفائدة بمقدار 300 نقطة أساس الخميس الماضي على الإيداع والإقراض، وأن يصبح سعر التشغيل الرئيسي للبنك المركزي عند مستوى 16.25 و 17.25 و 16.75٪ على التوالي والائتمان والخصم عند 16.75. ٪.

وكان البنك الأهلي المصري ومصر قد أعلن، بعد أن رفع البنك المركزي سعر الفائدة بنسبة 2٪، في الاجتماع الاستثنائي قبل الأخير في 27 أكتوبر 2022، عن إصدار شهادات استثمار بعائد 17.25٪ لمدة 3 سنوات.

ثم أصدر بنك القاهرة شهادة استثمار بنفس العائد تلاه بنك ناصر الاجتماعي الذي أصدر شهادة استثمار بعائد 17.50٪.

توقعات البنك

توقعت بنوك الاستثمار الدولية، ومن بينها ستاندرد تشارترد (ناسداك) وإتش إس بي سي، استمرار تراجع الجنيه المصري أمام الدولار في الأسابيع المقبلة.

وبحسب توقعات البنوك التي نشرتها بلومبرج، من المرجح أن يصل الجنيه المصري إلى مستويات تتراوح بين 26 جنيهًا للدولار إلى مستويات قريبة من 27.8 جنيهًا للدولار خلال الفترة المقبلة.

وقالت الوكالة إن مصر ستتجه إلى مزيد من الخفض في سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، متوقعة في الوقت نفسه مزيدا من التراجع خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.

وأشارت الوكالة إلى ضعف مرونة سعر الصرف في مصر مقارنة بأوضاع السوق التي من المتوقع أن تشهد مزيدًا من التراجع خلال الأشهر المقبلة.