يبدو أن توقعات البنوك الاستثمارية العالمية بشأن حركة سعر الصرف مقابل الجنيه تتجه نحو مزيد من التراجع في العملة المحلية في الأسابيع المقبلة.

حيث توقع بنك بي إن بي باريبا (EPA) ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصري إلى 33 جنيها بنهاية العام الجاري، ونحو 37 جنيها بنهاية الربع الأول من العام المقبل، وأن متوسط ​​معدل التضخم سيصل إلى 22٪ العام المقبل.

اجتماع استثنائي

توقع بنك بي إن بي باريبا أن يعقد البنك المركزي المصري اجتماعا استثنائيا قبل أن يناقش صندوق النقد الدولي اتفاقية تمويل لمصر في اجتماع يوم 16 ديسمبر، وفقا لمذكرة بحثية صادرة عن البنك.

بقي يومان على اجتماع صندوق النقد الدولي بشأن مصر، وهذا يعني أنه إذا تحققت توقعات بنك بي إن بي باريبا، فإن البنك المركزي المصري سيجتمع هذا الأسبوع.

تعويم ورفع الفائدة

توقع البنك الفرنسي أن يتحرك البنك المركزي المصري بشكل أكثر حزما تجاه تعويم الجنيه، ورفع أسعار الفائدة بنسبة 2٪ على الأقل.

كما توقع البنك، في مذكرته البحثية، أن يوافق صندوق النقد الدولي على اتفاقية التسهيلات الممتدة قبل نهاية هذا العام، لكنه قال إنه، مع ذلك، من غير المرجح أن يقوم الصندوق بصرف الدفعة الأولى المقدرة بـ 750 مليون دولار. إلى مصر قبل أن يتخذ البنك المركزي خطوة حاسمة نحو سعر صرف مرن. .

وقدر بنك بي إن بي باريبا ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه إلى 33 جنيها بنهاية العام الحالي ونحو 37 جنيها بنهاية الربع الأول من العام المقبل. من خلال القيام بذلك، توقع البنك أن يبلغ متوسط ​​معدل التضخم 22٪ العام المقبل.

السوق السوداء

قالت مصادر في شركات الصرافة لرويترز إن السوق السوداء بها أسعار متفاوتة للدولار، مضيفة أن هناك بالفعل سعر سوق يزيد عن 40 جنيها للدولار، لكنها قالت إن معظم العمليات التي يتم تنفيذها تتراوح بين 33 و 38. جنيه لكل دولار.

ورد وزير المالية المصري، محمد معيط، على ما يتم تداوله حول وصول الدولار إلى 40 جنيها، قائلا إنه “في حالة حرب، تنتشر الشائعات من الخارج”، وأن هناك “استهداف للدولة واستهداف”. استقرار الدولة “في ظل الأزمات التي يواجهها العالم، بحسب مقطع فيديو نشرته الصفحة. البرنامج الرسمي على الفيس بوك (NASDAQ ).

سيناريوهات التعويم

قال بنك جولدمان ساكس الأمريكي (NYSE) إن استمرار الجنيه عند المستويات الحالية غير مستدام، لكنه أضاف أن “تخفيض قيمة العملة مرة أخرى لن يحل هذه المشكلة بمفرده”.

وأضاف البنك أن سوق العملات الموازية كانت دائمًا مقياسًا جيدًا لمدى عدم توازن السيولة الأجنبية في البلدان التي تضع ضوابط رسمية أو غير رسمية على رأس المال، لكن هذا ليس هو الحال دائمًا.

وأشار إلى أن سعر الصرف الحقيقي الفعلي في مصر – الذي يقيس القوة الشرائية الخارجية للعملة المحلية – يظهر أن الجنيه مقوم بأقل من قيمته الحقيقية.

في الوقت نفسه، ينخفض ​​سعر السوق الموازية بشكل حاد ويسجل نحو 36 جنيها للدولار – وقت كتابة تقرير البنك – أقل بنحو 33٪ من السعر الرسمي.

سعر الصرف الحقيقي

يُقاس سعر الصرف الحقيقي الفعلي بقسمة سعر الصرف الفعلي الاسمي (مقياس لقيمة العملة مقابل متوسط ​​عدد العملات الأجنبية المرجح) على معامل انكماش السعر، أو مؤشر التكلفة، وفقًا للبنك الدولي.

وقال بنك جولدمان ساكس في تقريره، إنه وفقًا لرؤيته، فإن المحرك الرئيسي وراء هذا الاختلاف في سعر الصرف هو نقص السيولة بالعملة الأجنبية في النظام النقدي.

خطوات الحل

قال جولدمان ساكس إن الخطوة الأولى لحل هذه المشكلة ستكون تخفيض جديد لقيمة العملة، لكن يجب أن يكون مصحوبًا بالتزام حقيقي لتلبية الطلب على العملات الأجنبية.

لافتا إلى أنه من الصعب تحديد مدى التخفيض الكافي لاستعادة ثقة السوق، لكن يجب على الأقل أن يكون مساويا للأسعار في السوق الموازية.

السوق السوداء

ذكر البنك الأمريكي أن تخفيض قيمة الجنيه إلى مستوى أقل من اللازم لن يؤدي إلى اختفاء السوق السوداء، في حين أن تخفيض قيمة الجنيه، إذا كان أكثر مما يحدث في السوق الموازية، سيحفز تجار العملات على البيع. عائداتها إلى السوق الرسمية، وبالتالي التخفيف من أزمة العرض.

كما أنه يعطي المزيد من الثقة والراحة للمستثمرين الأجانب ويشجع تدفق رأس المال، ولكن هذا مشروط بوجود التزام موثوق وملحوظ بأن العرض الرسمي سيظل كافياً لتلبية الطلب.

وتوقع البنك أن تتحرك السلطات المصرية على الأرجح في الأيام المقبلة لاتخاذ قرار حاسم. كما توقعت أن يرفع البنك المركزي المصري أسعار الفائدة بنسبة 1٪ في اجتماعه المقبل في 22 ديسمبر، لكنه قال إن هناك إمكانية لعقد اجتماع استثنائي للبنك المركزي خلال الأسبوع الجاري.