في تطور حاد وعنيف للعقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا بالتزامن مع الردود التي اتخذتها موسكو، شهدت الساعات القليلة الماضية تصعيدًا حادًا للأزمة بين الجانبين.
يأتي ذلك في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي من معدلات تضخم عالية قياسية، وسط أزمة نقص حاد في الغذاء وعدم استقرار أسعار الطاقة مثل الغاز والنفط.
بالإضافة إلى قرار الاتحاد الأوروبي بفرض سقف على أسعار النفط الروسي، يدخل حيز التنفيذ في 5 ديسمبر، تزامنا مع محاولات الاتحاد الأوروبي إنشاء سقف مماثل لأسعار الغاز.
لاستكمال الصورة القاتمة، لا يزال تمديد اتفاقية توريد الحبوب التي وقعتها روسيا غير مستقر، وسط مخاوف من حدوث انقطاع مفاجئ في ظل التصعيد الحاد بين روسيا وأوكرانيا.
قرار بوتين
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قرار بلاده إعادة توجيه صادرات وواردات موسكو إلى أسواق جديدة، على خلفية فرض دول أوروبية عقوبات عليها، في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية.
قال الرئيس الروسي بوتين، اليوم الاثنين، إن التجارة الدولية تمر بأزمة كبيرة، إضافة إلى أن روسيا ستعيد توجيه صادراتها ووارداتها إلى أسواق جديدة.
بريكس هي الوجهة
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن روسيا تعيد توجيه التجارة إلى شركاء دوليين موثوق بهم مثل البرازيل والهند والصين وجنوب إفريقيا، حيث يحاول الغرب قطع العلاقات الاقتصادية، في إطار تحركاتها لاحتواء تداعيات العقوبات الغربية.
وكان الرئيس الروسي دعا في وقت سابق إلى إعادة توجيه صادرات الطاقة الروسية من أوروبا إلى آسيا، في ظل الأزمة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا.
واتهم الرئيس الروسي دول الاتحاد الأوروبي بزعزعة استقرار السوق بالسعي للاستغناء عن المحروقات الروسية أو فرض حظر على واردات الطاقة الروسية أو فرض سقف سعري.
تهديد غازبروم
قالت شركة الطاقة الروسية غازبروم، يوم الاثنين، إنها تحتفظ بالحق في خفض أو إيقاف إمدادات الغاز لمولدوفا في حالة عدم الوفاء بشروط الدفع والسداد المتفق عليها بين الطرفين.
يأتي ذلك بعد أن سحبت الشركة تهديدها بخفض أو قطع الإمدادات عبر الأراضي الأوكرانية إلى مولدوفا، بعد أن دفعت شركة مولدوفا مقابل الإمدادات الحالية من الغاز الروسي في نوفمبر.
وفقًا لبيان الشركة الروسية، تلقت شركة غازبروم مدفوعات مقابل الغاز المخصص للمستهلكين في مولدوفا ويتم تجميعه في أوكرانيا.
وقالت الشركة “قامت شركة Moldovagaz بسداد مدفوعات شركة Gazprom مقابل الإمدادات الحالية من الغاز الروسي في تشرين الثاني (نوفمبر)، والتي انتهكتها، وتلقت شركة Gazprom أموال الغاز المودعة على أراضي أوكرانيا والمخصصة للمستهلكين في مولدوفا”.
الحزمة التاسعة
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن الاتحاد الأوروبي يمضي قدمًا في الحزمة التاسعة من العقوبات ضد روسيا ردًا على هجوم موسكو على أوكرانيا.
وقالت فون دير لاين في مؤتمر صحفي “نعمل بجد لضرب روسيا لأنه من المؤلم زيادة قدرتها على شن حرب ضد أوكرانيا، ويمكنني أن أعلن اليوم أننا نعمل بأقصى سرعة بشأن الحزمة التاسعة من العقوبات”.
وقالت “وأنا واثقة من أننا سنتفق قريبا على حد أقصى لسعر النفط الروسي مع مجموعة السبع وشركاء رئيسيين آخرين. لن نهدأ حتى تهزم أوكرانيا بوتين وحربه غير القانونية والوحشية”.
وقالت فون دير لاين “نعمل جاهدين على استهداف روسيا في المناطق التي تضر بها لتقويض قدرتها على مواصلة الحرب على أوكرانيا، ويمكنني أن أعلن اليوم أننا نعمل بكل طاقتنا لإعداد الحزمة التاسعة من العقوبات. “
وأضافت “أنا واثقة من أننا سنتفق قريبا على سقف عالمي لسعر النفط الروسي مع مجموعة السبع وشركاء رئيسيين آخرين”.