بعد الأحداث الدراماتيكية التي شهدتها الانتخابات اللبنانية الأخيرة، انعكست هذه الانقسامات السياسية على أداء العملة المحلية التي تعاني من أزمة اقتصادية حادة تتصاعد يوماً بعد يوم.

لكن الضربة القاضية للليرة جاءت بعد أن نفذت الحكومة اللبنانية خطة لاستعادة اقتصادها رفضتها جمعية مصارف لبنان ووصفتها بأنها مكتوبة بأموال المودعين.

سقوط تاريخي

تراجعت الليرة اللبنانية، خلال تعاملات اليوم الخميس، إلى مستوى قياسي جديد متدنٍ أمام الولايات المتحدة، حيث تجاوزت مستويات 35 ألف ليرة للدولار.

صنف البنك الدولي انهيار الليرة اللبنانية من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850.

فقدت الليرة أكثر من 90٪ من قيمتها أمام الدولار، بالتزامن مع تآكل احتياطيات النقد الأجنبي في البنك المركزي الذي يشهد أزمات غير مسبوقة.

وتراجعت قيمة الليرة اللبنانية أمام الدولار في السوق الموازية بشكل ملحوظ، لتتبع سعر السوق السوداء، حيث تراوح سعر الدولار بين 35300 و 35500 ليرة.

وسجل سعر صرف الدولار في كانون الثاني الماضي رقما قياسيا بلغ 33500 ليرة للدولار، فيما ثبت سعر الصرف الرسمي لليرة اللبنانية منذ 1997 عند 1507 ليرة للدولار.

خطة مرفوضة

رفضت جمعية مصارف لبنان خطة استرداد الليرة وشنت هجوما شديدا على خطة التعافي التي أقرتها الحكومة، ما استدعى ردا من نائب رئيس الوزراء.

وفي بيان لها، حرضت الجمعية المودعين للدولة، حيث ألغت الودائع بجرة قلم، خلافا لما ورد في خطة الاسترداد، بإلغاء جزء من التزامات مصرف لبنان لصالح البنوك. بالعملات الأجنبية.

وتعليقا على موافقة الحكومة على “خطة الانعاش الاقتصادي”، قالت النقابة “رفضت الحكومة اللبنانية، ولكن اودعت اللبنانيين عامة والمودعين بشكل خاص، باقرارها خطة نائب رئيس الوزراء في الحكومة اللبنانية، سعادة الشامي، لإعفاء الدولة ومصرف لبنان من التزاماتهما بسداد الديون المستحقة عليهما، وتحمل كامل الخسارة الناتجة عن إهدار أموال تجاوزت سبعين مليار دولار للمودعين، بعد أن ألغت الخطة الأموال العائدة. للبنوك.

تعليق الحكومة

ورد نائب رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال، معالي الشامي، على بيان الجمعية قائلاً “من المؤسف أننا علمنا ببيان صادر عن جمعية البنوك، على أقل تقدير، أنه مخالف لما ورد في بيان الجمعية”. الحقيقة، وتمثل عملية هروب إلى الأمام في محاولة فاضحة تزعم حماية المودعين.

وأضاف “بينما نتفهم قلق مساهمي البنوك على ثرواتهم الخاصة نتيجة خطة التقدم الاقتصادي والمالي، وهو أمر طبيعي ومتوقع، فإن المحاولة الخطيرة وغير المسؤولة تتجلى في محاولة علنية لربط المصير”. من أموالهم للمودعين، محاولة للالتفاف على خطة ذات عناصر متكاملة كانت موضع تقييم وتقدير من قبل دول ومؤسسات دولية مستعدة لتقديم المساعدة للبنان.

وتابع المسؤول اللبناني “خطة الحكومة التي تم الاتفاق عليها مع صندوق النقد الدولي جاءت بعد محادثات مضنية استمرت عدة أشهر على أساس مبدأ تراتبية الحقوق ومطالب امتصاص الخسائر، وهو مبدأ عالمي يتوافق مع أبسط القواعد والمعايير الدولية، بمعنى أنه لا يمكن المساس بأموال المودعين قبل استنفادها. رأس مال مالكي البنوك.

نتائج مفاجئة

خسر حزب الله وحلفاؤه الأغلبية في مجلس النواب اللبناني الجديد، بحسب النتائج النهائية للانتخابات التي أعلنها وزير الداخلية بسام المولوي.

وسيطر حزب الله على سبعين من أصل 128 مقعدًا في البرلمان المنتهية ولايته، ولم يتضح بعد العدد النهائي للمقاعد التي سيجمعها مع حلفائه، لكنه بالتأكيد لن يتمكن من الوصول إلى 65 مقعدًا.

وأظهرت النتائج أن حزب الله وحليفته حركة أمل الشيعية بقيادة رئيس مجلس النواب المنتهية ولايته نبيه بري احتفظا بجميع المقاعد المخصصة للطائفة الشيعية (27 مقعدا) في البلاد، فيما خسر حلفاؤهما مقاعد في عدة دوائر انتخابية.

وفازت قوائم المعارضة المنبثقة عن الاحتجاجات على السلطة السياسية التي شهدها لبنان منذ أكثر من عامين بما لا يقل عن 13 مقعدا في البرلمان الجديد، بحسب النتائج النهائية.