يبدو أن معضلة وأزمة السوق السوداء تضغط على سوق الصرف المصري، حيث يستقر الجنيه في التعاملات الرسمية بين البنوك المصرية، بينما يواصل مروجو السوق السوداء المضاربات العنيفة على العملة المصرية.

وبحسب تقارير إعلامية، ارتفع سعر الصرف في السوق الموازية أو غير الرسمية المعروفة بالسوق السوداء إلى مستويات تجاوز 33 جنيها للدولار.

وتنتظر الأسواق اجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري، وسط توقعات بأن الأسواق ستشهد اجتماعًا مفاجئًا دون موعد محدد، على غرار الاجتماعين السابقين، في 22 ديسمبر.

في حين أن أقرب موعد للمتابعة والتأثير الآن هو 16 ديسمبر المقبل، وهو ما يتوافق مع توقيع الاتفاقية النهائية للقرض، مشيرة إلى أن إدارة الصندوق ربطت الوصول إلى سعر صرف حقيقي واستلام مصر الدفعة الأولى من القرض. بقيمة 750 مليون دولار.

الجنيه رسميا

وبحسب البيانات المركزية، سجل سعر صرف الدولار خلال تعاملات اليوم الأحد 11 ديسمبر مستويات 24.6639 جنيه للبيع ومستويات 24.5873 دولار للشراء.

وبحسب بيانات البنك المركزي المصري، فقد أنهى الدولار تعاملاته، اليوم الخميس، الموافق 8 ديسمبر، عند مستويات 24.6440 جنيهًا للبيع ومستويات 24.5666 جنيهًا للشراء.

توقيع القرض

لكن بعد أن نجحت الحكومة المصرية في التوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي نهاية أكتوبر الماضي، كان من المقرر أن يتم التوقيع النهائي في 7 ديسمبر، وأثار تأجيله بعض المخاوف بشأن تحرك جديد من قبل البنك المركزي المصري. .

في حين أثار القرار المفاجئ لإدارة الصندوق بتأجيل التوقيع إلى 16 ديسمبر، موجة من الترقب بين المصرفيين بشأن قرار وشيك من قبل البنك المركزي المصري.

شائعة 40

وفي وقت سابق أكد محمد معيط وزير المالية في تصريحات تليفزيونية أن ما تردد عن وصول سعر الدولار إلى 40 جنيها مجرد إشاعة لا أساس لها من الصحة.

وأضاف وزير المالية المصري، أن ما تردد عن وصول الدولار إلى 40 جنيهاً مصرياً تأتي من الخارج وتهدف إلى ضرب الاستقرار الاقتصادي في مصر.

معضلة السوق السوداء

يقول المحللون إن الجنيه قد انخفض بدرجة كافية في ظل نماذجهم المختلفة للقيمة العادلة، لكن العملة بحاجة إلى فترة تعديل لحل مشكلة الواردات المتراكمة وعودة الثقة.

وقال جاب ميجور من أرقام كابيتال “نعتقد أننا سنشهد انخفاضا آخر في قيمة العملة أو تعديلا آخر في قيمة العملة، لكننا لا نتوقع انخفاضا إلى مستوى 32-34 كما تقترح السوق السوداء”.

الفجوة تتسع

اتسعت الفجوة بين سعر صرف العملة في السوق الرسمية وغير الرسمية، حيث وصل سعر الدولار في السوق الموازية إلى 33 جنيها، الأمر الذي وضع ضغوطا إضافية على الحكومة المصرية قبل اجتماع صندوق النقد الدولي في 16 ديسمبر. .

وتراوح سعر الدولار في السوق السوداء بين 32 و 33 جنيها بينما وصل سعره في البنوك إلى 24.60 جنيها رغم بيع سعر العملة الأمريكية في السوق السوداء خلال الأسبوع الماضي بنحو 30 جنيها.

على الرغم من انخفاض قيمة الجنيه مرتين خلال العام الجاري 2022، لا تزال مصر تواجه نقصًا في العملات الأجنبية، وفقًا لرويترز وسي إن بي سي.

ليس كافي

قال عدد من المحللين إن اتساع الفجوة بين سعر الصرف الرسمي والسوق الموازية قد يدفع البنك المركزي لترك الجنيه يتراجع مرة أخرى قبل اجتماع صندوق النقد الدولي، بالإضافة إلى رفع أسعار الفائدة.

دفع اتساع الفجوة بين سعر الصرف الرسمي والسعر في السوق الموازية العديد من المحللين إلى القول إن مصر قد تترك الجنيه يهبط مرة أخرى قبل اجتماع صندوق النقد الدولي، وقد ترفع أسعار الفائدة أيضًا.

إنكار رسمي

أكد المرصد الإعلامي لوزارة المالية، وجود صفحات وهمية وحسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي يديرها أعداء للوطن من الخارج، زاعمًا أنها منسوبة إلى جهات حكومية مصرية. في محاولات بائسة لترويج أكاذيبهم ومنحهم المصداقية، في إطار الحملة العدائية ضد مصر التي تهدف إلى زرع الإحباط بين المصريين.

أوضح المرصد الإعلامي لوزارة المالية أن هذه الصفحات المزيفة والحسابات المزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي تنسب تصريحات كاذبة إلى بعض مسؤولي الحكومة المصرية لم يصرحوا بها، بما في ذلك ما تم نشره على صفحة وهمية لمصلحة الضرائب المصرية، من تصريحات أدلى بها وزير المالية عن الجنيه المصري.

أكد المرصد الإعلامي لوزارة المالية أن وزارة المالية معنية بالسياسات المالية، بينما البنك المركزي معني بالسياسات النقدية، موضحا أن هناك تنسيق مستدام بين وزارة المالية والبنك المركزي كما هو الحال. في لجنة السياسات النقدية والمالية التي تتابع عن كثب كافة التطورات الاقتصادية العالمية والمحلية بهدف التعامل معها. بما يخدم مصالح الاقتصاد المصري، ويخفف من تداعيات الأزمة العالمية الحالية على الاقتصاد المصري.

دعا المرصد الإعلامي لوزارة المالية وسائل الإعلام إلى التحقيق في دقتها والحصول على المعلومات من مصادرها المختصة، قبل نشر أي خبر يتعلق بوزارة المالية. لإثبات الحقيقة، ومنع أي لبس، وذلك على أساس المسؤولية الوطنية.

الجنيه وتعويم

بدأت التراجعات العنيفة للجنيه صباح يوم 20 مارس 2022، منخفضًا من مستويات 15.7 جنيهًا للدولار إلى المستويات الحالية بالقرب من 24.65 جنيهًا للدولار، حيث فقد ما يقرب من 53٪ من قيمته بعد تعويمين.

كان المركز المصري قد اتخذ قرارًا بتحرير أسعار الصرف مرتين، الأول في مارس 2022 والثاني في أكتوبر 2022، وخلال التعويم الأول في مارس 2022، حدد جولدمان ساكس (NYSE) ومورجان ستانلي (NYSE) المعرض. قيمة الجنيه في حدود 23.5 جنيها للدولار.

في هذا الوقت، كانت العقود الآجلة للجنيه تتداول بالقرب من مستويات 24.7 جنيه للدولار، وبعد التعويم الثاني توقعت ستاندرد تشارترد بانكس (ناسداك ) وإتش إس بي سي وجولدن مان ساكس، من بينها، أن قيمة سيتراوح الجنيه بين مستويات 26 إلى 28 جنيها للدولار.

وعلى عكس هذه التوقعات، قام السوق السوداء أو السوق الموازية بتسعير سعر الصرف بأعلى مستويات 31 جنيها للدولار.