بعيدًا عن قرار سعر الفائدة الذي تم اتخاذه في اليوم الأول لتعيين المحافظ المركزي حسن عبد الله (القائم بأعمال المحافظ)، يعتقد المراقبون أنه تم اتخاذ القرار قبل تولي عبد الله منصبه.

إلا أن الساعات القليلة الماضية شهدت عددًا من التحركات التي أثارت حالة من التفاؤل لدى المتعاملين وانعكست تداعياتها على أداء البورصة المصرية التي ارتفعت بقوة خلال تعاملات اليوم.

وتتزامن هذه التحركات العاجلة مع استمرار عمليات سحب السيولة من القطاع المصرفي والتي بلغت 200 مليار جنيه في أسبوع واحد بهدف كبح التضخم الذي تجاوز أهداف البنك المركزي.

وجوه جديدة

قبل ساعات، قرر محافظ البنك المركزي بالإنابة حسن عبد الله، تعيين هشام عز العرب الرئيس السابق للبنك التجاري الدولي، ومحمد نجيب رئيس مجلس الإدارة غير التنفيذي السابق لبنك SAIB. البنك، بصفته مستشاريه.

جاء ذلك بعد أن التقى المحافظ برؤساء البنوك للتعرف على أهم التحديات التي تواجههم وتبادلوا الآراء حول بعض القضايا المهمة في مقدمتها سعر الصرف.

شغل هشام عز العرب عدة مناصب إدارية عالمية في عدد من البنوك مثل JPMorgan (NYSE Chase و Deutsche Bank، وهو أحد أبرز الوجوه المصرية في القطاع المصرفي ويحظى بقبول دولي ومحلي كبير.

في عام 2002، شغل منصب الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للبنك التجاري الدولي – مصر. كان عضوًا في مجلس إدارة Fairfax Africa، وعضوًا في المجلس الاستشاري الإقليمي لمؤسسة MasterCard. تم الإعلان عن استقالة عز العرب من منصبه في البنك التجاري الدولي في أكتوبر 2022.

أزمة الاستيراد

وفي أول تحرك مباشر من جانب البنك المركزي لحل أزمة ملف الاستيراد والتي كانت من أكبر الأزمات في الفترة الماضية للمحافظ السابق طارق عامر (البورصة المصرية).

دعا البنك المركزي البنوك العاملة في مصر إلى إجراء جرد لحجم طلبات الاستيراد الحالية والمتوقعة حتى نهاية يونيو 2023. ويهدف قرار البنك المركزي إلى تحديد حجم الطلب المتوقع على العملة الصعبة حتى نهاية الحالي. السنة المالية.

قال وزير التجارة والصناعة المصري، إن العمل قد بدأ في مجموعة من الإجراءات التي من شأنها الإسراع بإصدار الاعتمادات المستندية اللازمة لشراء المواد الخام وقطع الغيار، بالإضافة إلى تسهيل الحصول على التمويل من القطاع المصرفي.

كان البنك المركزي المصري قد قرر وقف التعامل مع مستندات التحصيل في تنفيذ كافة عمليات الاستيراد، والعمل بالاعتمادات المستندية فقط يوم 12 فبراير.

يعتقد خبراء السوق أن العودة إلى نظام مستندات التحصيل يساهم في توفير السلع في السوق، وتشديد الرقابة على الزيادة المستمرة في الأسعار، والتي نتجت عن نقص المعروض من بعض السلع.

تخفيض القرض

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر في الحكومة المصرية أن القرض الجديد الذي تطالب به الحكومة المصرية سيتراوح بين 3 إلى 5 مليارات دولار انخفاضًا من 8 إلى 10 مليارات دولار.

يعتقد خبراء السوق أن التخفيض سيمكن الحكومة من التفاوض على قرض بشروط أكثر تساهلية من صندوق النقد الدولي، الأمر الذي يتطلب عادة إصلاحات شاملة عند منح قروض ضخمة.

من ناحية أخرى، يرى خبراء السوق أن مجرد الحصول على القرض هو شهادة ضمان مع مؤسسات دولية، مما يسمح للحكومة بالتوجه إلى أسواق الدين العالمية من خلال إصدار سندات دولية مختلفة سواء باليورو أو.

وبحسب النبأ، لم يوافق الجانب المصري على كل الشروط، خاصة الجزء المتعلق برفع الدعم بالكامل، وبررت الحكومة رفضها لهذه الشروط بعدم موافقتها على رؤية القيادة السياسية.

وبحسب الخبر، كشفت مصادر أن قيمة القرض الذي ستحصل عليه مصر من صندوق النقد الدولي تبلغ 3 مليارات دولار، لاستكمال برنامج الإصلاح الاقتصادي في البلاد.

الجنيه ينتظر

خلال هذه اللحظات، يستقر الجنيه المصري بالقرب من أدنى مستوى له على الإطلاق، بعد أن هبط مرتين، بالتزامن مع استمرار سحب السيولة من قبل البنك المركزي المصري، والتي بلغت 200 مليار جنيه في أقل من أسبوع.

حافظ الجنيه المصري على استقراره أمام الدولار لمدة 11 جلسة متتالية دون تغيير، قبل أن يتراجع لأول مرة أمس الثلاثاء، في عهد المحافظ الجديد “القائم بأعمال محافظ البنك المركزي”.

يتداول الجنيه المصري بالقرب من أدنى مستوى رسمي سجله في يناير 2017، عندما انخفض إلى مستويات 19.54 جنيه للدولار بعد قرار تحرير أسعار الصرف في نوفمبر 2016 بعد الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي.