ضربت التداولات للجلسة الثالثة للمحافظ موجة من الانخفاضات العنيفة، مما رفع المؤشر العام إلى أدنى مستوى له في شهرين، وتحديداً منذ جلسة 19 يوليو.

ويتزامن تراجع المؤشر العام للسوق السعودي مع موجة من التراجعات الحادة التي اجتاحت الأسهم العالمية، وسط توجه البنوك المركزية حول العالم لزيادة أسعار الفائدة لمواجهة التضخم الذي وصل إلى معدلات قياسية.

تنتظر الأسواق العالمية اجتماع المجلس الفيدرالي الأمريكي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، حيث من المقرر أن يصدر البنك الأمريكي قرار سعر الفائدة، وسط توقعات بزيادة في النطاق من 75 إلى 100 نقطة أساس.

وغالبًا ما تميل البنوك الخليجية إلى التحرك بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، لأن معظم الودائع الخليجية مرتبطة بالدولار الأمريكي وأسعار الفائدة التي يحددها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على الصناديق الفيدرالية.

260 نقطة

وخسر المؤشر العام للسوق السعودي “تداول” نحو 260 نقطة في التعاملات المبكرة، بما يعادل 2.5٪، قبل أن يقلص بعض تلك الخسائر بعد ساعتين من تداولات الأحد.

ينخفض ​​المؤشر العام للسوق خلال هذه اللحظات في حدود 1.9٪ أو ما يعادل 225 نقطة، نزولاً إلى مستويات 11600 نقطة، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ شهرين، عندما انخفض في 19 يوليو إلى مستويات 11530 نقطة.

وجاء تراجع المؤشر وسط تداولات هزيلة بقيمة 2.5 مليار ريال، مما يشير إلى أن المتداولين لم يندفعوا في موجات البيع الذعر، لكن بعد التعامل مع 64 مليون سهم بتنفيذ 173 ألف صفقة.

195 سهمًا أحمر

وتراجع المؤشر العام بعد موجة التراجع التي أثرت على أسعار 195 ورقة مالية، فيما نجت أسعار نحو 15 ورقة مالية من الانخفاضات، وظلت أسعار حوالي 4 أوراق مالية فقط دون تغيير في الإغلاق السابق.

وانخفضت أسعار أسهم شركة التعدين العربية السعودية (تداول) بنسبة 6٪، بينما تراجعت أسهم شركة سابك للمغذيات الزراعية (تداول 3.5٪)، وتراجع سهم مصرف الراجحي (تداول) بنسبة 2٪، وتراجع سهم الصناعات الأساسية (تداول) بنسبة 2٪. وانخفض سهم شركة الزيت العربية. المملكة العربية السعودية (تداول 0.7٪، في حين انخفض سهم رابغ للتكرير والبتروكيماويات (تداول) 4٪.

إنه آمن

كشف محافظ البنك المركزي السعودي الدكتور فهد بن عبدالله المبارك، أن الاقتصاد السعودي يواصل تحقيق معدلات نمو عالية رغم التحديات الاقتصادية والجيوسياسية.

وقال المبارك خلال كلمته في افتتاح الدورة السادسة والأربعين لمجلس محافظي البنوك المركزية العربية ومؤسسات النقد العربية، اليوم (الأحد)، إنه على الرغم من هذه التحديات، فإن التقديرات للربع الثاني من عام 2022 تشير إلى أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في المملكة العربية السعودية بنسبة 11.8٪ على أساس سنوي.

وأضاف المبارك أن مستويات التضخم في المملكة لا تزال ضمن المعدلات المقبولة حيث سجل معدل التضخم ارتفاعا سنويا قدره 3٪ في يوليو من العام الجاري.

وأوضح المبارك أن تراجع معدل البطالة العام استمر في الوصول إلى 6.0٪ في الربع الأول من العام الجاري، واستمر تراجع معدل البطالة للسعوديين ليصل إلى 10.1٪ في الربع الأول من العام الجاري محققا تحسنا ملحوظا. مقارنة بعام 2022 حيث سجلت البطالة 12.6٪ وصلت فيها نسبة البطالة العالمية مرتفعة بسبب الوباء وهذا الانخفاض يتماشى مع خطط المملكة العربية السعودية لخفض معدل البطالة للوصول إلى المعدل المستهدف عام 2030 وهو 7٪.

تداعيات الأزمة

وشدد على أن التداعيات التي انبثقت عن تداعيات التوترات الجيوسياسية وما صاحبها من تداعيات أدت إلى خلل في سلاسل التوريد مما أدى إلى تزايد ضغوط الأسعار التي ألقت بظلالها على أسعار الطاقة والغذاء والتي كانت تنعكس في توقعات تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.

أشارت أحدث توقعات صندوق النقد الدولي الصادرة في يوليو / تموز الماضي إلى تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي العالمي في عام 2022 لتصبح 3.2٪ (مقارنة بتوقعات الصندوق في أبريل الماضي البالغة 3.6٪)، وهو ما يرجع في الغالب إلى التغيرات في أسعار الفائدة، ارتفاع معدلات التضخم والتقلبات في الأسواق. التحديات العالمية، فضلا عن التحديات التي تواجه الاقتصادات الناشئة.

ولأن دولنا العربية ليست معزولة عن آثار هذه التحديات، فمن المهم دراسة الإجراءات المحتملة لمواجهة هذه التحديات، وتنسيق جهود الدول العربية لمواجهتها، ودعم السياسات النقدية التي تتخذها دولنا للحفاظ على عملية التعافي. في اقتصاداتنا، ونستمر في تنفيذ الخطط والإصلاحات الاقتصادية لتحقيق أهدافنا في الوصول إلى اقتصادات مستدامة لخلق النمو والوظائف من أجل ازدهار شعبنا.

وأكد فهد بن عبدالله المبارك أن المملكة ستدعم وتسابق على الدوام للعمل العربي المشترك، وتسهم في تطوير العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية من خلال مؤسسات التنمية الإقليمية. دعم العمل العربي المشترك.