اتسعت خسائر المؤشر العام، متزامنة مع استمرار الانخفاضات إلى أدنى مستوياتها في عام 2022، وسط ترقب المتداولين لقرار سعر الفائدة الأسبوع المقبل.

ويأتي التراجع رغم استمرار تدفق الأخبار الإيجابية حول مؤشرات نمو الاقتصاد السعودي، تزامنا مع المشاريع والمبادرات الضخمة التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

ويرى محللون أن ارتفاع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية حول العالم، مع استمرار ضغوط مجلس الاحتياطي الفيدرالي، تسبب في خسائر حادة لسوق الأسهم العالمية والمحلية، في ظل جهود البنك المركزي لاحتواء آثار التضخم.

في ظل نقص السيولة في الأسواق، بدأت “تداول” في الإعلان عن إطار عمل صانع السوق لأسواق الأسهم والمشتقات.

يأتي ذلك في إطار سعيها لضمان توافر السيولة وزيادة كفاءة التسعير بما ينسجم مع دعم نمو السوق المالي السعودي لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.

740 نقطة

بنهاية تداولات اليوم الأربعاء، فقد المؤشر العام للسوق السعودي تداول 260 نقطة أو ما يعادل 2.5٪، ليغلق المؤشر العام عند أدنى مستوى له منذ أكثر من 20 شهرًا، بالقرب من مستويات أبريل 2022. .

وعلى مدار 5 جلسات لم يرتفع خلالها المؤشر باستثناء جلسة واحدة، بنسبة لم تتجاوز 0.24٪، زادت خسائر المؤشر العام إلى ما يقارب 712 نقطة، بانخفاض 6.5٪.

وانخفض المؤشر العام من مستوى 10897 بنهاية تعاملات يوم 30 نوفمبر إلى مستويات 10185 نقطة بنهاية تداولات اليوم، والتي تزامنت مع تراجع معظم الأسهم القيادية.

158 سهمًا أحمر

وجاءت الانخفاضات، اليوم الأربعاء، وسط استمرار ندرة التداول التي لم تتجاوز 3.7 مليار ريال حتى فترة التداول بسعر ما قبل الإغلاق، بعد التعامل مع 115.3 مليون سهم من خلال تنفيذ 282.377 ألف صفقة.

وغطت أسعار حوالي 158 ورقة مالية، خلال تعاملات اليوم، باللون الأحمر، فيما ارتفعت أسعار 42 ورقة مالية، فيما بقيت أسعار 16 ورقة مالية دون تغيير.

مخزون كبير

وانخفضت أسعار الأسهم الرئيسية، حيث هبط سهم مصرف الراجحي (تداول 8.9٪ إلى مستويات 74 ريالاً، وتراجع سهم البنك الأهلي 3.2٪ إلى مستويات 46.3 ريال.

وهبط سهم أرامكو (تداول ) 1.24٪ إلى مستويات 31.75 ريال، وتراجع سهم سابك (تداول) 2.44٪ إلى مستويات 80 ريالًا، وتراجع سهم شركة الاتصالات السعودية (تداول) 1.8٪ إلى مستويات 36 ريالًا.

وهبط سهم مجموعة تداول 4.1٪، بينما انخفض سهم بنك الرياض (تداول 4.7٪، كيان 3.5٪، مصرف الإنماء (تداول) 2.3٪، وأسهم معادن 4.33٪.

الحد الأدنى 2022

أدنى سعر وصل إليه المؤشر قبل شهرين، عندما انخفض يومي 26 و 27 أكتوبر، دون مستويات 11000 نقطة، بينما سجل أدنى إغلاق في 27 سبتمبر، وأغلق في ذلك الوقت عند مستويات 11.017، وهو الأدنى في عام 2022.

منذ تعاملات جلسة 25 أكتوبر / تشرين الأول، دخل المؤشر العام للسوق السعودي في دوامة من التراجعات، حيث انخفض خلال 15 جلسة، بينما ارتفع في 5 جلسات فقط خلال تلك الموجة الحادة من الانخفاضات.

وخسر المؤشر العام في أقل من شهر خلال الفترة من 25 أكتوبر وحتى تداول اليوم نحو 1160 نقطة منخفضا من المستوى 12075 نقطة إلى المستويات الحالية عند 10890 نقطة.

السوق تحت الضغط

ويرى خبراء السوق أن الانخفاضات الأخيرة في معظم أسواق المنطقة بما فيها الأسواق تأتي في ظل تراجع أسعار النفط بالتزامن مع ارتفاع أسعار الفائدة.

ويقول محللون فنيون إن العائد المرتفع على الودائع المصرفية وسفن الادخار مثل الصكوك أصبح منافسًا لسوق الأوراق المالية، حيث تتجه السيولة نحو الاستثمار الآمن في ظل حالة عدم اليقين التي تمر بها الأسواق العالمية.

أرجع مختصون ماليون ملامح ندرة السيولة في القطاع المالي والمصرفي السعودي، والتي تبرز من خلال زيادة الطلب على القروض مقابل نمو الودائع وتضاؤل ​​حركة التدفقات المالية المتداولة في الأسواق المالية المحلية، إلى تداعيات رفع أسعار الفائدة وزيادة سعر الفائدة على السايبور.

ويقول خبراء السوق إن ارتفاع سعر الفائدة عزز الحاجة إلى السيولة للأدوات المالية التي تجذب الأموال المدخرة، حيث ارتفع العائد على الصكوك بشكل كبير، مما أعطى الصكوك 8 في المائة أو أكثر، الأمر الذي يجذب جزءا كبيرا من السيولة.

أكد المستشار الاقتصادي والأكاديمي الدكتور سعود المطير أن ارتفاع معدل السيبور عامل بارز في ندرة السيولة، حيث أن نمو القروض (الطلب على القروض) أعلى من نمو الودائع.

دقة مركزية

من المتوقع أن ترفع البنوك المركزية في الخليج أسعار الفائدة الأسبوع المقبل، حيث غالباً ما تتبع العديد من البنوك المركزية حول العالم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بربط العملات بالدولار.

يعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي اجتماعا يومي 13 و 14 ديسمبر المقبل لبحث مصير أسعار الفائدة في ظل العمل على مواجهة معدلات التضخم المرتفعة في الولايات المتحدة الأمريكية.

لا يستبعد البعض الآن حدوث تحول في سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي حيث من الممكن حدوث زيادة بنسبة 0.75٪ الأسبوع المقبل بدلاً من 0.50٪ التي كانت الأسواق تعلق آمالها عليها – بعد البيانات القوية حول الخدمات والوظائف والأجور.