اتسعت موجة الخسائر التي ضربت سوق الأسهم السعودية، متزامنة مع اندلاع خسائر جماعية في سوق الأسهم العالمية، حيث تتجه معظم البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم.

وخسرت السوق السعودية في شهر، وتحديدا منذ جلسة 25 أغسطس، أكثر من 1560 نقطة، متراجعة بنسبة 13٪، متراجعة من مستويات 12592 إلى المستويات الحالية خلال تعاملات يوم الاثنين.

من ناحية أخرى، انخفض المؤشر العام لسوق تداول منذ منتصف سبتمبر من مستويات 11900 في 14 سبتمبر إلى المستويات الحالية، فاقدًا ما يقرب من 900 نقطة.

سقوط عنيف

انخفض المؤشر العام لسوق تداول، خلال تعاملات اليوم الاثنين، إلى أدنى مستوياته في أكثر من عام عند 11030 نقطة، فاقدًا قرابة 125 نقطة بنسبة 1.2٪.

وجاء تراجع المؤشر وسط زخم في التعاملات، ارتفع قبل أكثر من ساعة قبل انتهاء التعاملات، ليتجاوز 5.1 مليار ريال، وهو الأعلى منذ جلسة 15 سبتمبر، وسجل السوق في ذلك الوقت صفقات بقيمة 7 مليارات ريال.

في جلسة 23 أغسطس 2022، انخفض المؤشر العام للسوق السعودي إلى مستويات 11032.67 نقطة، قبل أن يتقلص جزء من خسائره لينهي الجلسة في ذلك الوقت متراجعا 0.12٪ عند مستويات 11090 نقطة.

يشار إلى أن المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية تراجع في 23 نوفمبر 2022 إلى مستويات 11.036.6 نقطة، قبل أن يرتد في نفس الجلسة ليغلق عند مستوى مرتفع بلغ 11127 نقطة.

موجة حمراء

أثرت موجة الانخفاضات التي ضربت السوق، اليوم الاثنين، على أسعار حوالي 120 ورقة مالية، فيما ارتفعت أسعار 77 ورقة مالية، فيما بقيت أسعار نحو 17 ورقة مالية دون تغيير.

وتراجعت الأسهم القيادية بشكل جماعي، حيث انخفض سهم مصرف الراجحي (تداول 2.4٪ إلى مستويات أقل من 80 ريالاً، وسابك (تداول 1٪) إلى أدنى مستوياته في أكثر من عام دون مستويات 88 ريالاً.

وتراجعت أسهم أرامكو (تداول ) بأكثر من 2.4٪ إلى مستويات 34.2 ريال، وتراجع سهم مصرف الإنماء (تداول) 2.5٪ إلى مستويات 34.6 ريال، وتراجع سهم البنك الوطني السعودي 0.5٪ إلى مستويات 63 ريالاً.

رفع الفائدة

وقرر البنك المركزي السعودي، سما، رفع معدل اتفاقيات إعادة الشراء العكسي (الريبو) بمقدار 75 نقطة أساس من 250 نقطة أساس إلى 325 نقطة أساس (إلى 3.25٪)، ورفع معدل اتفاقيات إعادة الشراء (الريبو) بمقدار 75 نقطة. نقطة أساس من 300 نقطة أساس. إلى 375 نقطة أساس (إلى 3.75٪).

جاء ذلك بعد أن قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأربعاء الماضي رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس إلى نطاق بين 3٪ و 3.25٪، مقارنة بمستواه السابق البالغ 2.25٪ و 2.50٪.

الارتفاع الأخير هو خامس تغيير في سعر الفائدة هذا العام بعد أن تم رفعه في أشهر مارس ومايو ويونيو ويوليو، حيث يتبع البنك المركزي السعودي عادة نموذج الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في التغيرات في أسعار الفائدة على الريال لارتباط العملتين (الريال والدولار).

الخلوات العالمية

يشار إلى أن العقود الآجلة للأسهم الأمريكية تعرضت لموجة من التراجعات يوم الاثنين، بعد التراجع العنيف يوم الجمعة الماضي، وسط تصريحات جديدة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بشأن استمرار سياسة التضييق.

في الوقت نفسه، تراجعت الأسهم الأوروبية والصينية أيضًا، بينما انخفض الجنيه إلى مستويات قياسية مقابل ارتفاع في قمة فبراير 2002.

أحدثت التعليقات الجديدة من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا عاصفة في الأسواق بشأن استمرار بنك الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة بالوتيرة اللازمة لكبح التقدم.

خلصت تصريحات رافائيل بوستيك، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، إلى أن الاحتياطي الفيدرالي يعتقد أن الاقتصاد الأمريكي لن يسقط في حالة ركود حتى لو زاد الألم وفقد البعض وظائفهم.

يعتقد بوستيك أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سينجح في خفض أسعار الفائدة وأن الأسواق ستستوعب الفائدة الأعلى حتى يتحقق الهدف.