طمأنت سلسلة من التصريحات المهمة لمسؤولين حكوميين مصريين خلال الساعات القليلة الماضية المستثمرين بشأن مستقبل الجنيه المصري والاقتصاد المصري، مما أدى أيضًا إلى اضطرابات شديدة في السوق السوداء للدولار، مما تسبب في انخفاضات ملحوظة في سعر العملة الأمريكية أمام العملة المصرية.

قال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أمس، إن الجنيه مقوم بأقل من قيمته الحقيقية، ومع زيادة الاستثمارات سيحدث انفراج، وتختفي أزمة العملة، ويعود الجنيه إلى قيمته الحقيقية.

إذا كنت متداولًا مبتدئًا، فإن سوق الفوركس هي فرصتك لتحقيق أرباح ضخمة. سوق عملاق بين الحيتان الكبرى وبنوك الاستثمار العملاقة، فأين الأطفال

تعرف على اتجاهها وتأثيرها على العملات العالمية من خلال هذه الندوة عبر الإنترنت .. للتسجيل

إعلانات حكومية مهمة

أكد رئيس الوزراء المصري، أمس الأربعاء، أن مصر ستنفذ قريباً عدة صفقات، وستكون البلاد قادرة على سد فجوة الدولار، ولديها صورة واضحة لسداد الالتزامات.

وأوضح أن الاستثمارات المخططة للعام المالي المقبل (2023-2024) تبلغ 1.640 تريليون جنيه.

وأشار مدبولي إلى أنه تم إجراء تعديلات تشريعية لتحقيق المساواة بين مشروعات القطاعين العام والخاص، وعدم وجود معاملات تفضيلية لمشروعات الدولة.

وأوضح أنه لا يحق لأي جهة إصدار قرارات تضيف أعباء على المستثمر قبل العودة إلى مجلس الوزراء والمجلس الأعلى للاستثمار.

وأشار إلى السماح للأجانب في سجل المستوردين لمدة 10 سنوات، فضلا عن التوسع في منح الرخصة الذهبية لجميع المشاريع.

وقال مدبولي إنه تم تحديد 10 أيام عمل كحد أقصى للحصول على الموافقات على المشروع.

وأضاف أن التعديل التشريعي سيسمح بتوسيع إنشاء المناطق الحرة والسماح للمستثمرين الأجانب بالتعامل مع البنوك خلال فترة الحصول على التراخيص.

وأكد رئيس الوزراء المصري إنشاء كيان منفصل لإدارة مقترحات الحكومة، مضيفاً “نستهدف مقترحات أكثر مما ورد في موازنة 2023/2024 أي أكثر من 70 مليار جنيه”.

وأشار إلى زيادة حجم القطاع الخاص إلى 65٪ من الاستثمارات خلال 10 سنوات فيما كانت معدلات النمو تسير بخطى بطيئة ودخلت الدولة بقوة لتعويض تراجع دور القطاع الخاص.

طرق تخفيف الضغط على الدولار

أكدت وزيرة التخطيط المصرية، هالة السعيد، أن سبب الضغط على الدولار يعود إلى الارتفاع الحاد في أسعار المواد الاستراتيجية، وزيادة فاتورة الاستيراد، الأمر الذي شكل ضغطا شديدا على ميزانية الدولة.

وأضافت هالة أن الدولة اتخذت أكثر من حل لمعالجة الأزمة، مثل زيادة إيرادات السياحة بنسبة 25٪، وزيادة إيرادات قناة السويس بنسبة 30٪، وتقليل الواردات بنسبة 34٪.

وأشارت هالة إلى أنه سيكون هناك برنامج للأطروحات بالبورصة ومقترح استراتيجي لزيادة الموارد الدولارية وزيادة الإيرادات في السوق المصرفي مع القيام بما يعرف بترشيد الإنفاق الاستثماري.

وتابعت “تم تأجيل الاتفاق على بعض المشاريع في السنة المالية الحالية، بتخفيض 20٪، والعام المقبل في مجال الطرق والبنية التحتية التي كانت موجهة للقطاع الخاص، حيث تقدم 200 مستثمر للحصول عليها. الدخول في مشاريع تحلية المياه “.

على صعيد متصل توقع الدكتور محمد معيط وزير المالية تحقيق ايرادات قياسية من قطاع السياحة تبلغ 14 مليار دولار بنهاية العام المالي الحالي مقابل 10.7 مليار دولار للعام المالي السابق. كما توقع استقرار سعر صرف الجنيه أمام الدولار في ديسمبر المقبل. . حيث سيكون هذا الرقم هو الأكبر على الإطلاق بالنسبة لقطاع السياحة، إذا تم تحقيقه، حيث أن أعلى إيرادات محققة في عام 2022 كانت 13 مليار دولار، لكنه تدهور بعد ذلك بشكل حاد إلى 4 مليارات دولار في عام 2022 مع تفشي فيروس “كوفيد”، ثم تعافى. إلى 8.9. مليارات الدولارات في عام 2022.

وكشف معيط في تصريحات لـ “الشرق” أمس، على هامش اجتماعه بمجلس الأعمال المصري الكندي، أن مصر سددت مستحقات سندات دولية خلال الربع الأول من العام الجاري، بقيمة 3.5 مليار دولار. وقال إن “نهاية العام الجاري في ديسمبر ستشهد بداية الانتعاش ومرحلة العودة إلى مؤشرات الاقتصاد المصري واستقرار سعر الصرف والأسعار”.

السوق السوداء تتلقى ضربة جديدة لتأثير التصريحات

شهد الدولار حركات ملحوظة أمام الجنيه في السوق السوداء خلال الفترة الماضية، بسبب توقعات بتراجع الجنيه في المستقبل القريب. لكن مع هذه التصريحات الحكومية المطمئنة، تلقت السوق الموازية ضربة جديدة تسببت في مزيد من التراجع للدولار أمام الجنيه المصري.

في الوقت نفسه، عادت السوق السوداء إلى الهدوء مرة أخرى خلال الساعات القليلة الماضية، متزامنة مع اقتراب اجتماع البنك المركزي المصري بشأن الفائدة المقرر عقده اليوم الخميس، حيث يربط البعض أحيانًا الاجتماع المركزي بشأن السياسة النقدية بتعويم سعر الفائدة. الجنيه، والذي حدث في التعويم السابق. وأدى ذلك إلى ارتباك في السوق الموازية، حيث تنشط في أوقات التوقعات السلبية بشأن اقتراب انخفاض الجنيه، وتتأثر سلبًا بقرارات البنك المركزي المصري وانخفاض قيمة الجنيه.

ومن أسباب الارتباك في السوق السوداء أيضا التحركات الحكومية الجديدة سواء في سوق الذهب أو فيما يتعلق ببرنامج الطرح، حيث شهدت الأيام الماضية الإعلان عن تنفيذ صفقتين ضمن الطرح الحكومي. البرنامج الذي يشير إلى اختراق وشيك في الأزمة.

كما قررت الحكومة المصرية إعفاء الذهب المستورد من الوافدين من الرسوم والجمارك، باستثناء ضريبة القيمة المضافة التي تحتسب على المصنعية فقط، الأمر الذي ساهم في فك تشابك أسعار المعدن الثمين في السوق المصري. كما أدت أسعار صرف الدولار في السوق السوداء إلى تراجع السوق المحلي.

انخفض سعر الدولار أمام الجنيه إلى أقل من 40 جنيهاً للدولار، بعد أن تجاوز هذا المستوى خلال الأيام القليلة الماضية، حيث يتداول الآن حول مستويات 37 جنيهاً للدولار.