شهد سعر الجنيه تراجعاً جديداً في سوق الصرف الرسمي، منخفضاً بقرشين خلال تداولات اليوم الأربعاء، وسط توقعات قوية بأن الأيام المقبلة ستشهد اجتماعاً استثنائياً للبنك المركزي.

خلال هذا الوقت، يبدو أن سوق الصرف الموازي أو السوق السوداء تشهد ارتفاعا حادا تحسبا لاجتماع صندوق النقد الدولي الجمعة المقبل بشأن التوقيع النهائي على قرض الصندوق.

انتشرت شائعات عن تخفيض جديد لقيمة الجنيه بعد أن أشارت تقارير إعلامية إلى أن صندوق النقد الدولي طلب الحصول على سعر صرف مرن وحقيقي لمصر للحصول على الدفعة الأولى من قرض بقيمة 750 مليار.

وسبق أن اتفقت مصر مع صندوق النقد الدولي على الحصول على قرض قيمته 3 مليارات دولار، وبعد أن تم تحديد 7 ديسمبر للتوقيع النهائي، تم تأجيل الاجتماع إلى الجمعة المقبل 16 ديسمبر.

الجنيه الآن

شهدت أسعار الصرف، اليوم الأربعاء، تراجعا جديدا في البنوك الوطنية بمقدار قرشين، ليسجل سعر صرف الدولار في البنك الأهلي وبنك مصر عند مستويات 24.66 جنيه للبيع ومستويات 24.61 دولار للشراء.

وفي البنوك الخاصة، البنك التجاري الدولي، وبنك قطر الوطني، وبنك أبو ظبي الإسلامي، وبنك الكويت الوطني، وبنك المتوسط ​​، ارتفع سعر الصرف بمقدار قرشين، إلى مستويات 24.7 جنيهاً للدولار للبيع، و سعر الشراء 24.67 جنيه للدولار.

وبحسب شاشة أسعار البنك المركزي المصري، فإن الأسعار لم تتغير حتى الآن ولا تزال عند مستويات الأمس. وبعد التحديث سيرتفع سعر البيع إلى 24.72 جنيهًا للدولار، فيما سيصل سعر الشراء إلى مستويات 24.64 جنيهًا للدولار.

السوق السوداء

قالت مصادر في شركات الصرافة لرويترز إن السوق السوداء بها أسعار متفاوتة للدولار، مضيفة أن هناك بالفعل سعر سوق يزيد عن 40 جنيها للدولار، لكنها قالت إن معظم العمليات التي يتم تنفيذها تتراوح بين 33 و 38. جنيه لكل دولار.

ورد وزير المالية المصري، محمد معيط، على ما يتم تداوله حول وصول الدولار إلى 40 جنيها، قائلا إنه “في حالة حرب تنتشر الشائعات من الخارج”.

وأضاف وزير المالية المصري، أن هناك “استهداف للدولة واستهداف استقرار الدولة” في ظل الأزمات التي يواجهها العالم، بحسب مقطع فيديو نشرته الصفحة الرسمية للبرنامج على فيسبوك (NASDAQ ).

اختفاء السوق السوداء

قال بنك جولدمان ساكس (NYSE) إن تخفيض قيمة الجنيه إلى مستوى أقل مما هو ضروري لن يؤدي إلى اختفاء السوق السوداء، في حين أن تخفيض قيمة العملة، إذا كان أكثر مما يحدث في السوق الموازية، سيحفز العملة على المتعاملين بيع عائداتهم في السوق الرسمية، وبالتالي التخفيف من أزمة العرض.

كما أنه يعطي المزيد من الثقة والراحة للمستثمرين الأجانب ويشجع تدفق رأس المال، ولكن هذا مشروط بوجود التزام موثوق وملحوظ بأن العرض الرسمي سيظل كافياً لتلبية الطلب.

وتوقع البنك أن تتحرك السلطات المصرية على الأرجح في الأيام المقبلة لاتخاذ قرار حاسم، في الأيام المقبلة وحتى قبل الاجتماع المقرر سابقًا في 22 ديسمبر.

كما توقع أن يرفع البنك المركزي المصري أسعار الفائدة بنسبة 1٪ في اجتماعه المقبل في 22 ديسمبر، لكنه قال إن هناك إمكانية لعقد اجتماع استثنائي للبنك المركزي خلال الأسبوع الحالي.

القضاء على السوق السوداء

قال بنك جولدمان ساكس الأمريكي إن استمرار الجنيه عند مستوياته الحالية غير مستدام، لكنه أضاف أن “تخفيض قيمة العملة مرة أخرى لن يحل هذه المشكلة من تلقاء نفسه”.

وأضاف البنك أن سوق العملات الموازية كانت دائمًا مقياسًا جيدًا لمدى عدم توازن السيولة الأجنبية في البلدان التي تضع ضوابط رسمية أو غير رسمية على رأس المال، لكن هذا ليس هو الحال دائمًا.

وأشار إلى أن سعر الصرف الحقيقي الفعلي في مصر – الذي يقيس القوة الشرائية الخارجية للعملة المحلية – يظهر أن الجنيه مقوم بأقل من قيمته الحقيقية.

قال جولدمان ساكس إن الخطوة الأولى لحل هذه المشكلة ستكون تخفيض جديد لقيمة العملة، لكن يجب أن يكون مصحوبًا بالتزام حقيقي لتلبية الطلب على العملات الأجنبية.

لافتا إلى أنه من الصعب تحديد مدى التخفيض الكافي لاستعادة ثقة السوق، لكن يجب على الأقل أن يكون مساويا للأسعار في السوق الموازية.

اجتماع استثنائي

توقع بنك بي إن بي باريبا (EPA ) أن يعقد البنك المركزي المصري اجتماعا استثنائيا قبل أن يناقش صندوق النقد الدولي اتفاقية تمويل لمصر في اجتماع يوم 16 ديسمبر، وفقا لمذكرة بحثية صادرة عن البنك.

بقي يومان على اجتماع صندوق النقد الدولي بشأن مصر، وهذا يعني أنه إذا تحققت توقعات بنك بي إن بي باريبا، فإن البنك المركزي المصري سيجتمع هذا الأسبوع.

يتوقع بنك بي إن بي باريبا ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصري إلى 33 جنيها بنهاية العام ونحو 37 جنيها بنهاية الربع الأول من العام المقبل، وأن يصل متوسط ​​معدل التضخم إلى 22٪ المقبل. عام.

تخفيض قيمة العملة ورفع الفائدة

توقع البنك الفرنسي أن يتحرك البنك المركزي المصري بشكل أكثر حزما تجاه تعويم الجنيه، ورفع أسعار الفائدة بنسبة 2٪ على الأقل.

كما توقع البنك، في مذكرته البحثية، أن يوافق صندوق النقد الدولي على اتفاقية التسهيلات الممتدة قبل نهاية هذا العام، لكنه قال إنه، مع ذلك، من غير المرجح أن يقوم الصندوق بصرف الدفعة الأولى المقدرة بـ 750 مليون دولار. إلى مصر قبل أن يتخذ البنك المركزي خطوة حاسمة نحو سعر صرف مرن. .

وقدر بنك بي إن بي باريبا ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه إلى 33 جنيها بنهاية العام الحالي ونحو 37 جنيها بنهاية الربع الأول من العام المقبل. من خلال القيام بذلك، توقع البنك أن يبلغ متوسط ​​معدل التضخم 22٪ العام المقبل.