اهتزت العملة المصرية بشدة بعد قرار البنك المركزي المصري رفع أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس، وسط أنباء قوية وتوقعات بأن البنك المركزي المصري يتجه إلى تعويم جزئي جديد.

حتى الآن، لم يطرأ تغير يذكر على تعاملات الجنيه المصري في البنوك الحكومية المصرية، لكن تعاملات الجنيه المصري في أسواق الفوركس شهدت حركات عنيفة.

انخفض الجنيه المصري، خلال تعاملات اليوم في سوق العملات، بأكثر من 11٪، لينخفض ​​إلى مستويات قريبة من 17.5 جنيه للدولار.

من ناحية أخرى، وبحسب بيانات البنك المركزي المصري، التي لم تتغير حتى الآن، بحسب أسعار الصرف في 20 مارس، فإن الجنيه لا يزال ثابتًا عند 15.66 سعر الشراء وسعر 15.75 للبيع.

قرار مفاجئ

وأعلن البنك المركزي المصري في بيان، الاثنين، أنه رفع أسعار الفائدة الرئيسية بمقدار 100 نقطة أساس في اجتماع استثنائي للجنة السياسة النقدية.

قررت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري، في اجتماعها غير العادي اليوم، رفع أسعار الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي بمقدار 100 نقطة أساس.

وبلغت 9.25٪ و 10.25٪ و 9.75٪ على التوالي، ورفع معدل الائتمان والخصم 100 نقطة أساس إلى 9.75٪، وكان من المقرر أن تجتمع لجنة السياسة النقدية في 24 مارس.

توقعات JPMorgan (NYSE)

أشار تقرير حديث إلى أن هناك حاجة لخفض كبير لقيمة الجنيه المصري، مشيرًا إلى أن الحكومة المصرية قد تحتاج إلى مزيد من المساعدة من صندوق النقد الدولي إذا استمرت ضغوط السوق المالية في الازدياد.

توقع محللون في بنك الاستثمار “جي بي مورجان” أن تتعرض المالية العامة لمصر، التي تتعرض بالفعل لضغوط، لمزيد من الضرر في ظل ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية واحتمال انخفاض عدد السياح الروس.

وأضاف “نتوقع أن تكون هناك حاجة على الأرجح الآن لخفض سعر الصرف”، مقدرا أن الجنيه المصري حاليا مبالغ فيه بأكثر من 15٪.

طرح البنك الأمريكي عدة سيناريوهات، أولها عدم تخفيض قيمة العملة، وسيناريو مشابه للفترة 2014-2015 عندما سمحت السلطات للعملة بإنخفاض نحو 5٪، والثالث تخفيض أكبر لقيمة العملة في ظل برنامج جديد. مع صندوق النقد الدولي.

نتج عن تحليل السيناريو هذا انخفاضًا محتملاً بنسبة 8.5٪ عن السعر الحالي مقابل الدولار الأمريكي، مضيفًا أن السعر المستهدف هو انخفاض قيمة العملة إلى 17.25 جنيهًا للدولار.

بيان البنك المركزي .. قال البنك المركزي المصري في بيان

نجح برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري خلال الفترة الماضية في تحقيق العديد من المكاسب على رأسها رفع كفاءة مؤشرات الاقتصاد الكلي في مصر. وقد مهد ذلك الطريق لمواجهة أي تحديات واضطرابات اقتصادية قد تنشأ نتيجة عوامل خارجية بشكل أساسي.

كان لمكاسب برنامج الإصلاح الاقتصادي أثر كبير في حماية الاقتصاد من التقلبات والأزمات المفرطة.

كما ساعدت الإصلاحات الهيكلية التي اعتمدها البنك المركزي والحكومة المصرية في اتخاذ إجراءات اقتصادية استثنائية وحزم تحفيزية على مدار العامين الماضيين بهدف تقديم الدعم للمواطنين وتخفيف أعبائهم خلال أزمة فيروس كورونا.

وخلال الفترة الأخيرة، بدأت الضغوط التضخمية العالمية في الظهور من جديد بعد بوادر تعافي الاقتصاد العالمي من الاضطرابات الناجمة عن جائحة فيروس كورونا المستجد.

ويرجع ذلك إلى تطورات الصراع الروسي الأوكراني. كما زادت المخاطر المتعلقة بالاقتصاد العالمي نتيجة هذا الصراع.

ويأتي على رأس هذه الضغوط الارتفاع الملحوظ في أسعار السلع العالمية، واضطرابات سلسلة التوريد، وارتفاع تكاليف الشحن، بالإضافة إلى تقلبات الأسواق المالية في البلدان الناشئة. الأمر الذي أدى إلى ضغوط تضخمية محلية وزيادة الضغط على الميزان الخارجي.

وحرصًا من البنك المركزي على الحفاظ على استقرار الاقتصاد الكلي ومكاسبه، يؤمن البنك المركزي بأهمية مرونة سعر الصرف لتكون بمثابة أداة لامتصاص الصدمات والحفاظ على تنافسية مصر.

في ظل هذه التطورات. بالنظر إلى معدل التضخم المستهدف للبنك المركزي البالغ 7٪ (± 2 نقطة مئوية) في المتوسط ​​خلال الربع الرابع من عام 2022.

قررت لجنة السياسة النقدية رفع أسعار الفائدة الرئيسية للبنك المركزي بمقدار 100 نقطة أساس.

تؤكد لجنة السياسة النقدية أن تحقيق معدلات تضخم منخفضة ومستقرة على المدى المتوسط ​​شرط أساسي لدعم القوة الشرائية للمواطن المصري وتحقيق معدلات نمو عالية ومستدامة.

وستتابع اللجنة عن كثب كافة التطورات الاقتصادية ولن تتردد في استخدام كافة أدواتها النقدية لتحقيق هدف استقرار الأسعار على المدى المتوسط.