جميع التوقعات تتجه نحو مسار واحد لا يمكن الاستغناء عنه، وهو أن يتخذ البنك المركزي قرارًا اليوم بزيادة الأسعار بمقدار 200 نقطة، وإذا انخفضت عن هذه النسبة، فسوف تنخفض بمقدار 100 نقطة أساس على الأقل.

يواجه البنك المركزي المصري معضلة حقيقية، حيث تزامنت الاحتياطيات الأجنبية التي يعتبرها البنك المركزي غير مقدس، وتزامن انخفاض قيمة العملة المحلية مع زيادة ملحوظة في معدلات التضخم عالميًا وداخليًا.

تزامن ذلك مع تأكيد رئيس الوزراء المصري قبل أيام ارتفاع أسعار الفائدة في البلاد، فيما أكد محافظ البنك المركزي المصري، طارق عامر، أن البنك سيستخدم كافة الوسائل المتاحة لكبح التضخم المرتفع في البلاد.

الجنيه الآن

ويبدو أن الجنيه المصري يحبس أنفاسه قبل ساعات من القرار المصيري، لأنه يمهد الطريق للاستقرار في تعاملات البنوك المحلية مقابل الدولار الأمريكي.

استقر سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري في البنوك الوطنية والخاصة بعد موجة ارتفاعات طويلة عقب التراجع الحاد في 21 مارس آذار.

كان الجنيه المصري قد فقد قرابة 18٪ من قيمته، اعتبارًا من 21 مارس، عقب اجتماع طارئ للبنك المركزي المصري، أعلن خلاله خفض أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة.

وسجل سعر صرف الدولار أمام الجنيه في أكبر البنوك الوطنية بالأهلي المصري سعر شراء 18.23 جنيه فيما سجل سعر 18.29 جنيه للبيع.

ارتفاعات الموجة

انخفض الجنيه المصري بعد قرار الفائدة الاستثنائي في 21 نوفمبر إلى أدنى مستوى له منذ قرار التعويم في نوفمبر 2016، وهو انخفاض وصفه المحافظ المركزي بالنزول التصحيحي.

ويواجه البنك المركزي المصري مخاطر ارتفاع التضخم إلى مستويات فاقت توقعات البنك، ومن ناحية أخرى يسعى لوقف نزوح الاستثمارات الأجنبية في سندات الدين الحكومية إلى خارج البلاد.

قال طارق عامر محافظ البنك المركزي إن قرارات مارس وأبريل ساهمت في زيادة إيرادات النقد الأجنبي بنسبة 30٪.

قدمت بنوك الأهلي ومصر شهادة بفائدة 18٪ لمدة عام. عقب هذا القرار، انخفض سعر صرف الجنيه مقابل الدولار بنسبة 17٪ خلال يومين من القرار.

هل يرتفع الجنيه

ما زاد من حساسية قرار سعر الفائدة على الجنيه كان مخاوف من موجة جديدة من الانخفاضات كما حدث خلال الاجتماع السابق، خاصة مع ارتفاع عالمي وتعهد مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم.

يعتقد المحافظ المركزي، أن الجنيه المصري سيعود للارتفاع أمام الدولار، حيث تعهد أمس الأربعاء، بتحقيق الجنيه أكثر أمام العملات الأخرى على المدى المتوسط.

فيما أكد محافظ البنك المركزي المصري طارق عامر (EGX) أن البنك المركزي لن يتردد في اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لكبح التضخم في المستقبل، وأضاف عامر أن البنك المركزي اتخذ إجراءات خلال شهور مارس. ونيسان بهدف تحقيق الاستقرار في النقد الأجنبي.

المحافظة على السيولة

وبعد انخفاض متسارع خلال الفترة الماضية في الاحتياطيات النقدية للبلاد عقب اندلاع الحرب في روسيا وأوكرانيا، حيث تراجعت الاحتياطيات النقدية بأكثر من 7 مليارات دولار.

توقف استنزاف الاحتياطي بعد تدخل عاجل من قبل بعض دول الخليج التي أعلنت ضخ وإيداع ما مجموعه 22 مليار دولار في الاقتصاد المصري، تزامناً مع زيادة التحويلات المصرية في الخارج.

أكد محافظ البنك المركزي المصري أن مستويات السيولة في الجهاز المصرفي المصري مرتفعة ولا توجد أزمة فيه.

وأضاف عامر أن السيولة بالعملات الأجنبية تبلغ 67٪ من إجمالي أصول الجهاز المصرفي من هذه العملات، والسيولة بالعملة المحلية 45٪.

ضبط سعر الصرف

وقال طارق عامر إنه خلال أزمة كورونا تدخلنا بالاحتياطيات الدولية وقررنا الانتقال من مرونة سعر الصرف للمحافظة عليه حتى لا يعاني المجتمع من صدمة سعرية.

وأضاف أن الحفاظ على سعر الصرف ساهم خلال العام الماضي في التخفيف من صدمة العملة على شركات القطاعين العام والخاص والميزانية، وقال عامر إنه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من أزمة كورونا، تراجعت الاحتياطيات النقدية لمصر بقيمة 9.5 دولار. مليار.

وقال عامر إن أهداف السياسة النقدية يجب أن تتكيف لخدمة الاقتصاد والمواطن، مشيرا إلى خروج أموال ضخمة من استثمارات غير مباشرة بقيمة 15 مليار دولار خلال ثلاثة أشهر واستغلال الاحتياطيات، مما أدى إلى تراجعها إلى 37 مليار دولار. .

ساعات الخصم

تنتظر الأسواق، في الساعات المقبلة، اليوم الخميس، اجتماع البنك المركزي المصري، بعد أن رفع البنك المركزي المصري فجأة أسعار الفائدة بنسبة 1٪ في اجتماع استثنائي يوم الاثنين 21 مارس، لتصل إلى 9.25٪ للودائع. و 10.25٪ للإقراض.

يأتي ذلك فيما ارتفع معدل التضخم السنوي لكامل الجمهورية في أبريل الماضي ليصل إلى 14.9٪ مقارنة بـ 12.1٪ في مارس السابق، وتوقع بنك HC رفع أسعار الفائدة بمقدار 200 نقطة أساس على أساس سنوي. اجتماعها المقبل المقرر عقده يوم الخميس المقبل 19 مايو.

وقال البنك إنه من حيث قيمة الجنيه، نعتقد أن المخاطر في الاتجاه الهابط لأننا نعتقد أن سعر العملة سيتم تحديده من خلال ديناميكيات السوق.

قالت بلوم مصر للاستثمارات المالية، إن أرقام التضخم ارتفعت بشكل حاد في شهر أبريل وتجاوزت توقعات جميع المحللين، لذلك نتوقع زيادة سعر الفائدة بما لا يقل عن 1٪ إلى 2٪ للسيطرة على التضخم.

توقع الأهلي فاروس أنه بالنظر إلى قراءة التضخم الأعلى من المتوقع في أبريل، والزيادة التدريجية المتوقعة في قراءة التضخم خلال الأشهر القليلة المقبلة، نتوقع أن يصل الرقم إلى ذروته عند 14-15٪ في أغسطس، ونتوقع. لرفع أسعار الفائدة في حدود 2٪.

بينما توقعت بلتون المالية أن يقوم البنك المركزي المصري برفع أسعار الفائدة بين 50-100 نقطة أساس، حيث ترى حاجة البلاد للحفاظ على جاذبية الاستثمار في سوق الدخل الثابت، خاصة مع ارتفاع أسعار الفائدة عالمياً.

الركود واضطراب الدولار يضربان الأسهم ما هي أهم فرص التداول اليوم نظرة تحليلية على مستويات اليوم