في أوائل ديسمبر 2016، بعد أيام قليلة من القرار الشهير للبنك المركزي في فبراير 2016 لتحرير أسعار الصرف، انخفض الجنيه المصري إلى أدنى مستوى له على الإطلاق في التعاملات الرسمية.

في الأول من ديسمبر 2016، انخفض الجنيه المصري إلى مستويات 19.9 جنيه / دولار، لكنه أنهى تعاملات اليوم عند مستويات 18 جنيها للدولار.

الجنيه الآن

انخفض الجنيه، خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، إلى أدنى مستوى له منذ تحريك أسعار الصرف في 21 مارس 2022.

انخفض الجنيه المصري خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، إلى مستويات 18.59 جنيه / دولار، بانخفاض نسبته 0.2٪، تزامنا مع صعود الدولار الأمريكي لأعلى مستوى في عامين.

ارتفعت أسعار العقود الفورية للأوقية بالجنيه خلال تعاملات اليوم الثلاثاء في حدود 0.8٪، لتصل إلى مستويات أعلى عند 35.4 ألف جنيه للأوقية.

قرارات مركزية

أقرت البنوك تعليمات جديدة تحظر قبول موارد النقد الأجنبي مجهولة المصدر أو التي يتم الحصول عليها من شركات الصرافة في عمليات الاستيراد.

وبحسب التعليمات الجديدة الصادرة عن البنك المركزي المصري، فإن موارد النقد الأجنبي الناتجة عن نشاط العميل يمكن استخدامها في عمليات الاستيراد، وفقًا للتعليمات والضوابط المعمول بها في هذا الشأن.

وهذا يعني أن المستورد أو التاجر لن يتمكن من تمويل عمليات الاستيراد الخاصة به إلا بطريقتين، إما عن طريق البنك والأخرى من خلال موارده الخاصة الناتجة عن نشاطه.

وتضمنت التعليمات “لا يجوز استخدام الودائع النقدية أو التحويلات بالعملة الأجنبية من حساب العميل من البنوك الأخرى في تنفيذ عمليات الاستيراد الخاصة به”.

المزيد من الهبوط

وقالت وسائل إعلام مصرية محلية، إن الفترة المقبلة قد تشهد تحديد سعر العملة وفق آليات السوق المحلي.

وبقرار البنك المركزي المصري في 21 مارس، سجل سعر صرف الدولار في البنوك المصرية نحو 18.2 جنيه / دولار ارتفاعا من 15.7 جنيه / دولار.

شهدت أسعار الصرف الرسمية للدولار في البنوك الوطنية الأسبوع قبل الماضي ارتفاعا في سعر الدولار بنحو 10 قروش، ليقفز إلى مستويات قريبة من 18.3 جنيه / دولار.

ارتفع سعر صرف الجنيه الأسبوع الماضي إلى 18.42 جنيه / دولار للشراء و 18.48 جنيه / دولار للبيع.

بينما يسجل سعر صرف الدولار الآن حسب آخر تحديث بحلول الساعة 1100 بتوقيت القاهرة يوم 26 أبريل 2022 على أكبر شاشة، العينوك المصري، البنك الأهلي، 18.52 جنيه / دولار للشراء و 18.58 جنيه. جنيه / دولار للبيع.

وفي سوق العقود الآجلة غير القابلة للتسليم، يستعد المتداولون لضعف الجنيه، حيث ارتفعت أسعار عقود الـ 12 شهرًا إلى 20.43 جنيهًا مقابل الدولار.

الاجتماع القادم

تنتظر الأسواق المصرية في 19 مايو اجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري، والذي سيعقد بعد أيام من بداية الشهر نفسه.

وفقًا لتوقعات الأسواق العالمية، تتوقع الأسواق زيادة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بمقدار 50 نقطة أساس، والتي ستنطبق على عملات الأسواق الناشئة.

في السوق المصري، التوقعات تشير إلى زيادة أسعار الفائدة بمقدار 100 إلى 200 نقطة أساس، أي بنسبة 1 إلى 2٪، زيادة متوقعة في أسعار الفائدة.

وقال فهد إقبال رئيس أبحاث الشرق الأوسط للخدمات المصرفية الخاصة لدى بنك كريدي سويس “تشير خطوة البنك المركزي لنا إلى أن الظروف في مصر لا يمكن أن تستبعد المزيد من تخفيض قيمة العملة في مرحلة لاحقة”.

أول زيادة

كانت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي قد حددت أسعار الفائدة في البنك خلال 10 اجتماعات (منها 8 اجتماعات عقدت في عام 2022)، كان آخرها الاجتماع الأول للجنة في عام 2022 في الثالث من فبراير الماضي.

أعلن البنك المركزي المصري، الاثنين، 21 مارس، عن رفع أسعار الفائدة الرئيسية بمقدار 100 نقطة أساس في اجتماع استثنائي للجنة السياسة النقدية.

حدد البنك المركزي سعر الإقراض لليلة واحدة عند 10.25 في المائة وسعر الإيداع لليلة واحدة عند 9.25 في المائة، مشيرًا إلى الضغوط التضخمية العالمية التي تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا.

كان من المقرر أن تجتمع لجنة السياسة النقدية في 24 مارس، وفي نفس اليوم سمح البنك المركزي المصري للجنيه بالانخفاض أمام الدولار في نطاق 16٪، منخفضًا من مستويات قريبة من 15.6 إلى مستويات قريبة من 18.

تضخم اقتصادي

قفز معدل التضخم السنوي في مارس الماضي للشهر الرابع على التوالي، مسجلاً 12.1٪، مقابل 10٪ في فبراير، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر.

تجاوز معدل التضخم السنوي في المدن أهداف البنك المركزي المصري بعد أن ارتفع إلى 10.5٪ مقابل 8.8٪ في فبراير. يستهدف البنك المركزي معدل التضخم السنوي في المدن عند مستوى 7٪ (بزيادة أو نقصان 2٪) في المتوسط ​​خلال الربع الرابع من عام 2022.

قالت شركة فاروس للأبحاث إن أرقام التضخم في مصر كانت متوقعة إلى حد كبير، في ظل ارتفاع أسعار السلع العالمية ومشكلات سلسلة التوريد، وبالتالي بدأت التكاليف المرتفعة تنتقل إلى المستهلك.

وتوقعت أن تستمر معدلات التضخم في الارتفاع تدريجياً، لتصل إلى ذروتها في أغسطس، ثم تبدأ في الانخفاض إلى أقل من 9٪ في فبراير 2023.

وترى أن ارتفاع التضخم كان بمثابة حادث ناتج عن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التي تسببت في ارتفاع أسعار الطاقة وتعطل الإمدادات وانخفاض العرض.

وقال فاروس إن البنك المركزي المصري سيرصد تطورات السوق وسيتدخل في الوقت المناسب بالإجراءات اللازمة.

توقع فاروس أن يقوم البنك المركزي برفع أسعار الفائدة في حدود 200 نقطة أساس حتى نهاية العام في محاولة للسيطرة على تداعيات التضخم على الاقتصاد، ولمواكبة تحركات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة طوال العام. الاجتماعات القادمة.

الرؤية المركزية

يرى محافظ البنك المركزي المصري، طارق عامر، أن القرارات الأخيرة المتعلقة بالسياسة النقدية كانت لها ردود فعل دولية إيجابية للغاية، موضحًا أهمية اتخاذ هذه القرارات لحماية القدرات المالية للبلاد.

وقال عامر (البورصة المصرية) في بيان سابق إن هذه القرارات لها هدفان رئيسيان هما الحفاظ على القدرات المالية لمصر والحفاظ على سيولة النقد الأجنبي من أجل تأمين احتياجات المجتمع المصري في ظل هذه الظروف الدولية الصعبة.

وأشار إلى أن الأهمية الأولى للبنك المركزي هي توفير السيولة، ومن وجهة نظر السياسة النقدية، كان لابد أن تكون متسقة مع المتطلبات الدولية للأسواق الدولية وشركائنا الدوليين، الذين نحتاجهم لتمويل جزء كبير من احتياجاتنا.

وأضاف أن الحركة في أسعار الصرف كانت عملية تصحيح، حيث أن سعر الصرف في مصر متحرر، وبالتالي يعكس الأوضاع النقدية والاقتصادية في العالم ومصر، ونحن جزء من العالم.

كشف البنك المركزي المصري، في 7 أبريل، عن انخفاض احتياطي النقد الأجنبي الدولي في خزاناته، لأول مرة منذ 20 شهرًا، وانخفض الاحتياطي بنهاية مارس 2022، بقيمة 3.91 مليار دولار، كاحتياطي. تم استخدامه في مواجهة صدمة الأسواق الخارجية.

قال البنك المركزي المصري، إن الاحتياطيات الأجنبية من العملات الأجنبية واجهت صدمة الأسواق العالمية لتسجل 37.082 مليار دولار بنهاية مارس 2022.