في ضوء الصدمات الأخيرة للاقتصاد الناجمة عن الاضطرابات العالمية الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، إلى جانب تداعيات جائحة كورونا، كشف تقرير حديث صادر عن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية في مصر عن أن انتعشت حركة الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر بشكل ملحوظ.

وبحسب أحدث البيانات الصادرة عن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية، بلغ حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر خلال السنة المالية 2022-2022 نحو 5.2 مليار دولار، بينما من المتوقع أن يتضاعف في العام المالي 2022-2022.

الترويج للعملات الأجنبية

وواجه الجنيه أزمات مؤخرًا بسبب المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، والتي تدعو إلى تحرير سعر صرف الجنيه. تحاول مصر التفاوض على قرض مع صندوق النقد الدولي لسد فجوة الخروج من النقد الأجنبي بعد أزمة أوكرانيا ورفع أسعار الفائدة في البنوك الأوروبية والأمريكية.

وأشار التقرير إلى أن الحكومة المصرية تركز حاليًا على تعزيز مصادر النقد الأجنبي في مصر، بالإضافة إلى العمل مع القطاع الخاص لزيادة الصادرات وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر وزيادة عائدات السياحة.

وأشار التقرير إلى أن مصر تتمتع بميزة جغرافية كونها قريبة نسبيًا من دول الاتحاد الأوروبي، مما يوفر فرصًا لتعزيز الشراكات في جميع المجالات وخاصة في مجال الطاقة، فضلًا عن كونها بوابة لأفريقيا. لوجود سوق عمل كبير.

وذكر أن مصر في وضع يمكنها من أن تصبح مركزًا عالميًا للنقل البحري، وكذلك مركزًا صناعيًا ولوجستيًا، من خلال تنفيذ مجموعة متنوعة من المشاريع الإستراتيجية لتحسين البنية التحتية.

توقعات الجنيه

وتتوقع بنوك الاستثمار العالمية والمحلية تراجع الجنيه خلال الأسابيع المقبلة بنسبة تتراوح بين 10٪ و 23٪، في ظل المفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي.

وبحسب توقعات بلومبرج إيكونوميكس، التي ترى أن الجنيه قد ينخفض ​​بنسبة 23٪ بما يعادل 4.5 جنيه، ووفقًا لسعر الصرف الحالي فإن قيمة الجنيه تكون مقابل 24 جنيهاً للدولار.

بينما يعتقد بنك جولدمان ساكس (NYSE) ودويتشه بنك (ETR ) وسيتي جروب أن الجنيه بحاجة إلى الانخفاض بنسبة 10 إلى 15٪، أي ما يعادل 1.6 جنيه تقريبًا، لرفع سعر الصرف إلى 21 جنيهاً مقابل الدولار.

شراكات اقتصادية

كما أشار التقرير إلى أن مصر تتمتع بشراكات تجارية قوية مع إبرام العديد من اتفاقيات التجارة الحرة التي من شأنها تعزيز التجارة المحلية وجذب النقد الأجنبي.

وأشار إلى الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية فيما يتعلق ببرنامج الإصلاح الاقتصادي، والذي ساهم في استقرار الاقتصاد الكلي مصحوبًا ببيئة أعمال أكثر ملاءمة، وكذلك برنامج الإصلاح الهيكلي الوطني، مع التركيز على زيادة القدرة الإنتاجية والتنافسية لدى الدولة. بالإضافة إلى تعزيز مرونته.

المعروض النقدي

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، الصادرة أمس الخميس، ارتفاع المعروض النقدي بنسبة 24٪ على أساس سنوي في أغسطس.

وبلغ المعروض النقدي 6.8 تريليون جنيه (348.90 مليار دولار) مقابل 5.49 تريليون جنيه في نفس الشهر من العام الماضي.