بعد شهور من المفاوضات الطويلة بين مصر وصندوق النقد الدولي بشأن قرض يقل عن 15 مليار دولار، قال وزير المالية هذا الشهر.

يبدو أن الحكومة المصرية قررت تخفيض قيمة القرض لتقليل الشروط والمتطلبات التي يريدها مسؤولو الصندوق في حال الحصول على قرض ضخم مماثل لقرض 2016، والذي بلغ في ذلك الوقت 12 مليار دولار.

في غضون ذلك، تتوقع الأسواق غير التبادلية الخطوة التالية للجنيه المصري، الذي فقد ما يقرب من 22٪ من قيمته، بالتزامن مع بدء المحادثات بشأن مفاوضات القرض الجديد خلال الأشهر الخمسة الماضية.

حصلت مصر على 3 قروض من صندوق النقد الدولي خلال السنوات الماضية، بلغت قرابة 20 مليار دولار، بدأت بقرض 12 مليار دولار عام 2016 لتمويل برنامج إصلاح اقتصادي.

والقرض الثاني بقيمة 2.77 مليار دولار لمواجهة تداعيات جائحة كورونا، ويكمله بقرض ثالث قيمته 5.2 مليار دولار ضمن برنامج الجاهزية الائتمانية.

لن تتجاوز 5 مليارات

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر في الحكومة المصرية أن القرض الجديد الذي تطالب به الحكومة المصرية سيتراوح بين 3 إلى 5 مليارات دولار انخفاضًا من 8 إلى 10 مليارات دولار.

يعتقد خبراء السوق أن التخفيض سيمكن الحكومة من التفاوض على قرض بشروط أكثر تساهلية من صندوق النقد الدولي، الأمر الذي يتطلب عادة إصلاحات شاملة عند منح قروض ضخمة.

من ناحية أخرى، يرى خبراء السوق أن مجرد الحصول على القرض هو شهادة ضمان مع مؤسسات دولية، مما يسمح للحكومة بالتوجه إلى أسواق الدين العالمية من خلال إصدار سندات دولية مختلفة سواء باليورو أو.

المزيد من التفاصيل

وبحسب الخبر، كشفت مصادر أن قيمة القرض الذي ستحصل عليه مصر من صندوق النقد الدولي تبلغ 3 مليارات دولار، لاستكمال برنامج الإصلاح الاقتصادي في البلاد.

وبحسب النبأ، فقد وصل إلى المراحل النهائية، ومن المتوقع أن يتم توقيع اتفاقية القرض خلال الفترة المقبلة، بعد استكمال بعض الإجراءات الروتينية.

يشار إلى أن رئيس الوزراء المصري قال في وقت سابق هذا الأسبوع إن مصر وصلت إلى المراحل النهائية من المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بشأن الحصول على القرض.

أسفرت المفاوضات خلال الفترة الماضية عن اتفاق مع مسؤولي الصندوق مع مصر على 3 مليارات دولار، بعد أن كان الجانب المصري يحاول الحصول على مبلغ يتراوح بين 5 إلى 10 مليارات دولار.

4 شروط

ذكرت تقارير محلية ودولية أن مسئولي صندوق النقد الدولي طالبوا مصر بالوفاء بأربعة شروط

الشرط الأول هو الرفع الكامل للدعم عن المحروقات والخبز من أجل تقليص عجز الموازنة.

الشرط الثاني هو تثبيت سعر الفائدة لجميع القطاعات ورفع الدعم عن فوائد المبادرات لمختلف القطاعات، مثل قروض القطاعات الصناعية والزراعية، والتمويل العقاري، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والتي لها معدلات فائدة متدنية. مدعومة من قبل الدولة.

الشرط الثالث، أن يكون سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري حراً ومرناً تماماً، لأنهم يرون أن سعر الدولار لا يزال مُداراً، ولا يُترك بالكامل للعرض والطلب.

والشرط الرابع هو خروج الحكومة من القطاعات الإنتاجية المختلفة واستبدالها بالقطاع الخاص الذي بدأت الحكومة تستجيب له بطرح بعض الشركات الحكومية في البورصة.

الشروط المرفوضة

وبحسب النبأ، لم يوافق الجانب المصري على جميع الشروط، خاصة الجزء المتعلق برفع الدعم بالكامل.

وبررت الحكومة رفضها لهذا الشرط بعدم موافقتها على رؤية القيادة السياسية التي تؤكد على ضرورة استمرار الدعم خاصة في رغيف الخبز ومبادرات الحياة الكريمة وحق محدودي الدخل في الحصول على مأمن. سكن وحياة كريمة.

أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أن الحكومة في مرحلة الاتفاقات النهائية بشأن تمويل جديد من صندوق النقد الدولي. وقال أيضا إن الدولة المصرية تقدم دعما نقديا لـ 4 ملايين أسرة من خلال برنامج التضامن والكرامة، وأنه تم مؤخرا إضافة مليون أسرة جديدة لهذا البرنامج.

الجنيه ينتظر

خلال هذه اللحظات، يستقر الجنيه المصري بالقرب من أدنى مستوى له على الإطلاق، بعد أن هبط مرتين، بالتزامن مع استمرار سحب السيولة من قبل البنك المركزي المصري، والتي بلغت 200 مليار جنيه في أقل من أسبوع.

حافظ الجنيه المصري على استقراره أمام الدولار لمدة 11 جلسة متتالية دون تغيير، قبل أن يتراجع لأول مرة أمس الثلاثاء، في عهد المحافظ الجديد “القائم بأعمال محافظ البنك المركزي”.

يتداول الجنيه المصري بالقرب من أدنى مستوى رسمي سجله في يناير 2017، عندما انخفض إلى مستويات 19.54 جنيه للدولار بعد قرار تحرير أسعار الصرف في نوفمبر 2016 بعد الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي.