الأخبار السلبية حول قرب اتفاق مع إيران فيما يتعلق بالتوصل إلى تفاهمات بين القوى الغربية وواشنطن من جهة، وإيران من جهة أخرى على الصفقة النووية ما زالت تلقي بظلالها السلبية على أسعار النفط المتداولة. بالقرب من مستويات يناير 2022.

يأتي إليكم بالتزامن مع المخاوف بشأن الطلب من الصين، حيث تعتزم السلطات الصينية فرض قيود شاملة على مستوى مدينة تشنغدو جنوب غرب البلاد، ابتداء من اليوم الخميس.

من ناحية أخرى، تتجاهل الأسعار التوقعات المتشائمة لأوبك + بشأن فائض العرض، متزامنة مع تراجع المخزونات الاستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية إلى أدنى مستوياتها منذ عام 1984.

وتناقش واشنطن مع مجموعة السبع اليوم وغدا قرار تحديد سقف سعري لواردات النفط الروسية، وهو قرار لا يزال يبحث عن إجماع كبار المستوردين الصين والهند وسط مخاوف من قيام روسيا بقطع إمدادات النفط، على غرار الغاز، مما يؤدي إلى اشتعال الأسعار.

وانخفضت بيانات المخزون الأمريكي الأسبوع الماضي بأكثر من 3.32 مليون برميل، مقابل توقعات بانخفاض قدره 1.483 مليون برميل، ومقارنة بانخفاض فعلي في الأسبوع قبل الماضي بمقدار 3.28 مليون برميل.

في المقابل، قالت شركة غازبروم نفت، أسرع منتج للنفط في روسيا، إنها تخطط لمضاعفة إنتاجها من الخام في حقل رئيسي في غرب سيبيريا بفضل إطلاق وحدة جديدة.

الأسعار الآن

انخفض خام نايمكس الأمريكي الخفيف خلال لحظات التداول هذه اليوم الخميس إلى مستويات قريبة من 87 للبرميل، مع خسائر في حدود 2٪ أو ما يعادل 1.9 دولار للبرميل، متجهًا نحو أدنى مستوى له منذ بداية الفترة. عام.

بينما انخفض المؤشر الرئيسي بأكثر من 2٪، أو ما يعادل 2.1 دولار للبرميل، خلال لحظات التداول هذه يوم الخميس، ليصل إلى مستويات قريبة من 93 دولارًا للبرميل.

هبوط حاد

تراجعت أسعار النفط في نهاية تعاملات اليوم الأربعاء، مسجلة تراجعا شهريا بأكثر من 7٪، في ظل مخاوف من تباطؤ الطلب العالمي على النفط، وسط حالة من عدم اليقين بشأن الإمدادات في الأسواق.

وشهدت أسعار خام برنت تراجعا بنسبة 2.8٪ بنهاية تعاملات أمس الأربعاء، أو ما يعادل 2.82 دولار، عند 96.49 دولار للبرميل، فيما تراجعت خلال شهر أغسطس بنسبة 7.2٪.

انخفض سعر خام نايمكس الأمريكي بنسبة 2.3٪ في نهاية تعاملات يوم الأربعاء، أو 2.09 دولار، ليغلق عند 89.55 دولار للبرميل، فيما تكبد خسائر شهرية بنسبة 7.4٪.

توقعات أقل

في رؤية أكثر صرامة وأكثر قتامة، خفض تحالف “أوبك +” توقعاته لأسواق النفط العالمية هذا العام والعام المقبل، في وقت يكافح فيه الأعضاء للوصول إلى أهداف الإنتاج.

خفضت اللجنة الفنية للتحالف توقعات زيادة المعروض هذا العام بمقدار النصف إلى 400 ألف برميل يوميًا، وفقًا لتقرير صادر عن اللجنة.

في المقابل، انعكست التوقعات للعام المقبل من فائض قدره 900 ألف برميل في اليوم إلى عجز قدره 300 ألف برميل في اليوم.

القرار المقبل

جاءت التوقعات الصادمة قبل أيام من اجتماع أوبك + لتحديد سياستها الإنتاجية في الخامس من سبتمبر وبعد أكثر من أسبوع من التصريحات السعودية بأن المنظمة قد تخفض إنتاجها النفطي.

وأصدرت اللجنة قبل اجتماعها تقريراً يشير إلى أن فائض سوق النفط سيصل إلى 900 ألف برميل يومياً في أفضل السيناريوهات.

وبعد الاجتماع، جاء الرقم عند 400 ألف برميل يوميًا، وقال مصدران من أوبك + إن المجموعة قررت تضمين حساباتها انخفاضًا كبيرًا في أرقام الإنتاج من دولها الأعضاء.

قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان الأسبوع الماضي إن أوبك + مستعدة لخفض الإنتاج وسط تقلبات في سوق العقود الآجلة للنفط، مدفوعة بضعف السيولة والانفصال عن السوق الفورية.

اللجنة الفنية

وقال تقرير اللجنة الفنية إن الطلب على النفط، الذي تتوقع أن يرتفع بمقدار 3.1 مليون برميل يوميا هذا العام، يواجه حالة من عدم اليقين كبيرة، خاصة في ظل ارتفاع التضخم وتشديد السياسة النقدية التي تقوض ميزانيات المستهلكين.

وقال التقرير إن ارتفاع أسعار الطاقة يشكل خطرا آخر في المستقبل وقد يؤدي إلى انخفاض كبير في الاستهلاك أكثر مما هو متوقع حاليا، خاصة مع نهاية العام.

أظهر مسح شهري أن إنتاج أوبك ارتفع في أغسطس إلى أعلى مستوى له منذ بداية الوباء في عام 2022، لكنه لا يزال 1.4 مليون برميل يوميا دون المستوى المستهدف للشهر، مقارنة بعجز قدره 1.3 مليون برميل يوميا. في يوليو.

اهتزاز السعر العنيف

وقال جيوفاني ستونوفو المحلل في يو بي إس إن الأسعار تراجعت بعد تصريحات من شركة النفط العراقية المملوكة للدولة سومو بأن صادرات النفط لم تتأثر بالاضطرابات السياسية داخل البلاد.

قال محللون من هايتونج إن العراق، بصفته مصدرا رئيسيا للنفط بإنتاج يزيد عن أربعة ملايين برميل يوميا، لا يقل تأثير الوضع المحلي (في العراق) على أسعار النفط عن تأثير إيران.

وقال كونال ساوهني، الرئيس التنفيذي لمجموعة كالكن “سيستمر الاقتصاد في الركود مع السياسات النقدية القوية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وينتظر المستثمرون الآن بيانات التوظيف الشهرية يوم الجمعة”.

قال وارن باترسون، رئيس إستراتيجية السلع في مجموعة ING Group، إن مجموعة مخاطر الإمدادات الجديدة من ليبيا، إلى جانب عدم اليقين بشأن اجتماع أوبك + القادم، قدمت دفعة للأسعار.

وأشار باترسون إلى أنه في ظل عدم وجود اضطرابات كبيرة في الإمدادات أو تدخل من “أوبك +”، فمن الصعب رؤية ارتفاع كبير على المدى القصير.

قال محللون من Hetong Futures إن الرغبة في المخاطرة قد تراجعت بسبب التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيستمر في رفع أسعار الفائدة، كما أن انخفاض الأسعار في أوروبا يفاقم الصورة الغامضة لأزمة الطاقة.

قالت شركة غازبروم نفت، أسرع منتجي النفط في روسيا، إنها تخطط لمضاعفة إنتاجها من الخام في حقل رئيسي في غرب سيبيريا بفضل إطلاق وحدة جديدة.

وقالت إن الوحدة الجديدة ستسمح بإنتاج ثمانية ملايين طن من النفط في عام 2023، وفي عام 2022 بلغ إنتاج غازبروم نفت نحو 101 مليون طن من الهيدروكربونات، منها 62 مليون طن من الهيدروكربونات.

وذكرت تقارير غربية أن تحالف “أوبك بلس” لا يبحث حاليا إمكانية خفض إنتاج النفط رغم تقارير سابقة أشارت إلى احتمال خفض الإمدادات في الفترة المقبلة.