أصدر صندوق النقد الدولي تقريراً عن الوضع الاقتصادي المتدهور في لبنان، وألقى باللوم على الإدارة الاحتيالية لثروة البلاد بأنها “مخطط بونزي”.

يعتمد مخطط بونزي على جذب المستثمرين من خلال الوعد بتحقيق عائد كبير دون مخاطرة، لكنه في الحقيقة يعتمد على استخدام أموال المستثمرين الجدد لدفع مستحقات المستثمرين السابقين لكسب ثقتهم، ثم يفشل وينهار في النهاية. توقف دخول الأموال الجديدة.

يشهد العام الثالث انهيارًا ماليًا تسبب في حياة 8 من كل 10 أشخاص تحت خط الفقر. وأشار التقرير إلى أن هذا الانهيار ربما كان متعمدا وأن هذه الفترة هي واحدة من أسوأ ثلاث سنوات في تاريخ لبنان الحديث.

أزمة اقتصادية .. من صنع الحكومة عمدا

ليست هذه هي الاتهامات الأولى التي يوجهها النقد الدولي للحكومة اللبنانية، حيث سبق لها أن انتقدت السياسات الاقتصادية للدولة في يناير الماضي، متهمة إياها بالتسبب في انهيار اقتصادي كارثي للبنان من خلال إحكام قبضتها على الموارد.

وتأتي هذه الاتهامات بعد دراسة المالية العامة للبنان من 1993 إلى 2022، حيث يرى البنك أن الأزمة الاقتصادية على مدى الثلاثين عامًا الماضية كانت نتاج السياسة الاقتصادية للنخب الحاكمة وأنها كانت مقصودة. وانخفض لبنان 90٪.

وذكر التقرير أن الشعارات السياسية حول قدسية الودائع هي مجرد عبارات جوفاء وانتهازية، بل إن إساءة استخدام المصطلح من قبل السياسيين أمر قاسي، وفق ما نقلته شبكة سي إن بي سي.

واعتبر البنك أن النظام الحالي يمنع وقوع الكارثة ولا يسمح بحلول حقيقية لحماية المودعين الصغار والمتوسطين وأموالهم.

ليأتي متأخرا .. كارثة بلا حل

وبحسب البنك الدولي، غالبًا ما يتحدث المسؤولون اللبنانيون عن الحفاظ على حقوق المودعين، في الوقت الذي تسببت فيه سياستهم في إضعاف العملة بنسبة 90٪ وخسارة قيمة مدخراتهم لنفس النسبة، وتسببت الحكومة في ذلك. تبلغ الخسائر حوالي 70 مليار في النظام المالي.

يجادل الصندوق بأن مساهمي البنوك وكبار الدائنين، الذين استفادوا بشكل كبير خلال الثلاثين عامًا الماضية من نموذج اقتصادي غير متماثل للغاية، يجب أن يتحملوا الآن هذه الخسائر.

وأكد أن كلا من الفقراء والطبقة الوسطى لم يتم خدمتهم بشكل جيد في ظل هذا النموذج وأنهم يتحملون العبء الرئيسي لهذا الإفلاس.

وقال البنك إن الدولة استخدمت مدخرات الناس بشكل سيئ وأنفقت بشكل سيئ خلال الثلاثين عاما الماضية. وقال إن المصارف اللبنانية اقترضت بكثافة من الدولة، حيث تراكمت عليها ديون ضخمة نتيجة الفساد وسوء الإدارة.

ماذا حدث للشعب

تسببت الأزمة في ارتفاع أسعار جميع السلع وحتى عدم قدرة الدولة على توفيرها، بالإضافة إلى انقطاع شامل في إمدادات الطاقة ونقص إمدادات المياه في جميع أنحاء البلاد، فضلاً عن انهيار التعليم والصحة. والخدمات الأساسية.

يساهم غياب الخدمات في تفاقم الأزمة وهروب كل الاستثمارات الممكنة في البلاد. واعتبر التقرير أن انهيار الخدمات جاء بنية واعية من المسؤولين للتمييز بين القطاع الخاص والحكومة بعد الحرب الأهلية في لبنان.

يتوقع البنك الدولي أن تصل نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى 272٪ بنهاية هذا العام، وفقًا لسيناريو لا يفترض أي إجراءات سياسية. وبحسب هذا السيناريو، من المتوقع أن ينخفض ​​الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 6.5٪ في عام 2022 إلى 14.162 مليار دولار، مقارنة بمستويات ما قبل الأزمة البالغة 55.27 مليار دولار.

شروط صندوق النقد الدولي

ويريد صندوق النقد الدولي من لبنان الموافقة على خطة إعادة هيكلة مصرفية كأحد الشروط المسبقة للموافقة على مسودة اتفاقية التمويل.

وتساءل التقرير عن مدى تلبية السلطات لاحتياجات التمويل من خلال “مخطط بونزي”، مؤكدا أنه كلما تم تنفيذ الإصلاحات اللازمة في وقت مبكر، كانت تكلفة مخطط بونزي أقل إيلاما على اللبنانيين.