لقد أصبحت صناعة ألعاب الفيديو الإلكترونية واحدة من الصناعات الهامة والحديثة التي تهتم بها الدول العربية وعلى رأسها الكويت. بالفعل، بدأت الكويت في الاستثمار في هذه الصناعة من خلال مجموعة من ستوديوهات تطوير الألعاب العالمية التي تتخذ من الكويت مقر لها وتجذب إليها شباب المبدعين في هذا المجال من الكويت ومن المنطقة العربية المحيطة. من أبرز هذه الاستوديوهات هو ستوديو تطوير الألعاب Juego في الكويت، وهناك بكل تأكيد المزيد من هذه الاستوديوهات التي تعمل على إنتاج وابتكار العاب الفيديو الإلكترونية.

تطوير الألعاب في الكويت

منذ عشرة أعوام، لم يكن ليصدق أحد أن المنطقة العربية ستكون موطنًا لصناعة الألعاب الإلكترونية الأكثر رواجًا في المنطقة. لكن الأمر أصبح حقيقة، ونجد الآن العديد من الدول العربية، مثل الكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات ومصر، تسير في صناعة العاب الفيديو من خلال مجموعة من ستوديوهات البرمجيات المميزة.

ينطبق الأمر على دولة أخرى مثل بولندا والتي لم يكن يخطر على بال أحد أن تكون موطنًا لبعض الألعاب الإلكترونية الشعبية مثل The Witcher 3 الذي يقدمه ستوديو الألعاب البولندية CD Projekt Red. فالاتجاه الجديد الذي شكل صناعة الألعاب على مدار السنوات القليلة الماضية هو نمو تطوير ألعاب الفيديو الرائجة في أماكن غير متوقعة مثل بولندا والكويت وبلجيكا وغيرها.

بكل تأكيد، لا تزال مراكز الألعاب التقليدية المعروفة في الولايات المتحدة واليابان موطنًا لأكبر وأشهر ستوديوهات الألعاب، ونرى كيف أحتلت اليابان عرش ألعاب الفيديو. مع ذلك، ساهمت مواقع التمويل الجماعي مثل Kickstarter في أن يحصل المبدعون والمبتكرون القدامى والجدد على فرصة لتمويل مشاريعهم الخاصة وصناعة اسم لأنفسهم. من أمثلة ذلك هي العاب الفيديو المميزة مثل Darkest Dungeon والتي تم تطويرها بناء على مواهب مبدعيها وبدعم من القاعدة الجماهيرية الخاصة بها.

لم يكن للكويت وغيرها من الدول العربية بصمة واضحة في عالم تطوير وابتكار العاب الفيديو على مدار السنوات الماضية، ولكنها بدأت في اتخاذ خطوات سريعة وثابتة نحو ريادة هذه الصناعة في المنطقة العربية.

فهناك شعبية كبيرة للألعاب الإلكترونية في الكويت بصفة خاصة وفي المنطقة العربية بصفة عامة. يظهر ذلك في ثلاثة نقاط أساسية وبالأخص في فئة الشباب من الجنسين. النقطة الأولى هو اهتمام عدد كبير من اللاعبين بألعاب الفيديو الإلكترونية سواء على أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية أو الأجهزة الأخرى. فهناك ملايين من مستخدمي هذه الألعاب الذين يقضون ساعات من الاسبوع في استخدام مختلف الألعاب الإلكترونية.

النقطة الثانية هو شعبية منصات الألعاب الإلكترونية الفورية على الإنترنت وزيادة عدد متابعيها في الكويت حيث أنها تقدم لهم مكتبة ألعاب ضخمة بدون تحميل. تعتبر منصات العاب كازينو اون لاين من أهم هذه المنصات والتي تقدم للاعبين العاب متنوعة على الأجهزة الذكية المختلفة. فالمستخدمين يحصلون على جوائز نقدية عند الاشتراك، ويربحون جوائز نقدية أيضًا عند الفوز في أي لعبة توفرها لهم هذه المنصات مما يجمع بين المتعة والفوائد المادية على حد سواء. إضافة إلى ذلك، يتوفر الدعم الفني والخدمات المختلفة التي تضع بين يديك تجربة العاب ممتعة.

تأتي النقطة الثالثة في اهتمام الشباب بدراسة تخصصات التكنولوجيا الحديثة والعمل في مجال تطوير وصناعة العاب الفيديو الإلكترونية. يقبل الطلاب على الالتحاق بالكليات والمعاهد التكنولوجية للتخصص في مجالات البرمجيات وتطوير التطبيقات والمنصات الإلكترونية وغير ذلك مما يتعلق بالصناعة. يبحث الشباب في الكويت عن وظائف المستقبل والتي تتعلق بصناعة وتطوير البرمجيات والألعاب، كما يجدوا المزيد من هذه الفرص من خلال الشركات الجديدة التي تعمل في المجال وستوديوهات تطوير الألعاب. علاوة على ذلك، تحظى الكويت بشباب مبتكر وإبداعي لديه القدرة والموهبة على صناعة الفارق في الصناعة الحديثة هذه مما يشجع ستوديوهات الألعاب على الاستعانة بهذه المواهب.

في الواقع، تمتلك الكويت كافة المتطلبات التي تساعدها على ريادة سوق صناعة الألعاب الإلكترونية. فمن الناحية المادية، تعتبر الكويت من الدول الغنية التي لديها الموارد المالية لتمويل مشروعات الاستثمار في صناعة تطوير الألعاب. هذا الاستثمار له العوائد المضمونة التي تساعد على استمرار المضي قدمًا بها.

من ناحية الموارد البشرية، تحظى الكويت بمجموعة من المواهب المميزة التي تعمل في هذه الصناعة بالفعل والقادرة على إنتاج وتطوير الألعاب الحديثة. هناك العديد من الأسواق والمتاجر عبر الإنترنت حيث يمكن لهؤلاء المطورين الكويتيين بيع الألعاب الخاصة بهم، لا سيما مع دعم الدولة لهم وتسخير كافة السبل التي تعزز من إنجاح العملية بأكملها.