تدهورت قيمة العملة اللبنانية، الثلاثاء، إلى مستوى غير مسبوق، ووصل سعرها إلى 100 ألف مقابل دولار في السوق الموازية، بحسب مكاتب مصرفية في البلاد الغارقة في أزمة اقتصادية ومالية خانقة.

تم تسجيل هذا المستوى القياسي في الوقت الذي استأنفت فيه البنوك إضرابًا مفتوحًا.

وحدد سعر الصرف الرسمي عند مستوى 15 ألف جنيه مقابل شهر فبراير الماضي مقابل 1507 جنيهات في السابق.

ويبقى سعر الصرف الرسمي هذا أقل بست مرات من السعر الفعلي للجنيه في السوق الموازية، حيث يتم تداول العملة اللبنانية، الثلاثاء، عند 100 ألف ليرة مقابل الدولار، بحسب مكاتب الصرافة.

يتزامن ذلك مع أزمة سيولة حادة، وتوقفت البنوك عن تزويد المودعين بأموالهم بالدولار.

استأنفت البنوك، الثلاثاء، إضرابها لأجل غير مسمى، الذي أطلقته في فبراير، احتجاجا على ما اعتبرته جمعية البنوك إجراءات قانونية “تعسفية” تجاه الدائنين.

وتشهد منذ صيف 2022 أزمة اقتصادية صنّفها البنك الدولي ضمن الأسوأ منذ 1850، وتعتبر الأسوأ في تاريخ لبنان.

بدأت المتاجر الكبرى، مطلع مارس الجاري، تسعير السلع بالدولار، بقرار من السلطات، في ظل التراجع السريع في قيمة العملة المحلية. وسبق ذلك بأشهر سابقة، مطاعم ومتاجر في بلد يستورد 90٪ من بضائعه.

ارتفعت أسعار السلع الغذائية بشكل كبير منذ عام 2022. وبحسب البنك الدولي، بلغ معدل التضخم 332٪ من يناير 2022 إلى يوليو 2022، وهو الأعلى في العالم.

يؤدي الشلل السياسي إلى تفاقم الوضع، في ظل فراغ رئاسي منذ شهور، تدار خلالها البلاد من قبل حكومة تصريف أعمال غير قادرة على اتخاذ القرارات اللازمة، بما في ذلك الإصلاحات التي يطلبها المجتمع الدولي لتقديم الدعم لوقف النزيف. .