من جولي ستينهاوزن

شيكاغو (رويترز) – فك العلماء في إسبانيا الشفرة الجينية لقنديل البحر الخالد، وهو مخلوق قادر على العودة مرارا إلى حالته اليافعة، على أمل اكتشاف سر عمره الطويل الفريد وإيجاد أدلة جديدة حول شيخوخة الإنسان.

في دراستهم، التي نُشرت يوم الإثنين في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences، قام كل من Maria Pascual-Tournier و Victor Quesada وزملاؤه في جامعة Oviedo بوضع خريطة للتسلسل الجيني لـ Torritopsis dornai، النوع الوحيد المعروف من قنديل البحر القادر على العودة مرارًا وتكرارًا إلى مرحلة اليرقات بعد التكاثر الجنسي.

مثل الأنواع الأخرى، يمر قناديل البحر الخالدة بدورة حياة من جزأين. تعيش في قاع البحر خلال مرحلة اللاجنسي، حيث يتمثل دورها الأساسي في البقاء على قيد الحياة في أوقات ندرة الغذاء. عندما تكون الظروف مواتية، يتكاثر قناديل البحر عن طريق الاتصال الجنسي.

كتب العلماء أن العديد من أنواع قناديل البحر لديها بعض القدرة على عكس الشيخوخة والعودة إلى مرحلة اليرقات، لكن معظمها تفقد هذه القدرة بمجرد بلوغها مرحلة النضج الجنسي. لم يحدث ذلك مع Toritopsis dornai.

قال مونتي جراهام، خبير قنديل البحر ومدير معهد فلوريدا لعلوم المحيطات، والذي لم يشارك في الدراسة “نعلم أن هذا النوع كان قادرًا على القيام ببعض الحيل التطورية ربما لمدة 15-20 عامًا”.

حصل قنديل البحر الخالد على اسمه من هذه الخدعة، وهو مصطلح يعترف غراهام بأنه نوع من المبالغة.

كان الهدف من الدراسة هو فهم سبب اختلاف قنديل البحر الخالد، أو Torytopsis dornai، من خلال مقارنة تسلسله الجيني مع تسلسل Torritopsis rubra، وهو نوع مرتبط وراثيًا يفتقر إلى القدرة على التجدد بعد التكاثر الجنسي.

وجدوا أن Turytopsis dornai لديها اختلافات في جينومها قد تجعلها أفضل في نسخ وإصلاح الحمض النووي. يبدو أيضًا أنه أفضل في الحفاظ على نهايات الكروموسومات المسماة التيلوميرات، والتي ثبت أنها تقصر في الطول عند البشر والأنواع الأخرى مع تقدم العمر.

قال جراهام إن البحث ليس له قيمة تجارية فورية حيث “لا يمكننا النظر إليه كما لو أننا سنجمع قناديل البحر هذه ونحولها إلى مرطبات للبشرة.”

وتابع “إنه أحد الأبحاث التي أعتقد أنها ستفتح الباب أمام مجال دراسي جديد يستحق المتابعة”.

(اعداد دعاء محمد للنشرة العربية)